كان في بيتنا البيان الشيوعي ـ الى مخلص خليل والأصدقاء


فاروق سلوم
2004 / 9 / 15 - 10:43     

كان مايكوفسكي صديق الليالي
وكانت الـزا تكتب البكاء
في ثلج الشوارع التي لم تنكفئ
..كان مايكوفسكي في بيتنايتصفح البيان
وكنا نقرأه في سر صلاتنا الوثنية
نحب البلاد الشغيلة وهي تبكي في قبضة الجحيم
كانت عيون الـزا تنير طريق البنطلون
وتمطر غيمة المواعيد في مقهى الكومسمول
تمطر غيمة المواعيد في مقهى على الشط
حيث ندس البيان في حقائب الخوف ..والدم
حقائب الظلام الذي جاء به الجحيم الى دفاترنا
وبين المصاطب ..وعند السلالم حيث يقف الجلاّد
يفتش حقائبنا ويهز اصبعه للمرة الأخيرة في وجهينا..
وكنت أخترت ان تمضي الى الأقاصي..
الخمر والشعر والمدن الأخرى :
تذكر كانت كردستان قصيدة وكان الأنصار حاشية النار
وكنت تمضي الى النهاية فيما يقتلني الأنتظار واللاجدوى
يقتلني العبث اللانهائي ..يقتلني ان اعدد للنهر صفات الشطآن
وللشوارع حشد الخطى ..وللمقابر حشد الشهداء
وكنت اخفي في آخر المكان كلمات لينين صديقنا القديم :
لاتقتلوا الثورة بالشكوك والنوايا ..
تذكر في مئوية لينين في رستوف ..شربنا حد الموت… كأن شراب العالم يفنى تلك الساعة والبلا لايكا كانت تحكي شيئا في الأممية .. سنة اثر أخرى يحتشد الهاربون عند الحدود
وفي غابات الوحشة ..وعند حدود الكلاب البوليسية
يحتشد الأصدقاء عند سطوة المهربين والقتلة

سطوة الخديعة والغش ..خديعة الوطن
وهو في ساحة الانتظار عند موعد القتل:
كنا نقتل كل يوم..في الصباح نستمع الى نشرات القتل
نتابع الأسماء بالدور ..كل ينتظر موته..
الفكرة وهي تموت والقصيدة ..
المحبة وهي تئن في التراب
الكتابات السرية والرسائل والنواح
في منازلنا النواح والتفجع ..والسؤال
وذهبت الى المدن الأخرى ..وذهبنا لجحيم السنوات
نحلم يوما نقرأ دون الخوف بيان التأسيس..
لكن ذهبت احلام السنوات
وما كنا نعلم ان يحتل المنزل وغد آخر
يصطف له القوادون الوطنيّون..البلداء
ابناء زنى وسفاح ولصوص يتشفّون بنا ..والوطن المذبوح
ويلوح بعضهم كذبا.. ببيان التأسيس..
ويلوح بعض ببيان الموت ..بيان التيـــئيـس!!!