اللقاء اليساري العربي في بيروت


الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
2010 / 10 / 31 - 12:57     

بيروت في 30/10/2010
افتتح في مقر الشبيبة المسيحية في منطقة عين المريسة، صبيحة 22/10/2010 اللقاء اليساري العربي، بحضور 20 حزباً يسارياً عربياً، تمثلوا باربعة وثلاثين مندوباً، اضافة لضيوف وصحافيين واداريين غيرهم، ادارت جلسة الافتتاح د.ماري الدبس، نائب الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني، والكلمة الافتتاحية للدكتور خالد حدادة، امين عام الحزب ذاته.
المحور الاول كان بعنوان: «تنظيم المواجهة الوطنية للعدوان والاحتلال والسيطرة الامبريالية والصهيونية»، خصص لها نظرياً ساعة ونصف الساعة، على ان يكون المحور الثاني بعدها موضوع تفعيل العمل بين صفوف الطبقة العاملة والفلاحين والفئات الشعبية والمثقفين، وصياغة برنامج النهوض الاقتصادي والتنموي والتطور الاجتماعي. ووفقاً للرسالة الموجهة من الداعين فإن المحور الثالث في اليوم الثاني جاء بعنوان الدفاع عن الديمقراطية والحريات العامة والمساواة في الوطن العربي.
• بناء لمقترحات: اعدها الحزب الشيوعي اللبناني مسبقاً، جرى تبديل هيئة الرئاسة لادارة كل جلسة بشكل متواصل.
• رغم ان الوقت المحدد للمداخلات، سواء اذا كانت تهدف للاضاءة على نقاط محددة في اوراق اي طرف مقدمة مطبوعة مسبقاً، ووزعت على الاعضاء، او قدمت خلال الجلسات ووزعت في ختامها، واعطي للمداخل سبعة دقائق، لم يتم الالتزام عموماً بها.
• كذلك، كالعادة، فإن كل طالب للمداخلة هيأ مسبقاً عدداً من النقاط لطرحها، ضارباً التقسيم المقرر للمواضيع، لذلك فإنه منذ البداية، جمعت المداخلة في نقاط كثيرة مختلطة من المحاور الثلاثة. وهذا ادى الى الخوض في عموميات معهودة في هكذا لقاءات، حول ضرورة المقاومة، اهمية اللحظة التاريخية للنهوض في وجه الهجمة الرأسمالية، ولكن لم يتم التطرق الى مستويات للانجاز في الاهداف العامة، ولا طرح آليات عمل ممكنة، بل كانت الاسئلة تطغى اكثر من الاجوبة، خصوصاً مسألة الربط بين المقاومة واشكالها وقضية التغيير الديمقراطي في المجتمع سياسياً، اقتصادياً واجتماعياً.
فلسطينياً، شاركت عدة قوى :الجبهة الديمقراطية سهيل الناطور، حزب الشعب بأمينه العام بسام الصالحي، ومسؤول لبنان غسان أيوب، الحزب الشيوعي الفلسطيني حضر نائب الامين العام فيه عبد الرؤوف عبد الرحمن قدري وجاء من الضفة، الجبهة الشعبية شارك ماهر الطاهر ومروان عبدالعال، جبهة التحرير الفلسطينية عباس جمعة. الجميع شارك بكلمات متنوعة حول ضرورة الوحدة الوطنية وفي القلب وحدة اليسار، رغم الاعتراف لم تنجح في تحقيقها حتى الآن، كما ان رفض المفاوضات بالشروط الاسرائيلية/الاميركية، كان قاسماً مشتركاً، مع اشارات على ضرورة استعادة مركزية القضية في النضال اليساري العربي وتطوير اشكال الكفاح المدني في مواجهة الاحتلال وعدم الاكتفاء بحصره في الكفاح المسلح او المفاوضات فقط،..الخ.
بدا بوضوح ان التونسي قد حضر مقترحات وتعامل بجدية واوضح ظروف النضال اليساري في بلده وعواملها، كذلك كان الكويتي اكثر عمقاً بما يتعلق بظروف النضال في بلده وعموم الخليج، المصري كان يهرب الى السياسة الدولية والأزمة العالمية، السوري والعراقي بمحدودية المساهمة ذات الجدوى في ايضاح ظروف النضال المحلي في كل قطر منهم، الفلسطيني عموماً متناغم مع كثرة التفاصيل.
نقطة حول الادوات المعرفية وتوحيد مفاهيم المصطلحات اليسارية اثيرت من عدد من المشاركين اخذت بعض الوقت، وان كانت لم ترد لدى الجميع، بدأت باثارة الاقتصاد الريعي في البلدان العربية، واثاره الخطيرة في تشويه البنى الطبقية ووعيها بمصالحها، وامتداد ذلك خارج حدود الدول الخليجية عبر الامداد بالمال السياسي في فلسطين، لبنان، مصر وغيرها...(سهيل الناطور+ د.اشتية) وافاض (د.كمال حمدان) بعد ذلك حول ضرورة تطوير المعرفة بالمجتمع، وادخال الاهتمام بالمرأة والشباب، الفئات العمالية المتنوعة، خاصة انه لا بروليتاريا صناعية بشكل مجمعات كبيرة في عالمنا العربي لانه الادنى في الصناعة، والتركيز على عدم المساواة وفقدان العدالة واهمية حقوق الانسان، مختتماً باهمية وضرورة ابراز التمايز اليساري الخاص لأي فصيل يقع بتوافقات معينة في بعض نواحي النضال مع التنظيمات الاسلامية...الخ.
اخيراً، لجنة الصياغة كانت مفتوحة لمن يرغب للبيان الختامي، ولم تقع خلافات عند اقراره...



اللقاء اليساري العربي
بيروت 22 – 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2010

البيان الختامي
انعقد اللقاء اليساري العربي في بيروت (22- 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2010 ) في ظروف عربية ودولية تشهد تطورات اقتصادية وسياسية تنطوي على انعطافات وتغيرات استثنائية الحدة والعمق تترافق مع ازدياد شراسة الهجمة الامبريالية – الصهيونية على عالمنا العربي وتفاقم الأزمة العامة للنظام الرأسمالي العالمي وتعمق تناقضاته واهتزاز مواقعه.
وقد شهد عالمنا العربي بعد الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفياتي وفشل النموذج الاشتراكي المحقق،محاولات استفراد أميركي بمقدرات العالم أجمع كقطب وحيد، بقيادة المحافظين الجدد والنيوليبراليين الذين طرحوا شعارات "النظام العالمي الجديد" وخصّوا العالم العربي بشعار "النظام الشرق الأوسطي الجديد" التفتيتي، تحت ستار الادعاء بنشر الديمقراطية وحقوق الانسان. وتجلى تنفيذ الشعارات عملياً بالحروب التي شنتها الولايات المتحدة مع حلفائها الأطلسيين والكيان الصهيوني، ومع القوى الرجعية التي سبق أن تم تجنيدها إبان الحرب الباردة لمحاربة قوى الديمقراطية والتحرر الوطني بإسم الدين وأشكال أخرى.
إلا أن هذه الهجمة ما لبثت أن انكفأت أمام مقاومة الشعوب متخلية عن ادعاءات الديمقراطية وحقوق الانسان لترفع، من جهة، شعارات الدفاع عن "الاعتدال" كتمويه للسياسات المحافظة المعادية لقوى التحرر الوطني التي تعبر عن مصالح وتطلعات أوسع الفئات الشعبية، ولتعمل، من جهة ثانية، على استكمال أهدافها بالسعي الى إثارة الفتن الطائفية والمذهبية ضمن الاستراتيجية الامبريالية العالمية المستندة الى مقولة "صراع الحضارات" ذات المضمون اليميني الفاشي؛ هذا المضمون الذي يفضحه أكثر فأكثر تفجر أزمة النظام الرأسمالي العالمي انطلاقاً من الولايات المتحدة الأميركية، دونما أفق للخروج منها، الأمر الذي يزيد من صعوبة تصدير الأزمات ويكشف الصراع الطبقي في البلدان الرأسمالية نفسها، ويسقط شعارات "الطريق الثالث" المبنية على أوهام انتفاء الصراع الطبقي و"نهاية التاريخ" بانتهاء الحرب الباردة التقليدية.
في هذه الأوضاع، لا تطال الأزمة فقط كافة القوى الاجتماعية التي تربط سيطرتها باستمرار تبعيتها للنظام الرأسمالي المعولم في ظل هيمنة الإمبريالية الأميركية.بل انها تطال أيضا القوى ذات الطموحات التحررية والرافضة للاملاءات الامبريالية ، كونها لا تمتلك برنامجاً للتحرر الاقتصادي والاجتماعي من تلك التبعية فتعمل على تدعيم سيطرتها بالدخول في التسويات مع الإمبريالية الأميركية وبادعاء الفصل بين المشروعين الأميركي والصهيوني.
ان تجليات الأزمة تشكل، اليوم، فرصة أمام اليسار لشن هجوم مضاد يفضح، مجدداً، الطبيعة الوحشية للطور الراهن للرأسمالية، يعيد من خلاله تعبئة وتنظيم نضال الحركة اليسارية العربية على أسس ومنطلقات تشكل نواة تجمع اليسار وتوحد قواه، في مواجهة العدوانية الامبريالية الأميركية- الصهيونية على المستويات كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأيديولوجية والثقافية. والمواجهة تعني المقاومة كسيرورة نضالية يتحقق فيها الترابط بين مقاومة الإحتلال، بأشكالها المختلفة، والنضال من أجل التغيير الديمقراطي. ومن شروط نجاحها أن لا تنحصر في بلد عربي واحد، بل أن تمارسها قوى وأحزاب اليسار العربي في جميع البلدان العربية.

لذا ترى القوى اليسارية العربية المشاركة في اللقاء:

1- إن المهمة الأولى لقوى اليسار العربي، اليوم، تكمن في مقاومة المشاريع العدوانية الإمبريالية الأميركية – الاسرائيلية، بكافة الأشكال، وصولا الى طرد الاحتلالات. وهو، اذ يوجه تحية اجلال لشهداء هذه المقاومة وللأسيرات والأسرى في سجون ومعتقلات الاحتلالين الأميركي والصهيوني، وفي مقدمتهم قادة العمل الوطني، يدعو كافة قوى اليسار في العالم الى التحرك الفاعل من أجل عودتهم الى الحرية.
وفي سياق معركة التحرير هذه، الى جانب القوى المقاومة الأخرى، لا بد لقوى اليسار من ابراز برنامجها التغييري المميز كأفق لحركة التحرر الوطني العربية.
2- إن العنوان الأساسي لبرنامج التغيير المميز لليسار، هو في اقامة حكم وطني ديمقراطي بأفق اشتراكي يشكل البديل للأنظمة التابعة. وفي سبيل انجاز هذه المهمة، تعمل قوى اليسار العربي على اعادة تنظيم صفوف الطبقة العاملة والفلاحين والفئات الشعبية كافة والمثقفين التقدميين، باتجاه لعب دورهم الطبيعي والطليعي في عملية التغيير الديمقراطي.
3- يؤكد اللقاء اليساري على أن القضية الفلسطينية لاتزال القضية المركزية والمحورية في الصراع العربي –الصهيوني، ويدعو القوى الوطنية الفلسطينية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية. كما يدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتحقيق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرضهم التي طردوا منها في العام 1948 وقيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس. ويدعو الشعوب العربية للضغط على أنظمتها من أجل الاعتراف بهذه الدولة وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني بالنسبة للدول التي سبق أن أقامت مثل هذه العلاقات. ويؤيد اللقاء، أخيراً، تمسك القوى اليسارية الفلسطينية برفض المفاوضات وفق الشروط الاسرائيلية – الأميركية وبالوقف الشامل للاستيطان.
4- يرى اللقاء اليساري ضرورة ان تضطلع قوى اليسار العربي بمهمة استكمال تحرير الاراضي العربية التي يحتلها العدو الصهيوني في الجولان وجنوب لبنان، واستكمال عملية اخراج قوات الاحتلال الأميركي من العراق ورفض أي شكل من أشكال التواجد العسكري الأجنبي فيه. اضافة الى تصفية كل القواعد العسكرية الأجنبية المتواجدة على الأراضي العربية والتسهيلات التي تقدم لها، ومقاومة المشاريع الامبريالية – الصهيونية والرجعية العربية الساعية الى اثارة الحروب الطائفية والمذهبية والاثنية والهادفة الى تفتيت الدول العربية الى كيانات ضعيفة ومتصارعة فيما بينها.
5- ان الاضطلاع بكل هذه المهمات يستند الى تعزيز برنامج قوى اليسار في كل بلد عربي، وفقاً لظروفه الملموسة، من أجل النهوض الديمقراطي الذي يجمع ولا يفرق، دفاعاً عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وصيانة للحريات الأساسية للأقليات الدينية والاثنية في اطار المواطنة المتساوية.
6- يؤكد اللقاء اليساري العربي على محورية نضال الشعوب العربية من أجل تغيير ديمقراطي حقيقي يقوم على الأسس التالية: العلمانية وما تعنيه من تأكيد حق المواطنة والمساواة بين المواطنين، وضرورة احترام المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان السياسية والاجتماعية وهي نتاج نضال تاريخي للانسانية، والحق في تشكيل الأحزاب والنقابات للدفاع عن حقوق ومصالح الشعب الأساسية ، والحق في انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة تمنع تأبيد سيطرة الأنظمة العربية القائمة.
7- يتبنى اللقاء قضية الدفاع عن حقوق المرأة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من القضية الوطنية، لجهة المساواة في الحقوق ووضع الكوتا النسائية موضع التنفيذ وصياغة الاقتراحات الداعية الى الغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة ومناهضة العنف الممارس تجاهها.
8- ويعلق اللقاء أهمية خاصة في التوجه الى الفئات الشبابية التي تجد نفسها أمام أفق مسدود في ظل النظام التبعي المأزوم، لا من حيث موقعها الطبقي وحسب، بل كذلك من حيث انتفاء إمكانية النظام الرأسمالي عامة، وخاصة الرأسمالي الكومبرادوري، في استيعاب الأجيال الجديدة، ومن حيث ضرب إمكانية واستعداد الشباب لتملك ما تزخر به الثورة العلمية التقنية الحديثة وتوظيف الطاقات الابداعية الشابة من خلالها في خدمة التنمية الاقتصادية الوطنية والحد من الهجرة أو من زج الشباب في نزاعات ذات طابع طائفي أو عنصري في متاهات عبثية. وسينظم اللقاء مخيم عمل سنوي للشباب اليساري العربي في لبنان لبحث القضايا الشبابية وبلورة برامج عمل ملموسة حول مطالبهم وحقوقهم ودورهم في التغيير الديمقراطي.
9- يعتبر اللقاء أن اليسار العربي معني بكل ما يلبي طموح الشعوب العربية الى الوحدة،ويدعم كل المبادرات الداعية الى ذلك على مختلف المستويات.
10- يدعو اللقاء الى تطوير التنسيق فيما بين اليساريين داخل التنظيمات النقابية والاجتماعية والجماهيرية على الصعيدين العربي والدولي والى تفعيل دور هذه التنظيمات في النضال الاجتماعي الهادف الى تأمين الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
11- يؤكد اللقاء أن نضاله الوطني والديمقراطي والاجتماعي يندرج ضمن معركة الكادحين وشعوب العالم وأممه المضطهدة من أجل التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي، وسيعمل على توثيق علاقات التضامن الأممي بين اليسار العربي واليسار العالمي.
12- ويدعو اللقاء، أخيراً، قوى اليسار العربي، عامة، الى التواصل والتنسيق فيما بينها لإرساء أسس للتعاون وطرح الشعارات التي تستجيب لمطامح الشعوب العربية الى التحرر والوحدة في مواجهة العدو الامبريالي – الصهيوني. وسيشكل لجنة متابعة تضع الأسس لتجميع صفوف اليسار وطرح المهام المشتركة، وللتنسيق مع القوى الوطنية والديمقراطية. كما سيدعو الى عقد لقاء اقتصادي متخصص لبحث تطورات الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على البلاد العربية وبلورة رؤية بديلة في أفق ديمقراطي اشتراكي.

هذا، وتقرر تحويل اللقاء إلى لجنة متابعة ستستكمل الصلات مع الأحزاب الأخرى لعقد اجتماع موسع خلال العام المقبل. وتمت تسمية الحزب الشيوعي اللبناني منسقاً لهذه اللجنة الى حين انعقاد هذا الاجتماع.