أدب المخاطبة والرد


أمير الحلو
2010 / 10 / 20 - 15:25     

أدب المخاطبة والرّد

أمير الحلو-بغداد



على الانسان عندما يكتب ان يتحمل ردود الافعال على ما كتبه، فالقرّاء لهم مذاهبهم وافكارهم وتختلف اساليب الرّد، فالبعض قد يناقشك في افكارك و(يفندها) باسلوب جيّد ومتفهّم ويطرح ما عنده بهدوء واحترام لك وللآخرين، والبعض يترك الموضوع الذي كتبته ويبدأ بالتهجم عليك وصولاً الى العبارات النابية، وذلك ما يحدث في بعض المواقع الالكترونية التي تعتقد ان نشر كل ما يردها حتى لو كانت فيه اساءة للآخرين هو نوع من الحرية (المطلقة).

وقد اعتدت عدم الرد على ما أكتبه لانني اقول كلمتي وامضي، فمن يمدحني او يناقشني بالمنطق احمل له كل الود والعرفان، ومن يشتمني أسكت لاني لا أريد ان أدخل بجدل قد أسقط فيه لان معرفتي باساليب الشتم ليست كثيرة، ولان الرد قد يعطي لبعض من لا يستحقون اكثر من حقهم والصمت هنا هو افضل الردود.

قبل ايام كتب شخص لا أعرفه وهو يتمتع بكهرباء السويد وأمنها انني كنت اضطهد المثقفين والكتاب في (ألف باء) وقد استغربت الامر فهذه هي المرة الاولى التي اسمع فيها مثل هذا الخبر (السار)، فسألت الصديقين الاستاذين حسن العاني وجواد الحطاب: هل حقا كنت هكذا، فاجابني العاني ما نصه (أيها الجميل لو كان بمقدوري ان احبك اكثر مما احببتك بوسع الكون لفعلت)، وكتب الحطاب: (نعم، كنت تضطهدنا جميعا.. بمحبتك المفرطة)، ولم ابعث بهذين الجوابين الى الموقع الذي نشر رأي الاخ العراقي السويدي، لاني لست محتاجاً الى ذلك، ولكن رسالة وردت تعليقاً على ما كتبته عن الصديق الاديب عبد الستار ناصر في (الصباح الجديد) استوقفتني وجعلتني افرح لاول مرة من الاطراء لسبب وحيد، وهو ان مرسلها قد اشبعني شتماً في السابق واتهمني باني سبب مغادرة الاديب الراحل والصديق (كمال سبتي) الى خارج العراق بسبب اختلاف منهجنا النقدي، وقد أجبته في حينها اني (لا أفهم ما هو المنهج النقدي) حتى اختلف حوله، والكاتب هو الشاعر الاخ نصيف الناصري، فانا اقرأ له باستمرار وهو من جيل السبعينات الذي برز على الساحة الادبية، ولم أفتح معه أي حوار حول الموضوع بعد ذلك احتراماً للتراب الذي يرقد فيه العزيز كمال سبتي!

رسالة الاخ نصيف الناصري تقول:

الاستاذ النبيل والطيب جداً جداً أمير الحلو. تحية طيبة مقرونة بالاعتزاز والود. تبقى أنت من الضمائر العراقية الشريفة في عراقنا. نتابع كتاباتك باحترام ولهفة دائماً ونشكرك على هذا الجهد الرائع والجميل. كانت زيارات عبد الستار ناصر المكوكية الى العاصمة الاردنية في سنوات التسعينيات للراحة والاستجمام ولقاء الأصدقاء والاتفاق على نشر كتبه في دور النشر في عمان. بعد افتتاح مقر حركة الوفاق الوطني عام 1996 بدأت الجهات الأمنية في عمان تراقب {الرايح والجاي} من العراق، وخصوصاً أولئك الذين تشك في أنهم يكلفون من قبل المخابرات العراقية أو من قبل عدي صدام شخصياً لمعرفة نشاطات الأدباء العراقيين الذين يعملون في المعارضة أو أولئك الذين بدأوا يعلنون معارضتهم للنظام العراقي من خلال الصحف الصادرة في دول مختلفة. طبعاً الكاتب عبد الستار ناصر لا علاقة له بشيء سوى الابداع والتواصل الدائم مع الكتابة. قرار منعه من دخول الاردن ومعه الكثير من الأدباء والصحفيين العراقيين، جاء على خلفية تلك الهواجس الأمنية التي اتخذتها المخابرات الاردنية. كان موقفك كريماً جداً يا استاذ أمير حين أسهمت في رد الحيف الذي لحق بعبد الستار ناصر. تحية حارة لك والى روحك المضيئة والنبيلة.

نصيف الناصري

وبصراحة فرحت بها بعد طول (غياب)، لانها تأتي من انسان اقدره واحترمه على الرغم من اتهامه السابق لي، وبودي لو ارتفع كل منا الى مستوى النقاش الودي حتى لو اختلفت الآراء فتلك هي الطريقة الحضارية في النقاش، أما الشتائم.. فلها مكان آخر!



امير الحلو