تعليق موجز على نتائج الانتخابات الفنزويلية التشريعية


فنزويلا الاشتراكية
2010 / 9 / 27 - 15:51     

انتظر الفنزويليون أكثر من المعتاد نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم الأحد 26 سبتمبر-أيلول 2010. إلا أنها خرجت للعلن مع بدأ يوم الاثنين مبدأياً-أي أنها ستتبدل ولكن بشكل لا يغير من واقع الأمر شيئاً بالغ الأهمية لذلك فإننا لن ننتظر اكتمال النتائج لنعلق عليها.
حتى الآن يبدو أن الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا PSUV قد نال 90 مقعداً والأرجح أنها ستبلغ 95 من أصل 165 في الجمعية الوطنية، في حين نالت المعارضة بشكل مؤكد 59 مقعداً والأرجح أنها ستبلغ 64 مقعداً مما يترك عدداً من المقاعد بيد أحزاب صغيرة غير منضوية تحت راية المعارضة ولكنها تعارض الطرفين، لذلك هي بالنسبة للحزب الاشتراكي معارضة أخرى.
كل هذا يعني أمرين لا يمكن أن يتبدلا، أن الحزب قد نجح مجدداً في الحصول على الغالبية، ولكنه بذات الوقت لم يبلغ غالبية الثلثين-كما توقعنا في وقت سابق-التي تتيح له تمرير ما يحلو له من قوانين في الجمعية الوطنية فالأمور بدءً من اليوم قد تبدلت ولابد من استيعاب ذلك.
لم تصدر بعد ردود فعل واضحة من المعارضين، إلا أنهم حتماً سيعتبروا أن هزيمتهم هي نصر لهم، استناداً لكون الحزب الاشتراكي الموحد كان يسيطر على الجمعية الوطنية أما بعد هزيمتهم المنتصرة فما عاد كذلك، وحتماً سيتجاوزوا ويقفزوا فوق حقيقة أنهم في الانتخابات التشريعية السابقة لم يشاركوا على الإطلاق فيها، وهو أمر يجيدوه بتحويل هزائمهم لانتصارات معنوية على الأقل، على عكس الحزب الاشتراكي الموحد الذي لا يمتلك قدرات دعائية مماثلة لا قبل ولا بعد الانتخابات فسنده الوحيد للحصول على الأصوات هو نشاط الرفاق في التعبئة والحصول على أصوات الذين تحسنت حياتهم بفضل الثورة، أما الجانب الدعائي فهو ضعيف.
اليوم الحكومة البوليفارية في أسوء حالاتها من بعد أعمال التخريب التي قادها المعارضون والتي كانت آثارها كارثية على الاقتصاد الفنزويلي في عام 2003، فمن حينها وإلى اليوم لم تواجه الحكومة الثورية مشاكل كما واجهت في العام المنصرم كما لو أن الظروف أخذت بقاعدة "تأتي المصائب مجتمعة" من مناخية وتخريبية و تفجر انعكاسات البيروقراطية السلبية جداً على صورة الثورة، والموقع الجغرافي المجاور لكولومبيا بما يحمله من آثار أمنية سيئة للغاية لفنزويلا والتي تلام عليها-على مايبدو-الحكومة البوليفارية كما لو أنها هي التي تحكم كولومبيا وما يخرج منها، ومع كل هذا فإنه لم يكن كافياً لمنع حزب الثورة الاشتراكية في هذا القرن من الحصول على الغالبية.
تحليل العملية الانتخابية بما سبقها وما ستحمله من آثار لن نهمله وسنتناوله توضيحياً بشكل كامل في العدد المقبل من "رسالة فنزويلا الاشتراكية"، لكن دعونا في هذه اللحظات نكون واعين ومدركين لأهمية الانتصار الذي تم تحقيقه، دعونا نستمتع بحزب ثوري تدور في داخله تيارات متنوعة ومتعددة تمتلك حرية التعبير عن رأيها لحد أن لها حق إصدار منشوراتها الخاصة بها، حزب يخوض ممارسة اشتراكية علمية بوضوح، اختلفنا أم اتفقنا مع الكثير من تفصيلاتها، وتجري في بلاده انتخابات هي مضرب للمثل بنزاهتها وشفافيتها تحت أعين عشرات آلاف المراقبين الفنزويليين والأجانب.. اليوم أفضل انتخابات ديمقراطية تجري في ظل حكم حزب اشتراكي ثوري يرفع شعارات الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج وبناء الكومونات للتخلص من الدولة القمعية القديمة.
دعونا نفرح، بأن الحلم يقترب أكثر من الواقع، دعونا نسعد بفنزويلا التي تقول إن الاشتراكية ليست كخط الأفق الذي يبقا بعيداً مهما اقتربنا منه، فنزويلا تقول لنا جميعاً، الاشتراكية موجودة في واقعنا فدعونا نبدأ بالاقتراب منها ولا بأس من أن نبدأ بحلم جديد.