لا بارك الله في أمة كثرت أعيادها


عبد العزيز محمد المعموري
2010 / 9 / 27 - 09:02     

كلمات على طرف اللسان ( لا بارك الله في أمة كثرت أعيادها )
الكاتب والمعلم المتقاعد ( عبد العزيز محمد المعموري ) - بعقوبة - ناحية العبارة



هذا الحديث المنسوب إلى رسولنا الكريم ، سمعته منذ خمسين عاما" ، ولكني أرى بأنه مطابق لسلامة المنطق ودواعي الحكمة ، فالبلد الذي يهدر الكثير من وقته في دواعي اللهو وهدر الزمن لا يستحق الحياة ، وبلدنا العراق يصدق عليه هذا الوصف تماما" .. والحكمة القائلة بأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، لا يجد من يشتريها في العراق !!
فمدارسنا نذهب إليها لتزجية الفراغ لا لكسب العلم والمعارف ، وجرس الدرس يقرع والمعلمون والمدرسون يغطون على مقاعدهم في غرف المدرسين لاهين عن سماع دقات الجرس .
وطلابنا لا يقضون في مدارسهم أكثر من ثلاث ساعات تاركين مدارسهم لأن المدرس لم يلتحق في المدرسة بشتى الأعذار الواهية ودون حسيب أو رقيب – وهذا طبعا" لا ينطبق على جميع المدارس – وليست المدارس وحدها تعاني من هذا الإهمال بل دوائر الدولة إن لم اقل كلها .
والعطل الرسمية أكثر من الهموم على قلوب العراقيين حتى المراكز الصحية ودوائر الخدمات البلدية !
هل عملنا إحصائية بعدد العطل الرسمية والمناسبات الدينية وقيم هذه العطل ؟ إذا كانت ولادات ووفيات أئمتنا تستوجب ترك العمل فلا أحسب أن إماما" أو مصلحا" أو صاحب رسالة يرضى بسلوكنا .
إني أدعو وبحرارة قادتنا الدينيين أن يقولوها بشجاعة وحمية إيمانية ونكران ذات ما يقتضيه الشرع الحنيف ودواعي المصلحة الإسلامية بغض النظر عن المذاهب والطوائف الدينية .
نريد علماء رساليين كمحمد عبده ومحمد حسين فضل الله ليخلصونا من الدجل وتقديم المصالح المادية على الإيمان الحقيقي ، نريد مؤتمرا" دينيا" يحدد المناسبات التي تقتضي العطلات وتدعو إلى السعي الحثيث للحاق بمسيرة العالم المتقدم .
كما أدعو إلى التأكد من صحة الحديث في صدر مقالي لأني أجده بلسما" لعلاج تراخينا وكسلنا ، وبالمناسبة أدعو وبحرارة إلى إلغاء عطلة يوم السبت وعرض موضوعها على برلماننا إذا قدر له أن يجتمع هذا العام ، ثم ألا يكون لنا عيد واحد لا عيدان أحدهما للسنة والآخر للشيعة فالهلال واحد لا هلالان ، وإذا كان بعضنا يعاني من قصر البصر فهنالك وسائل وأجهزة حديثة لمعرفة ولادة البدر من أول لحظة ، فكفاية للمغالطات والمماحكات البيزنطية ، فلقد امتلأت قلوبنا قيحا" وأصبحنا أضحوكة للآخرين .
وإذا كان عيد الفطر منذ أن عرفناه ثلاثة أيام ، فمن الذي أعطى نفسه حق تمديده إلى خمسة أيام ؟ إننا أمام ظرف استثنائي يفرض علينا السباق مع الزمن ، فالكثير من الأمم التي غادرت مراحل حروبها ألغت العطل الرسمية من أجنداتها لفترة طويلة ، ولا أعتقد بأننا في غنى عن استثمار أوقاتنا !
احترموا شعبكم أيها السادة فلقد آن لنا أن نكون كسائر الآدميين .