حين يستهدفك نفي النفي..!!


رداد السلامي
2010 / 9 / 26 - 02:07     

إن اسما نحته في صميم الذاكرة ، وقلب الحلم ، لا يمكن الخوف عليه ، إلا بقدر ما أنت خائف على أن يرى الاخرين غيرك بأنه أنت.

وأسوء شيء أن يأتي أحدهم يوما ليبعث برسالته الصغيرة إليك مفادها أنه بالإمكان السطو على حقك ، تفكيرك ، اسمك ، ونفيك على دائرة الغياب ليأتي بغيرك على أنه أنت.

منذ أن ضاعت بطاقتي الشخصية في بيت أحد القانونيين المحسوبين على تيار التقدم ، غدوت أتساءل كيف حدث ذلك ؟ ولماذا تم الإقدام على فعل ذلك؟

مثلا لو جيء بشخص اسمه شداد ، المسألة بسيطة ، احذف الشين وادخل الراء وأظهره على انه رداد السلامي ، ولقد حدث أن فعل ذلك أحدهم من قبل دون ان يستخدم حتى تشابه الأسماء ، ولقد كتب أحدهم ذات اشتراك في جمعية تنموية اجتماعية أشدت به ذات مرة وبالجمعية اسمي مع اللقب مجردا منه اسم والدي ، فيما حين كتب اسم ابنه كتبه كاملا ، وحين جاء برسالته الصغيرة التي مفادها بأنه يمكن استبدال اسم آخر باسمك كان قد حبك ذلك من قبل كما أظن وتلك نوايا لن تمر ..!!

أن يمارس قانون نفي النفي في حقك ، فهذا أسوء ما يكون ولن يكون ، ولن ينفي أحدا حضورك من ذاكرة الآخرين ولو استبدل أصناما مطيعة تنقاد له حين يشاء مقابل أن يصنع لها وجودا مزورا ، فقط بهدف السيطرة على حقوقك المادية والمعنوية.

ولقد اكتشفت بالتجربة أن أقرب محيط اجتماعي لك هو من يمارس تدميرك ماديا ، بل لا يكتفي بذلك بل ومعنويا ، ولو قدر له إفنائك حين لا يتوفر وعي لدى الناس ، وحين تغفو ضمائرهم فسيصنع ذلك غير مأسوف عليك ، ولقد أرادوا فلم أكن إلا كما أريد ، في حالة استكشاف معرفي وعلمي لما أرادوه .

واستحضر في هذا السياق الذي يشبه الأحجية بيت من الشعر لسياسي وأديب ومفكر كبير اسمه عبده درينه ذات قصيدة له حين قال : التجربة علمت من كان غاوي وجاهل عن كل شيء محتمل.

وبالتأكيد : فالمترسملون الجدد أو الذين يتشرنقون الآن في حالة تمرحل نحو ترسمل مستقبلي ،وكانوا يوما دعاة نظام وتقدم اجتماعي أضحى منهم اليوم كل شيء محتمل ، ولمواجهة احتمالات الاسوء لا بد من تفتيق الوعي الحقيقي لمواجهتهم .

إن المعرفة العلمية والإدراك الواعي هي سلاح قوي لتجريدهم من نفينا إلى حيث يتمنون ، فهم لم يعودوا كما كانوا من قبل فما بالك بنفي وتغييب رداد السلامي ، الذي بلا أساس مادي ، والذي لا يملك سوى حزمة أقلام وأحلام ملونة ، وكثير من الصدق ومخزون التضحية ، كما قال خالد سلمان.

سيتساءل القارئ ، ومن أنت ؟ من تكون حتى تقول لنا مثل هذا الكلام ؟ وأجيبه لست شيئا ذي أهمية ، بقدر ما أنا إنسان يمني أصابه الظلم والجور والإقصاء من القريب قبل البعيد ، فانتفض بقلمه كأداة ثورة واعية ، وحاول ولا زال أن يناضل به من أجل وطن لكل أبناءه ، وقال ما لديه من رؤى الطريق نحو ذلك ، قد يكون أخطأ وقد يكون أصاب ، لكنه اقتحم المحضور ، وحاول تفكيك الأحاجي السياسية من أدناها إلى أعلاها ، ووصل إلى النص ...نص ماء ...!!!

ويريد أنثى ، لكنه لا يكتفي منها بالسلام...!!

ولست قبيليا يبحث عن حزب ، كما أن أي حزب حقيقي يمثل الشعب ليس شيئا قابلا لتوريث معتنقيه أبنائهم ، فالمعرفة ليست جينات وراثية ، ومن الخطأ أن تلقن الناس قناعاتك تلقين دون أن تدع لهم مساحة التفكير والتجربة ، والتجربة علم بحد ذاته ، قد يكون لاستيعاب متأخر ..لكن التجربة أعمق .

لماذا هذه الكتابة ..؟؟

ليست لإبراز الذات ، فليس لدي ما يستحق التفاخر ، ولكن لقول ما ينبغي قوله ، كي يكون مدركا ، فقد لا أكون شيئا في عرف الجبناء ، بقدر ما أنا إنسان كأي إنسان في تقديري لذاتي ، ولقد قال أحدهم ذات هزو : أنتم أي شيء منكم محتمل ، هكذا في اتهام مضاد ينفي عن ذاته أي احتمال ، مفترضا فيك الضعة وفي ذاته العلو المزيف.

لقد استنفذ الجبناء ما لديهم ...فماذا لديك ..ماذا في جعبتك..؟؟

لا شيء ..سوى قلم في يدي ، وفي جعبة القلم حبر ، وفي دروب الكلمة الحرة التي تبغي وطن لكل أبناءه سنظل سائرين ..ثائرين مع حداة الركب ..ركب التغيير نحو مستقبل أفضل.