جورج بوش يبغي من الفلسطينيين الاستسلام لشارون


الحزب الشيوعي العمالي الايراني
2002 / 7 / 26 - 00:33     

بلاغ الحزب الشيوعي العمالي الايراني حول حديث بوش

 

 

ان الحديث الاخير لجورج بوش (24 حزيران) هو عصارة سياسة العنجهية والقسر التي تتبعها حكومة امريكا فيما يتعلق بالقضايا العالمية الحادة، عصارة "نظام جديد" تبغي الهيئة الحاكمة الامريكية، بعد 11 ايلول، فرضه على جماهير العالم. ان حديث بوش قد جوبه، فعلاً، بسخط الراي العام العالمي و رد دولي حتى من بين صفوف الدول الحليفة لها. ان تكون امريكا قد أُجبرت، جراء ضغط الراي العام والمعارضة الدولية، على ان تُسَلِمْ بقضايا معينة مثل ارساء دولة فلسطين، انسحاب القوات الاسرائيلية الى مواضع ما قبل 28 ايلول 200، والانسحاب الاسرائيلي من مجمل الاراضي التي احتلتها منذ 1967، اطلق جورج بوش، عملياً، وعبر اذلال الفلسطينيين ووضع شروط لايمكن القبول بها، يد الحكومة الاسرائيلية في مواصلة الاحتلال، القتل، وسلب ابسط حقوق جماهير فلسطين. ان جورج بوش يبغي من الفلسطينيين، علناً، الاستسلام لشارون والرضوخ له.

ان الرئيس الامريكي، وعبر القفز على تبيان اي سبيل للخروج من مازق ازمة الشرق الاوسط وحل القضية الفلسطينية، اضفى، رسمياً، مشروعية على المأزق الراهن وصادق على احباط مجمل عملية اوسلو السلمية من 1993 حتى الان مؤكداً دعمه غير المشروط لسياسة شارون الفاشية الخاصة بادامة القتل ومعاودة الاحتلال ضد جماهير فلسطين.  وعلى النقيض مما يقوله ضد الارهاب الاسلامي و ضد دعم حكومة جمهورية ايران الاسلامية والعراق للجماعات الارهابية من امثال حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله، فان جورج بوش، عملياً، وعبر الدعم الذي لم يسبق له مثيل لاسرائيل، يخدم الارهاب الاسلامي ويزود الانظمة والتيارات الاسلامية بمبرر سياسي وايديولوجي. ان هذه السياسة تطلق ايادي شارون في قتل جماهير فلسطين وقتلها، تفسح المجال اكبر امام الارهاب الاسلامي وقتل جماهير اسرائيل الابرياء وتجعل من ازمة الشرق الاوسط اكثر حدة مما هي عليها الان.

ان حديث جورج بوش انعكاس مواقف اكثر اجنحة الهيئة الحاكمة الامريكية يمينية ونسخة طبق الاصل من سياسة شارون. ان نزعة الغطرسة هذه لن تجلب اي نتيجة. وعبر اذلال جماهير نالت اوسع دعم عالمي في نضالها العادل من اجل الخلاص من سلطة اسرائيل الاحتلالية، سيُفضَحْ ويُعزَلْ كل من بوش وشارون اكثر واكثر. ان مواقف جورج بوش، بدون شك، ستفسح مجال اكبر للقتل واراقة الدماء. ان مسؤولية مجمل اراقة الدماء هذه، ومن ضمنها الانعدام المتزايد لامن جماهير اسرائيل، ستقع على عاتق بوش وشارون. يجب ان تُجابه هذه العنجهية قبال اكثر بؤر الازمات حدة وحساسية في العالم وقبال مصير جماهير فلسطين المضطهَدة بالتصدي والمعارضة الحازمة للجماهير التحررية والداعية للسلم في عموم العالم. لقد شهد العالم، وطيلة عقود، ان حكومة امريكا هي ركن ثابت في معضلة الشرق الاوسط. اما اليوم، ومع حديث بوش، تجلت هذه الحقيقة امام انظار العالم اكثر من اي وقت مضى.

ان الحزب الشيوعي العمالي الايراني، مرة اخرى، يدين، وبشدة، مواقف جورج بوش والحكومة الامريكية في دعمهما ومساندتهما لحكومة اسرائيل واذلال جماهير فلسطين ويؤكد على ضرورة الحل الفوري للمسالة الفلسطينية والانسحاب الفوري لاسرائيل من مجمل المناطق المحتلة واقامة دولة فلسطين.

 

الحزب الشيوعي العمالي الايراني

27 حزيران 2002