شاهد عيان....ياريت إلي جرى ما كان


رامي مراد
2010 / 8 / 11 - 12:49     


كتابة رامي مراد، ناشط شبابي ومجتمعي
فكرت كثيراً كيف يمكنني أن اعبر بقلمي عما رأته عيني أو ما أحسه ربما جسدي اليوم، لا تفكروا كثيراً فأنا مواطن غلبان تفصل كهرباء بيتي كما الباقين ثلثي اليوم، لكن الفرق بيني وبين كثيرين أيضاً أنني بالكاد استطيع أن اطعم أبنائي لقيمات يقمن صلبهم.
وغيري ينعم بمولدات الكهرباء التي أقصى ما يصلني منها صداع يدق راسي ليل نهار، إذ لا يمكنني شراء مثلها لأني ببساطة عاطل.- متفهمونيش غلط- عاطل عن العمل، أو ربما كما تراني حكومة غزة عاطل ومعطل لمسيرة التنمية التي ما فتئت تحققها. وذلك لأنني قررت أن أغادر حالة الصمت التي تخيم على الكبير قبل الصغير هنا.
فمن منا أيها العظماء غير مستاء من استمرار انقطاع الكهرباء، لكن لماذا يقف جلهم متفرجاً على شباب ورجال ومنهم نساء وأطفال قرروا أن يعلو صوتهم بسخط على هذه الحالة وذلك باستجابتهم كما أنا للاعتصام الذي دعت إليه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليوم الثلاثاء الموافق 10-08-2010 في تمام الساعة الثامنة مساء في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة.
والحقيقة التي كدت اعرفها أن حكومة غزة المحاصرة تستقوي بأساطيل من الحرية تسير عبر البحار لتفك عنها حصار ظالم، لكنهم لم يفهموا بعد أن من يرتادون هذه القوافل وينظموها جلهم من اليسار، الذي اتهمه عناصرها الليلة في الاعتصام وعلى مسمع مني ومن الكثيرين بأنهم ( أتباع عباس، متعاطي أترمال، كفار...وأخرى لا مجال لذكرها)، ثم ينهالون على كبار السن بهراواتهم حتى أصابوا الكثيرين، ومنهم سيدة في الستينات من عمرها، ليس لهم ذنب إلا أنهم عبروا عن استيائهم من انقطاع الكهرباء أربعة وعشرين ساعة في اليوم والليلة.
ففي قانونهم ممنوع أن تكون غير ما يردون لك أن تكون، حيث يحق لك أن تستاء، لكن حذار وحذار أن تعبر عن استياءك وإلا تكون قد خنت العهدة العمرية فيطبق عليك حكم الردة.
لست اكتب بسخط لأني احقد على احد، بل لأني أحب فلسطين وارفض أن يجبروني على كراهيتها كما يفعلون كل ثانية، فهي ما يستحق أن اغني لها ( لأكتب اسمك يا بلادي على الشمس إلي ما بتغيب...لا مالي ولا ولادي...على حبك ما في حبيب)، فهناك من اعتقد انه أحق من فلسطين ليكتب اسمه على الشمس وهو بذلك كان ولايزال سبب كل تراجعنا وما آلت إليه أمور بلادنا التي بتنا نفقد فيها أنفسنا بعد أن فقدنا بوصلتنا.
في النهاية أقول أن ما حدث اليوم من قمع للاعتصام الذي نفذ للاحتجاج على انقطاع الكهرباء ما هو إلا احد تعابير الأزمة، وأرجو أن يكون مقدمه لان تغادر الناس سلبيتها باتجاه الفعل باستخدام الوسائل الديمقراطية لا العنفية فمهما بلغ الأمر أشده ارفض أن يرفع فلسطيني بندقيته بوجه فلسطيني آخر، فقط لأني لازلت أحب فلسطين وأؤمن أنها اكبر من الجميع.