الفرقاء السياسيون يعرضون البلاد الى حرب اهلية


عبد العالي الحراك
2010 / 7 / 17 - 12:17     


الفرقاء السياسيون في العراق يعرضون البلاد الى حرب اهلية

لا احد يعرف من ابناء الشعب العراقي الى ماذا ستؤؤل اليه الاوضاع السياسية في العراق في ظل الازمة السياسية المستديمة التي بدأت منذ السقوط والتي تزداد حدتها عند الانتخابات العامة وبعدها والتي يهدف من ورائها القادة السياسيون اشباع رغباتهم ومصالحهم الشخصية والفئوية..ان الازمة السياسية الحالية اوما يسمى بأزمة (الرئاسات الثلاث)تعتبرمن اشد الازمات تعقيدا وخطورة واحتمال ان تنفجر الاوضاع الى حرب اهلية, لان جميع الفرقاء متعنتون بمواقفهم واسقف مطاليبهم العالية, كل يرى نفسه صاحب الحق وهوالاقوى..البعض يتقوى بالسلطة جيشها وشرطتها ومالها والبعض الاخر يتقوى بتدخل دول الجواروالميليشيات التي ما زالت ايديها على السلاح..ان تأجيل جلسة مجلس النواب الى اشعاراخرفي ظل احتقان سياسي وانغلاق الفرقاء على انفسهم ينبأ بتعقيد الازمة وزيادة معاناة الشعب..لم يحترموا الدستورعلنا وكل يعتمد على قواه الذاتية..عادوا مرة اخرى يتكلمون عن تفسيرات للكتلة الفائزة في الانتخابات والكتلة الاكثرعددا في البرلمان وصلاحيات رئاسة الجمهورية في الفترة الحالية, بينما الكتلة الفائزة في الانتخابات لا تستطيع تشكيل حكومة دون الاخرين والكتلة الاكبرفي البرلمان ما زالت خيالية لم تتشكل على ارض الواقع ولا ترغب في دخول البرلمان واطرافها في حرب كلامية وتسقيط سياسي عدائي لا مثيل له يستخدمها اطرافها للابتزازالسياسي المعروف الهدف والغاية الا وهو منع الاخرين من ادعاء الاغلبية وتكليفهم بالسعي الجاد لتشكيل الحكومة..ان عدم اعتراف الكتل السياسية بواقعها السياسي الجديد واحجامها الانتخابية الاخيرة يدل على ضعف الفهم السياسي لدى قادة هذه الكتل للديمقراطية واستغلالها لتحقيق المصالح الضيقة التي تضربالمصالح الوطنية العامة..من يستمع الى خطب وتصريحات بعض السياسيين في ما يسمى بالتحالف الوطني بعضهم ضد بعض يشعر بان الفشل في داخلهم عميق جدا وان حالة من اليأس في العودة لحكم العراق كما حكموه في السنوات السابقة تظهرالىالسطح من خلال الهجوم الحاقد واللاذع ضد طرف سياسي اكبرمنهم في العدد والتأثيرالسياسي وهم يدعون انهم في تحالف سياسي معه..ان اجتماعات الفرقاء السياسيين المكوكية وحواراتهم العقيمة منذ ظهورنتائج الانتخابات ولحد الان لم تؤد الى نتيجة ايجابية ولم يلاحظ اي تطورفي مجراها ومحتواها..من يقول بان رئيس الوزراء يستفيد من الحالة السياسية المتأزمة الان لانه يستمرفي رئاسته للوزراء ويستخدم صلاحياته كما يشاء فانه يخطأ لان المسؤؤلية كبيرة عليه في اخراج البلاد من ازمتها وفي استعادة هيبة الدولة العراقية بين الدول والحكومة العراقية بين حكومات العالم والبدء بالبناء والاعماروتنفيذ المشاريع التي وعد بها واولها واخرها الكهرباء..فقد تقل شعبيته القلقة التي كسبها بعد صولة الفرسان حيث الوضع الامني في بعض المحافظات الان اخذ بالتدهوركما لا يمكن للقوات الامنية ان تنشغل برفع التجاوزات على خطوط الكهرباء وتنسى واجباتها الامنية المحددة..ان انعدام الثقة بين القادة السياسيين في السلطة وحولها يؤشرالى الضعف الشديد التي تتمتع به تلك القوى رغم رقمها الانتخابي لانها لا تعتمد على الجماهير التي انتخبتها ولا تعمل من اجل تطويرها الى الافضل والى الامام باستمرار..لم تعط هذه القوى السياسية اهتمام بالشعب الذي اعطاها المزيد ووضع قادتها في مواقع السلطة والقرار التي لم تحلم بها.. فالأيغال في الاهمال بمصالح الشعب لابد ان يؤدي الى ثورة عارمة قد تكون نتائجها ضارة اذا لم تنظم واذا لم يقدها قائد حكيم حول برنامج وطني سليم..فلتبدأ المظاهرات السلمية في الساحات والشوارع العامة والاعتصامات في الدوائرالحكومية والوقوف الصامت امام مقرات الاحزاب السياسية للمطالبة السلمية الهادئة بتحمل المسؤؤلية وحل الازمة..ولتبدأ اولا الأعتصامات في الدوائرالحكومية والاضراب عن العمل لبضعة ساعات ثم تتطور حسب الموقف السياسي العام وتطوراته الى مظاهرات عارمة الى ان يظهر في الافق انفراج للازمة وتشكيل الحكومة والا فلا احد من المسؤؤلين يتنازل. 17_7_2010