أئتلاف الفاشلين


عبد العالي الحراك
2010 / 7 / 10 - 11:00     


لقد جمع ما يسمى ب(الائتلاف الوطني العراقي)الذي تشكل قبيل الأنتخابات العامة التي جرت في ربيع العام الجاري,معظم الشخصيات والاحزاب السياسية التي منيت بفشل واضح في عملها السياسي خلال المرحلة السابقة منذ السقوط ولحد الان ابتداءا من السيد احمد الجلبي ثم الدكتورابراهيم الجعفري والمجلس الاعلى ثم التيارالصدري وحزب الفضيلة وهؤلاء جميعا احزاب وشخصيات سياسية يشعرون بفشلهم واحتمال انقراضهم السياسي وهم في حالة تناقض مستمر وشديد بعضهم مع بعض يصل الى حد الصراع والاقتتال..فالمجلس الاعلى كان وما يزال صراعه حاد مع التيارالصدري في عموم محافظات جنوب العراق وكذلك حزب الفضيلة وكل ينتهز الاخطاء ضد الاخركي يشهربه ثم ينقض عليه.. لم تجد هذه الاحزاب والشخصيات حلا او حضورا في الساحة السياسية العراقية الا بتآلفها الانتخابي الذي قد يفضي الى البقاء في السلطة باي شكل من الاشكال..اما حزب الدعوة الاسلامية وقائمته الانتخابية (دولة القانون) فقد وقف رئيسه السيد المالكي بعيدا عن هكذا ائتلاف ظانا انه سيحقق نصرا عظيما باكتساح جميع القائم ,لكن عندما ظهرت نتائج الانتخابات اصيب بصدمة قوية ومضاعفة حيث لم يحقق حلمه الانتخابي اولا ثم تقدم القائمة العراقية على قائمته الذي اذهل الجميع وافقدهم القدرة على التروكيز دراسة الوضع والبحث عن حل وطني ان كانوا صادقين في ادعاآتهم الوطنية والشعارات التي رفعوها خلال الانتخابات..لم يكن امام الائتلاف الوطني الا البقاء يراوح في مكانه داعيا الى اجتماع جميع الاطراف حول الطاولة المستديرة وتشكيل حكومة مشاركة وطنية لانه لم يشكل رقما انتخابيا مهما قياسا بالقائمتين الفائزتين اللتين احتلتا موقع الصدارة.. ولما لم يجن السيد المالكي نفعا من اعادة الفرزوالعد في بغداد..عادوا مرة اخرى الى التخندق الطائفي في تشكيل ما يسمى ب(التحالف الوطني) على الورق وهو في الحقيقة مجازفة سياسية لمنع القائمة العراقية من التعبيرعن موقفها وحقها كقائمة فائزة في المقام الاول..كادت هذه المجازفة ان تقذف بالعراق في مهب الفوضى والاضطرابات من قبل انصارالقائمة العراقية الا ان الدكتوراياد علاوي اثبت حكمة سياسية فالتزم الهدوء والانتظار,لكن الخطأ الكبيركان يتمثل في لجوء السيد المالكي الى التحالف مع الائتلاف الوطني وهو تعبيرعن الهلع السياسي نحو السلطة ناسيا وطنيته و(قانونية دولته) التي رفعها شعارا منذ صولة الفرسان والى ما قبل الانتخابات والتناقض السياسي الشديد والحاد مع جميع اطراف الائتلاف الوطني ابتداءا من التيارالصدري وانتهاءا بحزب الفضيلة مرورا بالمجلس الاعلى منخرطا من جديد في طائفية قديمة رفضها الشعب العراقي وهي التي افقدت تلك الاحزاب السياسية المنضوية تحت مظلتها مشروعيتها الوطنية وادت بها الى الفشل الذريع..من هنا يفهم المرء ان الوطنية الصادقة والديمقراطية الحقة ليست كلمات فارغة وانما ايمان بفكروثقافة تعطي للوطن والمواطنة حقها ووزنها وللحرية والعدالة موقعها وفعلها المستمروالمتواصل وليست شعارات تطيرفي الهواء بعد الانتهاء من الانتخابات اوعند حصول طارئ او مفاجئة سياسية وهي لا تنطلي حتى على ابسط مواطن في الريف العراقي..لقد عاد السيد المالكي الى الوراء كثيرا بالانخراط بالتحالف الوطني دون التفكير مليا ودون الانتباه الى وطنيته التي يجب ان يجذرها بالتحالف اوالتنسيق المشترك مع الدكتوراياد علاوي دون الخوف من مرجعيته السابقة والعناصرالقومية المتشددة والاسلامية السلفية المتخلفة والقوى السياسية المتحالفة معه وتشكيل حكومة وطنية تبعد عنه شبهات الطائفية وتؤدي الى تفكيك الائتلاف الوطني وانصهاراطرافه في هذا التياراوذاك حسب خلفياتهم الفكرية والثقافية,خاصة عندما تتشكل حكومة وطنية فعالة اي ان تنجزالبناء والاعماروتنفذ برامج الخدمات وتعطي الحرية للمواطنين وتطبق عدالة القانون ..لن تستطيع تشيكل الحكومة في بغداد منغلقا على نفسك ايها السيد المالكي او مراوحا في تحالف فاشل بل عن طريق الحوارمع القوى السياسية التي اتت برقم انتخابي مهم وتشترك معك في ثوابت وطنية مهمة اولها اعلاء شأن المواطنة وتقوية الوحدة الوطنية والقضاء على الطائفية نهائيا ومنع تدخل دول الجوارالضارفي الشأن العراقي والعودة الى المحيط العربي والدولي في علاقات العراق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والخروج من حالة الأنغلاق والعزلة.ان الجمود السياسي الحالي تتحمل جزء كبيرمن مسؤؤليته وهوالذي يدعو بشكل مباشراوغيرمباشرالى تدخل الاخرين في شؤؤن العراق الداخلية الذي كثيرا ما رفعت صوتك رافضا له ولكنهم اي (الاخرون) قد دخلوا مكتبك ووجهوا الارشادات اوالنصائح ان لم نقل الضغوط والأملاءات وسيأتي اخرون اكثرازعاجا وضررا بالعراق والعراقيين..لا تلعبا بالسياسة كثيرا ايها المالكي وايها العلاوي فقد سئم الشعب اللعب بمقدراته وحياته..اجلسا مرة اخرى واخيرة وانظرا الى هذا الشعب وافهما ان مصالحكما الشخصية الدقيقة جدا والثانوية اوالثالثية....... ستتحقق بالكامل عندما تبدءا بتحقيق مصالح الشعب الاساسية في تشكيل حكومة وطنية بعيدة عن التأثيرات الخارجية المضرة وفي مقدمتها الطائفية..ان تحالفكما سيقضي على النفس الطائفي البغيض لدى بعض الاحزاب السياسية التي اخذت تضعف وهي ستهلك في المستقبل لان الشعب يرفضها وسينشط الوعي الوطني الديمقراطي ويعيش الشعب حياته كما تعيش الشعوب الاخرى ان لم نقل افضل.
على السيد المالكي ان يتخلى عن اطروحاته القديمة التي تؤثر سلبا على مفهوم الوطنية واخرها ما يسمى( بالمكونات العراقية ومبدأ التوافقية) وعلى الدكتورعلاوي ان يقص اظافرالقوميين المتشددين والاسلاميين السلفيين في قائمته..فلعدنان الدليمي توابعه في العراقية ولن يتم هذا اذا لم يتعاونا مخلصين. 10_7_2010