سطور تشافيز: إلى الأمام نحو الدولة الكومونية!


فنزويلا الاشتراكية
2010 / 6 / 27 - 16:38     

-1-
"زامورا يعيش، الكفاح يستمر" هو الشعار الذي يعيش بين أبناء شعبنا. من أجل تشريع القانون الدستوري للحكومة الاتحادية، لا يمكن أن يكون هناك إطار أكثر ملائمة من عملية الكشف عن تمثال جنرال الشعب السيادي إزيكويل زامورا في متنزه إل كالفاريو في كاراكاس. في هذا اليوم المشرق كان برفقتنا ممثلو المجالس العمومية في أنحاء البلاد، جنباً إلى جنب مع السلطة التشريعية.

لقد مضى 151 عاماً منذ بدء الحرب الاتحادية (1859-1863): كان يوم الـ20 من شباط/فبراير، 1859 عندما قاد تيرسو سالافيرا معركة كورو ومن ثم أطلق نداء الاتحاد. لم نستطع أن نمنح زامورا إجلالاً في ذلك الوقت، أكبر من منح شعبنا قانوناً يساعدهم على تحريرهم النهائي.

-2-

كتب محررنا سيمون بوليفار في 28 تشرين الأول/أكتوبر، 1828 إلى القائد أنتونيو خوسيه دي سوكريه "إنني أضع المجموعة دائماً قبل الفرد". هذه هي الروح والقوة المحركة لبوليفاريتنا الحالية: العمومي والاجتماعي يقع أولاً فوق كل شيء. كان سيمون رودريغيز محقاً حين قال في مؤلفه "المجتمعات الأمريكية" عام 1828: "سترون أن هناك نوعين من السياسة: شعبية وحكومية: وأن الشعوب أكثر سياسةً من حكوماتها."

اليوم، يمكننا القول إن لدينا مجتمع مسيّس بشكل كبير، بكل ما تحمل الكلمة من معاني حقيقية، وإن ثورتنا البوليفارية هي نتيجة مباشرة لمثل هذا التسييس، الذي كانت ذروته في 27 شباط/فبراير، 1989، يوم التمرد الشعبي الذي أكمل يوم السبت ذكراه الـ21. تذكروا ما قاله الثوري الفنزويلي الكبير كليبر راميريز في الوثائقي "تاريخ 4 شباط/فبراير (1998)-عودة إلى آب/أغسطس بالروح الروبنسونية الأنقى".. قال "لقد حان الوقت لكي تتسلم المجتمعات زمام سلطات الدولة، مما سيؤدي إدارياً إلى التحول الكامل للدولة الفنزويلية واجتماعياً إلى النشاط الحقيقي لسيادة المجتمع عبر القوى الكومونية."

هذه هي الأسباب التي جعلتنا هذا السبت، 20 شباط/فبراير، نسن ونصدر القانون الدستوري لمجلس الحكومة الاتحادية. سنفتح به الباب أمام التقدم في توزيع السلطة في أيدي الشعب، وأمام تحقيق دولة أكثر كفاءة وفاعلية، وفوق كل شيء، الوحدة من أجل تحقيق مهامها وفقا للدستور.

قلت مراراً وتكراراً: يجب تحويل الواقع المناطقي لفنزويلا وبالتالي فإنه من الضروري تكوين هندسة جديدة للسلطة وذلك لتحقيق إعادة هيكلة شعبية واجتماعية واشتراكية للجغرافيا السياسية للدولة.

بالاشتراكية نعني الديمقراطية غير المحدودة، متبعين بذلك المنظر البرتغالي العظيم بوافنتورا دي سوسا سانتوس. ومن هنا تأتي قناعتنا المتينة بأن أفضل وأكثر الخيارات راديكالية لقهر البيروقراطية والفساد هو بناء دولة كومونية قادرة على اختبار هيكل مؤسسي بديل في نفس الوقت الذي تقوم به بإعادة إنتاج ذاتها بشكل دائم.

بهذا القانون، يجب أن نبدأ بجدية وواقعية، كما كان ليقول غارسيا باكا، من أجل تفكيك كافة الدعامات الاستعمارية المتآكلة التي نصّب عليها التنظيم المناطقي الذي أريد منه تحطيم الوحدة الوطنية إلى قطع. وبالطبع فإن سلطة الشعب ستلعب دوراً أساسياً، أو بالأحرى دوراً جوهرياً، في التحول الجذري لدولتنا.

-3-

منذ أن دخل قانون الأراضي والتنمية الزراعية إلى حيز التنفيذ في عام 2001، أطلق ملاك الأراضي الأوليغارشيون برنامج عنفٍ ضد إنقاذ الأرض المشتركة وضد التنفيذ الكامل للحقوق التي يكرسها قانون الأراضي ويكرسها الدستور نفسه.

في مواجهة حركة عنيفة ضد الفلاحين تقوم عبر تصعيد الاعتداءات والتخريب والاغتيالات مدفوعة الأجر من قبل القوى الأكثر رجعية في مجتمعنا، فإن المهمة غير القابلة للتفويض للدولة الوطنية البوليفارية والحكومة الثورية هي حماية الفلاحين: الدفاع عنهم بكل السبل الموضوعة تحت تصرفهم. تم إنشاء ميليشيا الفلاحين لإنجاز هذه المهمة، مع التركيز على تأييد ومسؤولية الفلاحين كموضوع جماعي موظف لدفاعهم الخاص.

أول نشاط لميليشيا الفلاحين، الذي قمنا به في إل باو، ولاية كوخيديس، الجمعة الماضية، هو عبارة عن إشارة مبدئية لتطوير قوات مسلحة شعبية لحماية سلامتنا وسيادتنا في ساحات فنزويلا. مَن أعلم من الجماهير بالديناميكيات والأنشطة والفشل والجوانب الأساسية للسلامة في مناطقهم؟ وهذا ينطبق أيضاً على القضايا الجغرافية والروحية والمادية.

إن ميليشيا الفلاحين والميليشيا البوليفارية ككل ليسا قوات شبه عسكرية، كما يحاول دوماً المحللون الأذكياء أن يصوروهما، حتى دون ذلك، إذا فهمنا مثل هذه الكلمة في إطار دلالات الألفاظ الكولومبية الرجعية. على العكس من ذلك، إن الميليشيا البوليفارية (هيئة يحكمها القانون بشكل كامل) إضافة إلى المجالس المحلية، هي مصطلحات الدولة الكومونية الجديدة، وجزءٌ لا يتجزأ من البنية الجديدة للسلطة الكومونية التي نبنيها.

إن الميليشيات البوليفارية هي مكون من مكونات القوات المسلحة البوليفارية وبالتالي فهي لا تلغيها. ما يزعج ويضايق هؤلاء الذين ينشرون هذه الأكاذيب هو أن القوات المسلحة قد توحدت مرة أخرى مع هويتها الأصلية: الشعب المسلح.

أما ميليشيا الفلاحين اليوم، فهي تجسد مبدأً سامياً: حماية الوطن، وطننا. الدفاع ضد أي معتدي خارجي وأيضاً ضد المعتدي الداخلي الذي كان محمياً لمدة طويلة جداً في دولة حصانة حقيقية كانت تعد ضمن مسيرة الفساد في محاكم معينة في الجمهورية تقوم بحماية وصون ملاك الأراضي وتجريم الفلاحين والمزارعين الذين يريدون تنفيذ قانون الأراضي. في 15 شباط/فبراير، مضى 191 عاماً على الخطاب الذي لا ينسى لآنغوستورا. لم تنتهِ الحرب الثورية ولكن كلمات محررنا جسدت استعادة هويتنا كأمة وتم وضع الطابع التحرري على فنزويلا. لنستذكر هذه الأسطر اللامعة التي تؤكد على أهمية ميليشيا الفلاحين، ميليشيا زامورا: "لقد تكسرت سلاسل العبودية، وأصبحت فنزويلا محاطة بأولاد وبنات جدد، أولاد وبنات قاموا بتحويل أدوات سجنهم إلى أسلحة للحرية. نعم، هؤلاء الذين كانوا يوماً عبيداً، هم أحرار، الذين كانوا يوماً أعداءلزوجة أب، هم الآن حماة الوطن."

دعونا نمضي، مع زامورا، مع روبنسن وبوليفار، نحو الدولة الكومونية! نحو الاشتراكية! سننتصر!

هوغو تشافيز
ترجمها للعربية ”رسالة فنزويلا الاشتراكية“