دولة النفع الخاص !


حسب الله يحيى
2010 / 5 / 23 - 10:28     

لم يتشكل أي نظام اجتماعي وعلى اختلاف هوياته ، مثلما لم يتطور هذا النظام ويصبح نظاماً للدولة ــ أية دولة كانت ــ إلا لهدف أساس يمكن إيجازه بتحقيق الأمن والعدل بين البشر.
لكن العراق الراهن واستثناءاً من كل نظم العالم ؛ لاتشغل الدولة ولا القائمين على مقاليد أمورها .. بأي شاغل يتعلق بأمور البشر.. وكأن الجميع خلقوا بقدرة قادر وعليهم أن يعيشوا ويموتوا بقدرة قادر .. ليأخذ كل امرءٍ قسطه وحظه من الحياة ، ولا شأن للدولة بأمره .. !
حروب وانتهاكات لحقوق الأنسان ومقابر جماعية صنعها طغيان طاغية تفرد وحزبه بالسلطة . وجاء البديل الذي كان يفترض أن يتجاوز كل إخطاء الماضي فأذا به يهمل :
آلاف القتلى والجرحى والمعوقين ، ووثلاثة ملايين ارملة ،وخمسة ملايين يتيم ,وآلاف المفقودين ،وآلاف المعتقلين ،وسبعة ملايين عاطل,واربعة ملاين عراقي مغترب و ..يتم وضع جدار عازل بين الشعب والدولة التي تحكمه .
دولة محصنة في منطقة خضراء اعضاؤها لهم امتيازاتهم الخاصة التي يفوق راتب الواحد منهم دخل الف عراقي يعيش حد الكفاف ..
فهل نعد الدولة (العراقية) دولة مواطنة ام دولة نخب سياسية كل مايجمع بينها منافع مشتركة وامتيازات يجري تقسيمها على وفق التراضي والتفاهم والتوافق ؟
الدولة المتحضرة ..لاتبني لنفسها سوراً بمعزل عن الناس .. إنها ممثلة لهم وحريصة على حقوقهم ونشر العدالة بينهم .
والدولة الوطنية ..لاتعلق آمالها على مايرسمه(طاقم) خارجي وانما على مايعيشه ويعاني منه ويدرك تفاصيله شعب ذاق المرارات كلها ..وراح يتوسل الصبر حتى يصبر والدولة الحقة ..ليست نخبة تستاثر ولا احزاب وجماعات تخضع شؤون البلاد كلها لصالحها وانما تنظر بعيون الصالح الاعم من البشر لتكون بالنتيجة مصلحة اعضائها من مصلحة شعب ..لم يعد صالحاً للعيش على وفق مايجري من صراعات تجري داخل دولة ضعيفة مفككة ..يغيب عنها الخبير الذي يشدها ويجمع أشلاءها المتناثرة .
وفي العراق ..نحيا في ظل دولة لاتدير دواليب عملها على عمل الا وتضع مصلحة اعضائها فوق كل المصالح الاخرى ..وهو ما لم نشهده الا في عرف الغاب الذي يغيب فيه القانون ويصبح للاقوى حق الاستئثار بكل شيء ..اما في دولة العراق ،فلا نجد دولة تقوى على الجريمة والفساد ولاتقيم قانونا على حقوق العراقيين بوصفهم بشراً.. وليس قطيعا من المتألمين الذين يئنون من جراح ومآس باتت تفوق كل منطق ..!