مطالعة لبلاغ أجتماع نيسان للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ....!


ماجد لفته العبيدي
2010 / 5 / 19 - 19:50     


عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي , اجتماعها الاعتيادي في 23نيسان 2010 والذي تناولت فيه العديد من القضايا الهامة المتعلقة بمستقبل العراق السياسي بعد أنتخابات 7أذار والنتائج التي أفضت لها , والتي مني بها الحزب الشيوعي وحلفاؤه الديمقراطيون بخسارة غير قليلة , وقد عبر البلاغ عن ذلك في الاشارة الى أن هذه النتائج جاءت محصلة لقانون الانتخابات الذي أريد له تكريس سلطة القوى المتنفذة , وقد عارضه الحزب واكد على أنه ( جاء أنتقاصا من الديمقراطية ومؤسساتها , وشكل أعتداءا على التعددية والتنوع , وجسد السعي الى أحتكار السلطة السياسية وليس الى المشاركة وأجتذاب القوى السياسية للاسهام في صنع القرارات الاساسية المتعلقة بواقع البلاد ومستقبلها ) (1)
ولكن هذا الاستنتاج السليم والتشخيص السليم للاهداف القانون لم يلازمه خطوات عملية لمواجهة هذه المساعي المكشوفة من قبل القوى المتنفذه , الا وهو مقاطعة الانتخابات مع التاكيد على عدم رفض مبدأ الانتخابات الذي يشكل مظهرا من مظاهر العملية الديمقراطية , وقد جسدت المشاركة في الانتخابات شرعنة القانون والاقرار به , وكان تبرير المؤيدين والمتحمسين للمشاركة , في عدم فسح المجال لبعض القوى في أستغلال قضية المقاطعة للهجوم على الحزب وأستخدام هذه المبرر لوضع الحزب في صف القوى المعادية للعملية السياسية من عصابات القاعدة والمجرمين الصداميين .
لكن هذه التصورات لم تكن في محلها ومكانها ومبالغ فيها , حيث أعتبرت المشاركة في الانتخابات نتصارا بحدذاته , وهذا بعيد عن الواقع وحراكيته السياسية , وهو لم يفصل بين أستخدام أجواء الانتخابات وأستثمارها لتعزيز علاقة الحزب بالجماهير والمشاركة في الانتخابات , وقد نوقشت هذه الافكار قبل عملية الانتخابات ووصم أصحابها الداعين الى المقاطعة في الانتهازية والتخادل والتطير ...الخ .
أما القضية الثانية : التي تناولها الاجتماع هي التحالفات الانتخابية وكانت اللجنة المركزية بعد دراستة مستفيضة لتلك التحالفات خلصت الى أعتبار التحالفات الانتخابية الجديدة هي أعادة أنتاج لعين التحالفات الطائفية والجهوية السابقة مع بعض الرتوش والتزويقات ,للاضفاء عليها الطباع الوطني الجامع , ولكن الملفت للنظر في تقييم مسعى الحزب ونشاطه لتشكيل تحالف ديمقراطي ,هناك نوع من الرضى عن النفس , على الرغم أن الحوار مع القوى الديمقراطية واليسارية لازال يعتمل العديد من الاشكاليات التي يتطلب من القيادية مراعاتها والانتباه اليها ,عبر فتح حوار شامل لايستثني أي قوى ومن دون شروط وعلى ان يكون الحوار مع الافراد والجماعات على حد سواء لخلق جبهة واسعة لقوى اليسار والديمقراطية وفق برنامج الحد الادنى .
وفي ذات الوقت يتطلب تعزيز وحدة الحزب وتطويرأساليب عمله وطرائق علاقته في الجماهير , وتجديد عضويته وتطوير الحوارات الداخليه في صفوفه , ومنح الاقليلة الفكرية حقوقها الشرعية المسطرة في الدستور الداخلي وممارستها على أرض الواقع بشفافية أكبر , وتطوير مشاركة قوى الحزب في المهجر في صناعة قرارته وسياسته وتطوير الاستفتاءات المتعلقة في قرارات وسياسية الحزب وقيادته لتكون اوسع ولتشمل جسد الحزب بكامله وخاصة في القضايا اللاشكالية والعقدية .
وأيلاء أهتمام أكبر لتقييم عمل قيادة الحزب وتدقيق خططها وشعارتها اليومية , هذا التقليد الذي لم يجر العمل به بعد المؤتمر الوطني السادس ,وقد كان خطوة متقدمة في حينه ,وقد ان الاوان ليكون مادة ثابته في محاضر أجتماعات اللجنة المركزية .
وجاءت عملية تقيم اسباب الخسارة في الانتخابات كثالث أهم قضية تناولها الاجتماع باسهاب وشمولية معتمدا على تقرير التقيم الاولي الذي وضعته لجنة مساندة الانتخابات المركزية والذي أقره الاجتماع الاستشاري الموسع الذي سبق أجتماع اللجنة المركزية , وقد تلمس التقييم العديد من القضايا الموضوعية والذاتية التي أدت الى خسارة الحزب الانتخابات , ولكنه لم يلتفت الى جملة من القضايا الجديرة في التدقيق والدراسة الجدية العميقة ,ومنها :
1_ ان الحزب قد زج في نصف قيادته لخوض الانتخابات ومعضم قياداته المحلية , وكان عدد الاصوات التي حصل عليها هؤلاء المرشحون غير مشجعة , مما يدعو الحزب الى أعادة النظر في علاقة شبكة كادره وقيادته اليومية في الجماهير ,عبر قيامهم في نشاطات ملموسه ومحسوسة من قبل جماهير ناخبيهم في السكن و مواقع العمل والانتاج , مع تطوير أدائهم الاجتماعي والمهني والحزبي .
2_ يتضح بشكل لايلبسه الشك ان السياسة الاصلاحية التوفيقية حملت الحزب الكثير من الخسائر الغير ضرورية , منذ سبع سنوات الماضية , والمشاركة في السلطة حملت الحزب نتائجها السلبية أكثر من فوائدها الايجابية , وظلت الكثير من مواقفنا حبيسة غرف اللقاءات المشتركة وقاعات البرلمان المغلقة , ولم تكن هناك محاولات قوية لتخطي ذلك عبر التعريف بمواقفنا وملاحقة الاحداث بشكل سريع للكسب الجماهير وتحريكها لخلق نواة للحركة شعبية جماهرية، وكان هذا ممكن ان يكون على الرغم من ظروف الاحتلال والارهاب والعنف الطائفي , وقد دفع الحزب ثمنا باهظا في مشاركته في العملية السياسية حيث قدم أكثر من 200شهيد خلال السبع سنوات الماضية، وهو رقم غير صغير من التضحيات اذا ما قورن بضحايا الاحزاب الاخرى , وكان ضعف التغطية الاعلامية لمواقف الحزب والجرأة والشجاعة الكافية للترويج لهما , هما سببان من اسباب خسارتنا الانتخابية .
3_ ان جعل المقرات الحزبية هي مركز عمل الحزب, ابتداء من أستمارة العضوية وأنتهاء في الاجتماعات الحزبية للمنظمات الاساسية وحتى اللقاءات الاجتماعية , ابعد المنظمات عن جمهرة واسعة كانت ولازالت رئة الحزب التي يتنفس بها , حيث كان الجميع يشهد مناظرات الشيوعيين والماركسيين وأصدقائهم في مختلف القضايا في المقاهي والنوادي والتجمعات الاخري, وكانت العوائل والبيوت تحتضن أجتماعات الشيوعيين , بينما كانت الورقيات السمر تحتضن طلباتهم لنيل شرف العضوية , بعد سلسلة من العلاقة مع الحزب بحيث تجعل من يحمل شرف عضوية جديرا في هذا اللقب الذي ناله من خلال عمله ونشاطه وسط الجماهير وهي مقدمتها جماهير مهنته وطبقته الاجتماعية في مناطق السكن والعمل والانتاج , ان أعادة روحية عضوية الحزب عل هذا المنوال كفيلة بخلق منظمات جهادية قادرة على المواجهة وتحقيق النصر في مختلف المجالات ومنها الانتحابات .
ان القضية الاساس التي يتطلب الانتباه اليها , والتي تتعلق في المشاركة في الانتخابات المقبلة والتي جرت الاشارة اليها , الا وهو الاستعداد من اللحظة الراهنة للمشاركة بها , أبتداء من تهيئة الراي العام الحزبي وأخذ تفويض منه , ورسم الخطط للتحرك للاختيار المرشحين المقبولين أجتماعيا ورسم الخطط لتحركهم بين الاوساط المختلفه .
القضية الاساسية الثالثة التي طرح بلاغ اجتماع نيسان الا وهي تحديد العديد من المهمات الانية لعمل المنظمات الحزبية لتكون منطلق لتحركاتها المستقبلية , وتشكل تلك المهمات بحد ذاتها برنامج عمل الحزب الانتخابي للانتخابات البرلمانية المقبلةعام 2014 , أذا جرى دعمها بفعاليات ونشاطات جماهرية متواصلة من خلال ( المسيرات الجماهرية , المظاهرات والاعتصامات , والندوات الجماهرية العامة ) وجرى العمل على تصدر الشارع السياسي عبر العمل الجماهيري الديمقراطي والانساني , والوقوف في طليعة الحركة المطلبية اليومية وتصدر فعالياتها ونشاطاتها , تلك الاعمال والنشاطات التي سوف تراكم رصيد الحزب الشعب وتصبح بطاقة الدخول الى قبة البرلمان العراقي .
أما القضية الرابعة والهامة جدا , والتي تتعلق في الاعداد الى المؤتمر الوطني التاسع في العام المقبل والتي يتطلب الاعداد له بعد أجتماع اللجنة المركزية مباشرة , عبر الاسراع في طرح مشاريع وثائق المؤتمر لتاخذ القدر الكافي من الدراسة والمناقشة الداخلية والعامة , وعقد الكونفرسات الحزبية والعامة , وأنتخاب المندوبين لهذا المحفل الحزبي الهام , وجعل المؤتمر التاسع محطة هامة لتقيم سياسية الحزب خلال السبع سنوات السابقة من الاحتلال الامريكي والمشاركة في العملية السياسية والحكم , والسعي لرسم سياسية جديدة تأخذ في نظر الاعتبار طبيعة الحراك السياسي الرهان ومهمات الشيوعيين لخلق جبهة واسعة للقوى الديمقراطية واليسارية لتصدر النضال السلمي وتحقيق الديمقراطية الحقيقة والدفاع عن حقوق الانسان العراقي المهدورة وحماية الكادحين والشغيلة من الاستغلال المركب للبرجوازية الطفيلية,المتحالفة من البرجوازية الطفيلية والمتشابكة مصالحهم مع الراسمالية الوحشية المعولمة .
من تقرير اجتماع نيسان 2010_1