الزميل الصحفي حسين اللسواس ..في محكمة غاب ضمير حاكمها وحضرت قسوته


رداد السلامي
2010 / 5 / 3 - 08:57     

أمس الأحد 2مايو 2010م كانت الغصة تملأ حلقي وأنا أرى الزميل حسين اللسواس يغادر إلى السجن ، من قاعة محكمة غاب ضمير حاكمها وحضرت قسوته" محكمة الصحافة والمطبوعات".
تجمدت الكلمات في حنجرتي ، وتوقف انشداد أوتار الحديث ، وبوابة السجن تبتلع جسده الغض النابت كأعواد الذرة ، المنتصب كقامة لا تعرف الإنحاء.
إنه التعبير العاجز في مواجهة قانون صيغ وفق مزاج السلطة ، وعكس نهجها المعتاد في تعملها مع حرية الرأي والتعبير ، على ذلك النحو الذي يقود إلى بطون السجون فحسب.
أي ضمير هذا الذي يصمت إزاء القمع ، والحديث بلغة القيود والجدران ، لم يعد ثمة أمل في أن يغدو القضاء اليمني قادرا على استيعاب ضرورة أن يلتزم الحياد ، إن الكتابة التي أدين بها الزميل حسين ليست هي الخطر ، فسلوك النظام السياسي ومن يمثله ، إزاء الحريات والحقوق ، وتباطؤه في حل الأزمات التي يحتقن بها الوطن اليوم هي الخطر الذي كان يتوجب على القضاء محاكمته وإخضاعه لضمير العدالة هذا إذا كان لديه فعلا ضمير عادل.
أما أن يقاد صحفي إلى بطون السجون بلا تهمة سوى تهمة القلم فهذا ما لا يمكن اعتباره على الإطلاق عدلا ، بل جورا ، لأن الكلمة لم تكن يوما سوى التعبير الصادق عن واقع أنتجه الأداء المختل لإدارة البلاد وسياستها ، وممارسة الإقصاء والاستئثار بثرواتها وخيراتها.
قضاء-مع احترامي للنزهاء فيه إن وجدوا- تعاظمت قدرته على إصدار أحكام جائرة بحق أقلام كان لها الدور الأبرز في دق نواقيس الخطر ن والتنبيه على مكمن الخلل الذي بدا يتسع ليغرق معه البلاد في دوامة أزمات لا تنتهي.
إن الزميل حسين اللسواس من عصور نادرة وهو أغنية الأحرار في درب التحدي هذا الباسق كالسيف، الوارف كجنات نعيم، من أين له له هذه القدرة على الصمود لست أدري فحسين إنسان استقى من الصخر قوته ومن لسماء صفاءه ومن الأرض عطاءه الخصب،هذا النابت كيقين ثورة المسكون بعشق الحرية وحنين الصفاء الذي تصغي إليه أزهار الربيع ، وتنعزف أوتار الكمان حين تسمع صرير قلمه .
إن قضاء يقود قلم إلى السجن لا يمكن أن يستوعب إن القلم قيمة سامية ، ليس مكانه السجن ، بل ساحة الحياة حيث يكشف زيف السياسة وسلوكها الذي ينتج أسوء المآسي.
إننا ندعو إلى تضامن واسع مع الزميل حسين وإخراجه من السجن وإيقاف فرمانات الحجز ، إن نقابة الصحافيين يجب أن تؤدي دورها في حماية منتسبيها كم أن منظمات المجتمع المدني يجب أن تقف ضد هذا العبث الذي لم يتفنن سوى بمحاصرة الأقلام ومحاولة كبتها.