اول مايو فى الخاطر:التحرر الوطنى الطبقة العاملة مهدى عامل


عبد الفتاح بيضاب
2010 / 5 / 3 - 00:01     

أول مايو فى الخاطر:
التحرير الوطنى – عيد الطبقة العاملة – مهدى عامل

أكون ممتناً لوسمح لى القارئ والصحيفة أن أحيئ قامة فكرية وأدبية فى لبنان، مفكر ومثقف عضوى بكل ما تحمل الكلمة من معانى، أذ انه أفنى زهرة شبابه، يحفر ويبحث عن نظرية تجعل من مقاربةالفكر لاشتراكى بالواقع العربى، اى بمعنى آخر بناء جسر يربط كونية النظرية الماركسية بلا تماثل أو (تنميط) بتخوم ذات موروث وخصوصية (متمايزة) فى مكوناتها المادية والروحية هذا فى الجانب الاول، وفى الثانى يتوخى التأكيد على الدور القيادى للطبقة العاملة رغم درايته بما لحق بها من وهن وتعطيل جراء أقتصاد تابع، ونمط انتاج كولونبالى وسلطات رازخة ومستكينة وتعمل كوكيل أمبريالى، فهو رغم غربته المتواصلة بين فرنسا والجزائر دارساً ومعلماً للفلسفة لكنه كان يتمدد بفكره وعقله ومعارفه فى قضاياالارض العربية هاما بأنعتاقها من قبضة الرأسمالية الإستعمارية ومدققا ليفك عن الطبقة العاملة العربية قيودها وأغلالها المتجددة ببرجوازيات كولونيالية كسلطة وطائفيات وقبليات كتشكيلة أجتماعية وثقافة تعيد أنتاج رجعيتها؛ مثله كثر أمتدت الى قلوبهم وعقولهم خناجر الرجعية والعسكرية والفكر الدينى المهيمن لتغتالهم غدراً أثر عجزها فى مقارعتهم الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق لأن الفكر العلمى يتنفس عبر رئات متعدده لسبب قابليته وقبوله المنطق والبرهان وعلى النقيض من الفكر اليقينى القائم على الثوابت والايمانيات فلا متنفس له الا عبر العنف والرهاب لذا فى 8/5/87 استشهدعلى تلك الأيادى، مفكر ماركسى ومثقف ثورى(مهدى عامل) الاسم المستعار للرفيق (حسن حمدان)، فى الثريا على روحه الرحمة وفى الثرى ما أشد الحاجة لمثله حتى تصبح الثورة الوطنية الديمقراطية والحزب الشيوعى (طليعة) قواها المتحالفة وللطبقة العاملة دورها (القيادى) مهما درب السكة طول.


لم يعد بالامكان الحديث عن الطبقة العاملة فى نموهاككثرة عددية أو تطورها فى استيعاب النظرية الثورية والتى من دونها لاتتاح عملية ثورية ؛بمعزل عن أحتواء الأقتصاد الكلى والإنتاج الوطنى داخل شبكة النظام الرأسمالى العالمى أو الأمبريالية من مرحلة المزاحمة الى الأحتكار والرأسمالية المعولة، أذ ان التبعية للإستعمار هى المسؤول الاول عن ضمور الطبقة العاملة أو قصور دورها، لأن غياب الإنتاج الوطنى والذى يخضع المستعمرات الرأسمالية عن طريق (التبادل) كمرحلة اخيرة فى دورة الإنتاج بهجرة المواد الاولية (الخام) للمركز الصناعى الرأسمالى وعودتها فى مواد مصنعة الأمر الذى يفصل العمل عن الرأسمال (تكثيف الرأسمال على حساب العمل) ومن ثم يضعف ان لم يغيب فعل القانون العام للتطور (التناقض) بين قوى الإنتاج وعلاقته الامر الذى يعتبر أساساً مادياً لتقدم وثورية الطبقة العاملة ؛كما يضاف للعوائق فى سيادة الطبقة العاملة وتسنم دورها القيادى طبيعة السلطات الحاكمة عقب جلاء المستعمرأّذ جميعها اتسمت بطابع طائفى او قبلى او عسكرى وهى بهذا تفقدالمقدرة والكفاءة على صناعة طبقة ثورية، كما لا تعفى الأحزاب الشيوعية متمثلة فى هيئاتها العليا من (ظلم ما حق) لحق بالطبقة العاملة اذ كان بأمكانها الأعداد الفكرى والتقنى والتعليمى لكوادرها العمالية لا سيما فى زمان عصر المعسكر الإشتراكى الزاهروالذى كان سخياً فى تكلف التعزيزات الضرورية لحركات التحرر الوطنى، على العموم ما زالت الحاجة ماسة لتعريف جديد ودور حقيقى للطبقة العاملة بروليتارية كانت او طبقة كادحة على اقل تقديروفقاً لمتغيرات العصر، وعلى كل حال ؛ان برولبتاريةهىاو كادحة ففى أى الحالين هى صاحبة المصلحة الحقيقية فى خلق عالم يخلو من الإستغلال.


لطالما يكثر الحديث بأن مرحلة التحرر الوطنى تجاوزها التاريخ ومستجداته العصرية وذلك دأب (عقب) الانهيار المفاجئ للانظمة الاشتراكية؛الا ان القول الفصل فى وجه القائلين بذلك هو اختلاط حابل التجريب بنابل المنهج؛فأن كانت التجارب قد تهاوت فأن المنهج يقف شاهدا على صحة النظرية، وإن كنا على اتفاق مع أولئك بأن التحرر الوطني كان ضمن(المشروع اللينينى )والذي قامت على هداه تلكم التجارب التي هوت، وإن كانت الاطروحة اللينينية( ترى بإمكان قيام نظام اشتراكي في دولة وحيدة ومن ثم أخريات بدعم الطبقة العاملة المنتصرةهناك)وحين سقوط المنظومة الاشتراكية فأن كان ذلك يعنى غياب ذلك التعضيد لحركات التحرر الوطني كتقوية لشرطها الذاتي، لكننا يجب أن نضع في الحسبان أن الذي أخذ باليمين في تقوية (الظرف الذاتي) أعطي باليسرى بفعل العولمة والأزمة العامة التي تمر بها الامبريالية والتى حقا بان انها تحمل بذور فنائها؛الأمر الذي جعل من حالة التحرر الوطني قضية كونية وقاسمً مشتركاً أعظماً بين جل دول العالم المنكوية بنيران رأسمالية العولمة الشئ الذي يهيئ ( الظروف الموضوعية) للثورة بما لا يقاس، ويتمثل ذلك في الحركات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وإن تعددت المسميات والتكتلات إلا أن القاعدة والحائط المتين الذي ترتكز عليه جميعاً هو(مناهضة العولمة الرأسمالية). وكيف نخرج من قمقم اليأس والاحباط ونبحث عن قراءة جديدة للتحرر الوطني وبين أيدينا نظرية ومنهج وأساليب عمل نضالي في(المتراكم) فما العمل وبم نبدأ!!!؟ عبدالفتاح بيضاب