إلى نصر طه ..للحزب الاشتراكي اليمني تاريخه المشرق.!


رداد السلامي
2010 / 5 / 1 - 01:38     

ذات مرة كتبت أمدح نصر طه مصطفى

ولكني اليوم أتراجع عن ذلك وأتمنى أن يعيد نصر حساباته تجاه الحزب الاشتراكي اليمني.

ولعل نصر بحاجة الى ان يعي أنه لن يستطيع بكتاباته تلك محو تاريخ الحزب المشرق، ونضالا ته وما قدمه من اجل الوطن، والشعب وقضاياه، ووحدته وحقوقه برمتها.

وإذا كان نصر منزعجا من التقارب والحوار بين الحوثي والمشترك ودور الحزب في جعل ذلك الحوار ممكنا ، فإن ذلك شأنه وشأن زعيمه ، فالحزب ومعه قوى المشترك لا يهمها سوى أن تلملم الشمل الوطني وتعيد ترتيب خارطة التحالفات السياسية والاجتماعية بطريقة إبداعية تعزز من نهج النضال السلمي وتقطع دابر الحرب لصالح ما يجعل التغيير ممكنا ويفوت نشوء حرب سابعة تحاول السلطة إشعالها.

إن نصر طه ، لا ينظر الى أوضاع الشعب ، عيناه على القصر دوما ، ولو انه قسر عيناه ومدهما إلى حيث يتراكم بؤس ما صنعه هذا القصر لوجد أن ضميره سيستيقظ ، ولكن الترف دمر عصب الإحساس لديه بالناس فراح يمارس دور المدافع عن جلاد أحال الوطن إلى "مسلخ" كبير يمارس فيه هستيريا السلخ راقصا على أشلاء القتلى والجياع.

للحزب الاشتراكي اليمني تاريخه المشرق ،الذي تتقاصر أمامه كل تواريخ المترفين والقتلة ،الذين أحالوا البلاد إلى فيد وغنيمة ، وراحوا يدبجون فتاوي الحرب كي يستأصلوا حزبا وطنيا نبت من تربة هذه الأرض وتضاريسها الأنيقة ، و حمل المشروع الوطني ونافح عن غالبية الشعب وانحاز إلى جانب حقوقه ومطالبه وجعل العدالة الاجتماعية هدفا، وطريقا لتحقيق الشراكة الوطنية ، وبالتالي فإن نصر وأمثاله غير مدركين إلى أي مدى نحن أعضاء الحزب ومحبيه وعشاقه مستعدين لأن نناضل وننافح في صف هذا الحزب العظيم الذي أثبتت الأيام أنه من غير الممكن بل من المستحيل استئصاله ، وأنه نبض ضمير الشعب وحادي أشواقه الى مرافيء وطن يكون لكل من فيه بلا استثناء ، ولعل نصر لا يدرك الى أن من يصفهم بالامامه هم أبناء هذا الوطن ، وأننا لا نحاسب أحدا بأخطاء البائدين ، وما حرب صعده إلا أزمة أنتجها نظاما يدافع عنه نصر باستماتة ، فيما هو يستميت في صناعة الموت ، والتذكير به كل يوم وفي كل مناسبة وخطاب .

ذات مرة كتبت تساؤلات وجهتها الى نصر وهو يتحدث مقال له عن التنمية في صحيفة الناس قلت فيها لو كان نصر طه مصطفى جائعاً أو نائماً على أرصفة التلقي البائس لما تحدث عن التنمية المزعومة لكن البذخ الذي يسربله به الحزب الحاكم دمر عصب الإحساس لديه أي ثقافة لديك يا نصر؟ هل أضحت ثقافة التبرير والترويض متجذرة فيك إلى هذا الحد الذي أفقدك الإحساس بهذا المواطن الذي يعتاش من أكداس القمامة ويسكن الرصيف؟ في أي تربة تدس رأسك بحيث لا ترى واقع الوطن وهو يتحول إلى أشبه (بصومال جديدة) يسودها التناحر والجوع والتشرد ويغيب فيه مفهوم الدولة الحقيقية كما أنني أتعجب من مادحيك الذين يمدونك في الغي ويصفونك بالموضوعي والحيادي لأنك فقط تلقي إليهم فتات يعتاشون منه.



مقالك هذا كما يقول عابد المهذري مكرر كتبته في منتصف التسعينيات في صحيفة المستقلة اللندنية أهذه ثقافتك ؟ الثقافة يا أستاذ نصر ليست اجترار كلمات أو احجيات.. وحكايا مملة وتفاهات سمجة.. الثقافة ليست فرض أنويه ولا تكريس شخصنه.. الثقافة لا التخلي عن المواقف ولا التجرد عن الأخطاء.. المثقف الحقيقي يا أستاذ هو من يعبر تعبيراً صادقاً عن واقعه ومجتمعه ولا يسعى إلى تزييف تفكيره وتخنيع إرادته وتخدير قدرته على النهوض والتغيير.. وترويض إقدامه تحت مسمى الموضوعية والحيادية.