روسيا في معرض كتاب كوبي ونقد للماضي


فنزويلا الاشتراكية
2010 / 4 / 21 - 14:19     

من كوبا، تنطلق دائماً المبادرات التي ترتقي إلى مستوى أممي جالبة معها تجارب ذات فائدة إنسانية ما. هكذا عودتنا الجزيرة اللاتينية في مبادراتها. وفي ضوء استمرارها بالالتزام في هذا النهج، لا تزال كوبا تنظم سنويا معرض الكتاب الدولي الذي يحمل في كل مرة عنواناً معيناً لا تقتصر فعاليات المعرض عليه ولكنها تبرزه من باب التنوع الثقافي والتبادل الحضاري.
لعام 2010، افتتحت كوبا فعاليات معرض الكتاب الدولي، وهو المعرض التاسع عشر لكوبا، في هافانا يوم الخميس 11 شباط/فبراير، 2010 بحضور الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، وهو ما يدل على المستوى التمثيلي الرسمي الذي تعطيه الدولة لقطاع الثقافة على عكس الكثير من الدول حيث يكون أعلى تمثيل حاضر في نشاطات هذا القطاع هو وزير الثقافة في أحسن الأحوال.
أما الخطاب الافتتاحي فقد كان لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وهو ضيف الشرف في معرض هذا العام الذي كانت روسيا هي عنوانه، فقد شهدت كوبا حضوراً ثقافياً روسياً تمثل بوجود 200 فنان وكاتب وناشط روسي إضافة إلى الجمهور الروسي الذي جاء ليكون جزءاً من هذا الحدث. وقد جاء تكريس معرض هذا العام لروسيا تكريماً للعلاقات التاريخية بين كوبا وروسيا وتأكيداً على الحاجة إلى الترابط السياسي بينهما في الوقت الحاضر.
شمل المعرض فعاليات للإعلان عن كتب جديدة كان أبرزها الإعلان عن كتابين يتناولان قضية الكوبيين الـ5 المعتقلين ظلماً لدى الولايات المتحدة. واعتبر الكتابان دلائل حية على العدالة والحقيقة. كان من ضمن حضور حفل الإعلان عن الكتابين عائلات المعتقلين الـ5 ووزير الثقافة الكوبي ورئيس الجمعية الوطنية للسلطة الشعبية. وقد تضمن الكتابان سلسلة مقالات ومراسلات للمعتقلين الـ5 وقامت إحدى أمهات المعتقلين بالتقديم لأحد الكتابين.
أما في إطار الفن الروسي فقد كانت الفعالية الأبرز هي تلك التي عمت مسرح كارل ماركس في هافانا حيث أحيت فرقة باليه البولشوي، بعد 30 عاماً من غيابها عن العاصمة الكوبية، عرضاً خاصاُ امتلأت خلاله مقاعد المسرح الـ5000 كلها. وكان الحفل بمشاركة فرقة الباليه الكوبية الوطنية التي قدمت مجموعة من العروض أيضاً. وعلى الرغم من أن الفرقتين لم تظهرا معاً إلا أن بعض العروض التي قدمت كانت من إعدادهما سوياً.
ومن ملامح الحضور الروسي في الحدث كانت المعارض الغذائية التي قدمت فيها الجاليات المنحدرة من أصل سوفييتي المقيمة في كوبا الخبز والملح للزوار. وهو ما يعتبر تقليد قديم لدى هذه الجاليات.
كما أقيمت مجالس حوارية ضمن فعاليات المعرض حول التأثير السوفييتي في كوبا كان النقاش فيها عقلاني خالي من أي تجاذبات عدائية إذ طرح في هذه المجالس التأثيرات السلبية والايجابية على حد سواء. كما عقدت محاضرات كثيرة حول الثقافة الكوبية والتاريخ الكوبي ومساوئ فترة السبعينيات في كوبا بسبب اتباع النموذج الستاليني في الممارسات الرسمية.
إضافة إلى ذلك، تم عرض مجموعة من الكتب الروسية إلا أن عدداً قليلاً منها فقط كان متوفراً مترجماً إلى الاسبانية أما النسبة الأكبر فقد فادت أولائك الذين أكملوا دراساتهم في الاتحاد السوفييتي السابق أو من هو من أصول سوفييتية.
علاوة على ما سبق، كان هناك حضور بارز لثقافات وحضارات أخرى غير الروسية شاركت في الفعاليات الأدبية وغيرها، مما فتح فرصاُ وفيرة للتبادل الثقافي بين العديد من دول العالم ووسط الفئات الثقافية والفنية فيها.
ومن ضمن فعاليات المعرض كانت العروض المسرحية والتلفزيونية والسينمائية والموسيقية والدرامية وعروض الرقص وغيرها من الأحداث والأنشطة. إضافة إلى الإعلان عن كتب جديدة وعقد المؤتمرات علماً بأن المعرض كان متنقلاً في جميع أنحاء كوبا وليس مقتصراً على العاصمة.
استمر المعرض الـ19 لمدة شهر كامل واختتم في 8 آذار/مارس، 2010 في منطقة سانتياغو دي كوبا في الجهة الشرقية من البلاد. وقد حضره ما يقارب 2,644,000 شخص فيما قدرت قيمة المبيعات من الكتب لمعرض هذا العام 2,5 مليون دولار.
من المتوقع أن يتم تكريس معرض الكتب الكوبي لعام 2011 لثقافة دول الألبا وذكرى استقلال أمريكا اللاتينية. وسيتم التركيز فيه على ذكرى الإعلان الأول لمنع العبودية إضافة إلى الذكرى 220 لثورة هاييتي.