18 آذار يوم البؤس العربي


ابراهيم حجازين
2010 / 3 / 21 - 02:11     

اليوم 18آذار يوافق الذكرى السابعة للغزو الأميركي للعراق، ففي مثل هذا اليوم عام 2003 انطلقت الصواريخ الأميركية صوب العاصمة بغداد مؤذنة بالغزو بمشاركة من الحليف البريطاني توني بلير ووسط تأييد بعض القوى الكبرى وصمت مريب للبعض العربي ومشاركة بعض أخر وتفهم أخرين، ورفضت بعض الدول الغربية ذلك العدوان ورأت فيه انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقامت المظاهرات في الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة ضد هذه الحرب العدوانية، بينما قبضت الشعوب العربية على جمر رفضها ومقتها للمتأمرين على ذلك البلد العربي فاقمع والارهاب كان يتجول في في ثنايا كل شارع ومدينة وقرية عربية وينتظر ليبطش بالرافضين للاجرام الانجلو امريكي، وبدى العرب كمستكينين لتلك العدوانية مما حدى بوزير الخارجية الفرنسي أن يتساءل إذا كانت هناك أمة عربية؟
وقد حملت تلك الحرب شعارات مضللة استهدفت تحقيق مصالح أميركية خالصة معنية بالهيمنة على موارد العراق النفطية وفتح الطريق امام حل صهيوني للقضية الفلسطينية تمهيدا لفرض الهيمنة على البلاد العربية. الكذبة المكشوفة التي شن بسببها العدوان كانت الحرب على الإرهاب، وتدمير أسلحة الدمار الشامل التي قيل إن العراق يمتلكها. وانكشف الكذب الفاضح بعد فترة ولم بندى جبين القائمون عليه خجلا بل استمروا في غيهم، ولعل يكون هذا درسا لمن لا يزالون يضعون ثقتهم بساكني البيت الابيض الخاضعين لمصالح الاحتكارات الكبرى ولا يتورعون عن استخدام الذرائع لتحقيق مصالحها.
وسجلت كاميرات الصحفيين في العراق ووثقت تلك الوحشية الأمريكية الى يوم اخر عندما تجري محاسبة المجرمين الذين خططوا للحرب الى يوم يجلس أولئك امام العالم كجلوس النازيين امام محكمة نورنبيرغ.
وانتقل الى بغداد في خلال العدوان الوحشي وعلى دبابات المحتل السادة الذين سيصبحون حكامه بفرمان بريمر حاكم العراق وخاضعون لدستوره الذي مزق العراق العريق ولم يكن ذلك صدفة ولا حتمية بل مخطط يظهر ما ستؤول اليه اوضاع باقي الدول العربية إن نجح ما يخطط له المعتدون واذنابهم.
وشهدت مكونات المجتمع العراقي بناء عليه بعد الغزو صراعا دمويا قام على أسس طائفية ومذهبية. أما في الجانب الأميركي فقد أدت سياسة الرئيس السابق جورج بوش بالعراق إلى نتائج وصفت بأنها كارثية على هذا البلد وأميركا على السواء وستتفاقم الامور اكثر علي يد الادارة الجديدة والتي لا تختلف عن سابقتها الا باساليب التدليس والخداع.
ومنذ الساعات الأولى للاحتلال هبّ العراقيون من اجل تخليص وطنهم من المحتلين وبدأت تحركات المقاومة العراق. وأَعلنت معارضتها لمهزلة مجلس الحكم، والعملية السياسية السقيمة التي تمخضت عنه، وكذلك صيغة الدستور الدائم.
مازالت المقاومة والحركة الوطنية العراقية قائمة في الساحة العراقية، رغم محاولات البيت الأبيض والساسة الجدد إظهار نجاح مهزلة العملية السياسية، رغم القمع والارهاب وسجون ابوغريب ورغم التعتيم الاعلامي الذي يفرضونه حتى يظهروا ان العراقيين قد استكانوا للاحتلال ورجاله.
علينا في هذه الذكرى ان نعلن دعما من جديد للشعب والمقاومة العراقية التي تضع نصب عينها هزيمة المحتل ودحره وإعادة بناء العراق الموحد والديمقراطي عراق لكل مواطنيه وأن نتذكر ان معركة العراق اليوم هي معركة كل الشعوب العربية لهزيمة المخطط الامريكي في المنطقة واسترجاع الحقوق المغتصبة لشعب فلسطين ودحر المشروع الصهيوني كليا من المنطقة وذلك حتى تفتح الآفاق امام شعوبنا لاستعادة مكانتها في التاريخ وتحقيق آمالها التاريخية التي صاغتها مع بزوغ فجر النهضة وعرقلها المشروع البريطاني لبناء جسم غريب في منطقتنا يمنع وحدة العرب وتقدمهم.