قضية المراة، قضية الطبقة العاملة!


كورش مدرسي
2010 / 3 / 20 - 19:26     

ترجمه عن الفارسيه: فارس محمود

8 اذار هو اليوم العالمي للمراة. في 8 اذار تُبْحَث الجوانب المتنوعة لاضطهاد المراة في مجتمعنا، يُحتَج وتدان بحق.

قضية المراة قضية كل انسان وكل حركة تلتزم و لو قيد انملة بالحرية والكرامة الانسانية. بيد ان هذا الالتزام بالنسبة للطبقة العاملة ليس مجرد مسالة اخلاقية او يتعلق بامالها واهدافها. انها قضية تحرر هذه الطبقة نفسها. ان الطبقة العاملة، ومن اجل تحررها، لاندحة لها من ان تكون انسانية. وان كل تحدي شيوعية الطبقة العاملة يكمن في ان عليها ان تبين ليس لهذه الطبقة فحسب، بل لكل المجتمع، كي تكون انسانياً لامناص لك من ان تكون شيوعياً وعمالياً.

وكاي موضوع اجتماعي اخر، يحمل تفسير قضية المراة طابع الرؤية من زاوية موقف ومكانة طبقة معينة للمجتمع. مثلما يمكن في 1 ايار ان يلتسع قلب امرء لوضع فقر الطبقة العاملة وتعاستها ولوضع انعدام حقوقها التام، دون المس باساس اضطهاد هذه الطبقة، دون تبيان الرغبة لاعادة انتاجه في مجتمعنا الراهن، اذ يمكن تاليف كتب ايضاً حول قضية المراة، ورسم جوانب تقشعر لها الابدان لهذا الوجه القبيح للمجتمع المعاصر، دون الاقتراب من مصدر ديمومة هذا الاضطهاد، و اعادة انتاجه في المجتمع الراهن. بالضبط مثل ما شيدت من تلال الادبيات والفنون الاحتجاجية في تصوير العنصرية دون ان تدل على مرغوبية اعادة انتاج هذا الظلم في المجتمع الراهن، دون لمس جذر القضية.

ان المساواة الحقوقية بين المراة والرجل هو مطلب اساسي لاي حركة داعية للمساواة. ان المساواة الحقوقية بين المراة والرجل مثل حق التصويت للجميع، مثل المساواة الحقوقية بين البشر او مثل فصل الدين عن الدولة، هي خندق ينبغي ان تحارب من اجله وتستولي عليه. بيد ان اي نظرة بسيطة على اكثر المجتمعات الانسانية تقدما تبين حقيقة انه لخاطيء ان يفكر احد ما بان المساواة الحقوقية للمراة والرجل تحل قضية المراة، او ان حق الجميع بالتصويت يوفر امكانية التدخل المتساوي في رسم مصير المجتمع، او ان الفصل القانوني للدين عن الدولة يمحي تدخل الدين في السياسة. يكفي ان تنظر الى مجتمعات مثل امريكا، السويد او فرنسا لتبيان بطلان هذا الادعاء. ان القضية في جذرها واساسها باقية في مكانها، والاهم من هذا انه يعاد انتاجها مع اي تغير او حركة في المجتمع. لماذا؟

انظر الى مجتمع امريكا، فطبقا لدستور امريكا، ان اقران الدولة والفعالية الحكومية باي دين هو جرم. في الوقت ذاته، في المجتمعات الغربية فان للدين في امريكا اكبر دور في السياسة. في امريكا، من الزاوية الحقوقية، هناك اوسع الحريات السياسية والثقافية، ولكن عمليا فقط فانه ليس بوسع الناس الاستفادة من هذه الحريات. في امريكا، الرجال والنساء متساويين من الناحية القانونية، والتمييز الجنسي يعد جرماً. بيد ان المكانة الدونية للمراة في هذا المجتمع، بوصفها سلعة، بوصفها "شيء" هو امر تقشعر له الابدان. في امريكا، يعد التمييز العرقي جرماً، ولكن هل ثمة امرء بوسعه انكار المكانة الدونية لـ"الملونين"؟

أليست اوضاع امريكا مقارنة بالماضي او البلدان الاكثر تخلفاً هي افضل من غيرها؟ دون شك، كل امرء ينكر هذا التغيير هو اعمى. لقد تمت فتح خنادق، ولكن الواقع هو ان درجة مصونية النساء من التمييز مرتبطة، بصورة مباشرة، بامكانيتهم في الاقتصاد، اناس بامكانهم ان يكونوا "متساويين"، اناس بوسعهم ان يدرسوا في هارفرد وام اي تي، اناس بوسعهم ان يشاركوا في الانتخابات، اناس بامكانهم ان يكونوا "اكثر مساواة" من الاخرين.

في عالمنا المعاصر، و بالضبط مثل انعدام حقوق الطبقة العاملة، يُنْسَبْ، على الاغلب، جذر ظلم المراة الى ثقافة المجتمع، الى النزعة الذكورية، الى الدين، التخلف، الاسلامية، الشرقية وانعدام التطور. ان هذه رؤية امرء اما لا يرى الية اعادة انتاج هذا الظلم او ان مصلحته تقتضي ان لا يرى ذلك. ان هذه الرؤية تمثل قبل اي شيء اخر رؤية العالم من زاوية طبقة بوسعها فعلا ان تكون متساوية في الاوضاع المعطاة للعالم الراسمالي. ان امراة بوسعها ان تكون راسمالية، رئيس هيئة ادارة، راهبة، جنرال، رئيس وزراء، وزير او رئيس جمهورية. انها بالضبط مثل رجل بوسعه ان يحتل هذه المكانة.

ان النزعة الرجولية، الدين، التخلف الثقافي، النزعة الاسلامية، النزعة الشرقية وسائر الجوانب الفوقية في المجتمع تضفي صورة اكثر بشاعة وقذارة ومقززة على ظلم المراة، بيد انها لاتوضح سبب كل هذا الظلم.

ان مقارنة مكانة المراة في ايران مع الغرب مثل مقارنة الفاشية الهتلرية بالتمييز العرقي في جنوب افريقيا. في افريقيا الجنوبية لم يحرق "الملونين" في المحارق البشرية دون شك. ولكن مثلما ان التمييز العنصري هو امر معطى في كلا المجتمعين، ففي ايران وامريكا ايضا، يعد الظلم على المراة امر معطى لكلا المجتمعين. وان وضعنا مقدما اختلاف هذا الظلم من حيث الشدة والشراسة. ان المكانة الدونية للمراة في المجتمع الراهن، مقاومتها واعادة انتاجها في الية الانتاج لها جذور في الية انتاج واعادة انتاج الثروة في المجتمع الراسمالي.

تتكون الثروة في المجتمع الراسمالي لاعبر التجارة او التوزيع والخدمات، بل عبر انتاج فائض القيمة والذي يتم في العملية الانتاجية. وان هذا ليس اكتشاف ماركس، وانما اكتشاف اكبر مفكر للاقتصاد الراسمالي المعاصر، ديفيد ريكاردو. ان التجارة، التوزيع والخدمات هي اليات تحقيق وتوزيع الربح وليست اليه انتاجه. وتجد هذه الحقيقة انعكاس لها في النظرة الاخلاقية للراسماليين الى عملية الانتاج الراسمالي وحسن وسوء الراسمال المنتج والراسمال غير المنتج. ان قسم من البرجوازية، وفي صراعه من اجل نيل حصة اكبر من فائض القيمة هذا، يرهن الحكم بحسن وسوء او انتاجية وعدم انتاجية الراسمال. ولكن مثلما يشير ماركس، ان اساس هذا الحكم الاخلاقي في انتاجية او عدم انتاجية الراسمال، صراع مابين الراسمال المنتج وغير المنتج، هو صراع حول تقسيم فائض القيمة وليس حول انتاجه. (1). صراع تجد انعكاسه بوضوح في السعي الشعبوي والاشتراكية البرجوازية في "ذم" الراسمال غير المنتج مقابل الراسمال المنتج.

وعليه، اذا اردنا ان نوضح جذر اعادة انتاج ظلم المراة في المجتمع الراهن، ينبغي ان نوضح "ضرورة"
هذا الظلم ومرغوبيته في عملية انتاج فائض القيمة وربحية الراسمال وليس في عملية تقسيمه، وان هذه الحقيقة تضع العامل (والمراة العاملة بوصفها قسم مهم من منتجي فائض القيمة) في مكانة مختلفة مع البرجوازية (والمراة البرجوازية بوصفها مستفيد من فائض القيمة هذا). ان ملامسة جذر القضية يعد بالنسبة للبعض سبيلاً للخلاص، فيما يعد اخرون ان القضية تكمن بتخفيف الظلم وتضييق نطاق تاثيره على اؤلئك غير القادرين على التنعم بحياة افضل. ان هذا هو اختلاف شيوعية الطبقة العاملة مع كل الايديولوجيات البرجوازية في تفسير وتعريف نطاق قضية المراة.

من بين الجوانب المختلفة لل"الحاجة" الى ظلم المراة لانتاج فائض القيمة والربحية، نشير هنا الى عنصرين رئيسيين في المجتمع الراسمالي: اولاً، مكانة المراة كربة البيت*، وثانياً، مكانة المراة بوصفها قوة عمل ارخص في جيش العاطلين عن العمل في المجتمع الراسمالي.

المراة: ربة بيت، عامل ام عاطل عن العمل؟

مكانة المراة باعتبارها ربة بيت في المجتمع الراسمالي هو احد المفاتيح المحورية لفهم ظلم المراة في المجتمعات الراسمالية. تدور عجلة المجتمع الراسمالي على محور تحقيق اقصى مايمكن من فائض القيمة. ان فائض القيمة يستند الى التباين ما بين قيمة قوة العمل وقيمة السلعة المنتجة و مجمل الية التنامي الذاتي للراسمال ومجمل الية تنامي الراسمالية تقوم على اساس السعي لتقليص قيمة قوة العمل. ان هذه الحقيقة التي لالبس فيها يفهمها الجميع سواء كان لديهم عامل واحد او 100 الف عامل.

بيد ان قيمة قوة العمل، مثل قيمة اي سلعة اخرى، تعادل قيمة انتاجها. وان قيمة انتاج قوة العمل بالنسبة للراسمال تعادل الحد الادنى للمعيشة التي يحتاجها العامل لاعادة انتاج قوة عمله نفسه، اي الحد الادنى من الراحة والطعام والحد الادني من الحاجات الضرورية لانتاج جيل جديد من الطبقة العاملة، اي انتاج النوع البشري ونمو الابناء. بالنسبة للراسمالي، ان هذه الحاجات تحدد مستوى معدل الاجر.

وعليه، فان تكلفة اعادة انتاج قوى العمل هي بالاساس عبارة عن تامين طعام العامل، تامين مكان للاستراحة او تامين تكلفة "انتاج النوع" ورعاية الجيل المقبل من العمال، أي ابنائهم.على الراسمالي اما ان يرتب امر 3 وجبات طعام او عليه ان يدفع ذلك الحد من الاجر للعامل بحيث يستطيع معه ان ياكل وجبات الطعام خارج اطار نطاق العمل، و ان يرتب امر مدرسة وحضانة ورضاعة الطفل، او ان يدفع للعامل الاجر اللازم لتامين هذه التكاليف. من الواضح ان دفع هذه التكاليف تخفض من ربح الراسمال.

وهنا تعد مكانة المراة ربة البيت نعمة الهية بالنسبة للانتاج الراسمالي. انها المراة صاحبة البيت التي تحل محل الطباخ وعامل المطعم الذين يجب دفع اجر لهم، انها تحوّل بصورة مجانية اللوبيا والبطاطا الى طعام. انها المراة صاحبة البيت التي عوضا عن عامل المطعم الذي يريد ان يستلم اجراً، تقدم هذه الخدمات بصورة مجانية. انها تقدم الطعام على طاولة العائلة، تغسل الاطباق، وتهيئ "المنام" و"مطعم العائلة" مرة اخرى للغد. وه يتحل بدلا من مستخدمي المدرسة، الحضانة والرضاعة، الذين ينبغي اعطائهم اجراً، ترعى المراة صاحبة البيت الاطفال مجاناً. وهي من بدلا الخياط الذي يجب ان ينال اجره، تخيط مجاناً ملابس للعائلة. وان الخصيصة الالهية ذاتها التي تمد يد العون لـ "المثقفين" والمفكرين البرجوازيين كي "يكتشفوا" ان حليب الام افضل من الحليب الجاف، وبالتالي، بدل من دفع تكلفة الحليب الجاف، على المراة العاملة ان تؤمن ذلك مجاناً. وهنا يكتشف المفكرون والمنظرون ان جينات المراة تستلزم مبدئياً ان تبقى في امان بمنأى عن المحيط "الرجولي" الخشن، وان تكون مشغولة في جحر البيت بالاعمال المنزلية، بالواجبات البليدة.

ان مجمل نظرية التفاوت في مكانة المراة والرجل في عالمنا المعاصر تتغذى من حاجة الراسمالية هذه. وهي ان المكانة الدونية "للمراة صاحبة البيت" تخفض تكلفة اعادة انتاج قوة العمل بالنسبة للراسمال الى النصف، وتضاعف ربح الراسمال. ومن هنا يعد احياء وادامة مكانة المراة صاحبة البيت بوصفها عبد، بوصفها عامل مجاني "نعمة الهية" للنظام الراسمالي. ومن هنا يعاد انتاج مجمل الثقافة الذكورية القذرة. ومن هنا تستمد كل النظريات و الثقافات والقيم الذكورية وقدسية العائلة قيمها . وان اكثر ما يبعث على الاسف هو ان يُجعل من العامل الرجل غير الواعي، في حلقة ثقافة الطبقة الحاكمة، هو اداة الابقاء على دونية المراة، وتلقى على كاهله مهمة ودور حارس العبيد للراسمالي.

ان مجمل البنية الفوقية المناهضة للمرأة في الراسمالية نابعة من هذه الحسبة البسيطة، مضاعفة الربح، لا من التخلف الثقافي. ان التخلف الثقافي والذكوري انفسهما يعاد انتاجهما خدمة لهذه الحاجة اليومية، لا العكس. ان اول واهم سمة للاسلام السياسي في ايران هي هذه بالتحديد. ان هذه الصلة مابين ربحية الراسمال والاسلام هو ما ابقى هامة الجمهورية الاسلامية مرفوعة.

ان من يقصر نقده لعبودية المراة فقط على كونها اكثر قهرا في المجتمعات المتختلفة و لا يريد ان يجفف المنبع الراسمالي لابقاء المكانة الدونية للمراة والية اعادة انتاج عبودية المراة، فانه قد ينقذ نساء، ولكنه يبقي العبيد والعبودية على حالهم، انه ينظر من زاوية مكانة المراة البرجوازية لظلم المراة. ان البرجوازية هي من تقتضي مصلحتها الطبقية ان تكون مساهمة بصورة كاملة في عبودية المراة هذه.

المراة ابخس اقسام جيش العاطلين

يتشاطر الاقتصاديون البرجوازيون، ودون استثناء، الاعتقاد بان وجود درجة من البطالة في المجتمع هو شرط النمو "السليم" للاقتصاد. ان هذا ليس باكتشاف كبير. ان شرط النمو "السليم" ( رفع سعر فائض القيمة وقيمة الربح) هو تخفيض قيمة اعادة انتاج قوة العمل والابقاء على فائض القيمة المنتج. ان البطالة وجيش العاطلين اداتان اساسيتان لخفض الاجور ورفع الربحية.

ان المنطق هو: في سوق العمل ينبغي ان يكون العاطلين الراسفين بالياس والمستعدين للعمل باجور ادنى من العاملين على درجة من الكثرة بحيث يرضى العامل بما يتلقاه من اجر. وللسبب ذاته بالضبط يشير ماركس بالتفصيل الى ان البطالة ليست مشكلة العامل العاطل وانما مسالة ملحة لكل الطبقة العاملة من العاملين الى العاطلين. البطالة، وان كانت بالنسبة للبرجوازية مؤشر "صحية"، بالنسبة للطبقة العاملة صفعة لعبيد الاجر.

وهنا ايضا تعد المرأة نعمة الهية اخرى. ان الراسمالية مع تذبذب السوق وفوضوية الانتاج، وهو الامر الذاتي فيها، في عملية انكماش وتوسع مستمرين، وبموازاة الصعود والنزول هذا تحتاج الى قوة عمل اقل واكثر. ان صف العمال العاطلين ليس اداة قمع واخضاع العامل العامل فحسب، بل يشكلون جيشا وذخيرة لايام تنامي الراسمال. جيش يؤمن دوما وجود عاطل جاهز للعمل في المجتمع.

و في هذا السياق، اي شيء اكثر خدمة للبرجوازية من المكانة الدونية للمراة في الطبقة العاملة؟ جيش سواء عاطل عن العمل ام عامل في وضع استغلال وانتاج فائض القيمة؟ جيش حين لاتحتاجه الراسمالية تبتكر وتكتشف ان حليب الام افضل من الحليب الجاف، ومركز العائلة الدافيء افضل من الحضانة والرضاعة، ومكان المراة في قلب المركز الدافيء للعائلة، وتصبح فاطمة الزهراء ومريم المجدلية نساء فاضلات، وتستفاد من النساء في الطبقة العاملة بمكانة ووضع ربة بيت؟ وحين تقتضي الامور، تكتشف ان الحليب الجاف افضل للطفل، وان حضانة الطفل والرضاعة تربيان فيه الاستقلالية والاجتماعية. وتصبح فاطمة الزهراء ومريم المجلية عمالاً، وبالتالي، يدفعوا بالعاملة المراة، التي هي في وضع دوني في المجتمع، للعمل بنصف اجر العامل الرجل.

ان نساء الطبقة العاملة، سواء في البيت او في العمل، معدن ذهب بالنسبة للبرجوازية. المراة ربة البيت، طبقاً للتعريف، هي ليست عاطل عن العمل، و هي لا يشملها ضمان البطالة، لايشملها اي اجر ايضاً بناءا على عملها المنزلي، وان اجر رجل البيت مشتمل و يعتبر اجرها هي ايضاً. حين يوجد للمراة العاملة سوق عمل، فان مكانتها الدونية تؤمن اكثر ربحية لجيب الراسمالي حيث ان اجرها اقل.

وتؤمن المكانة الدونية للمراة في المجتمع، حتى حين تكون في صف العامل العامل، وضع اكثر دونية مقارنة بالرجل العامل. ان التمييز الجنسي بالضبط مثل التمييز العرقي، التمييز الديني او القومي هو اداة الابقاء على "تكاليف" الطرف الدوني منخفضة والابقاء على ربحية الراسمال مرتفعة.

ان مجمل البنية الفوقية الرجعية المناهضة للمراة والرجولية تتغذى من هذه الحاجة اليومية للانتاج الراسمالي وان حاجة الراسمالية هذه تبقي، من ناحيتها، تبرر، وتنظر وتعيد انتاج المكانة الدونية للمراة في المجتمع، وانها منشأ بقاء واعادة انتاج خرافة الدين وكل الايديولوجيات القرووسطية في العالم المعاصر.

مكانة قضية المراة بالنسبة للطبقة العاملة الايرانية

اضفت الجمهورية الاسلامية ابعاد بشعة ومفجعة على ظلم المراة. اذا ما وضعنا جانباً الجانب الحقوقي والحكومي لهذا الظلم، ان الظلم المؤسس في العائلة وفيما يخص صلة المراة بالعائلة او المجتمع اعمق واكثر فجاعة. في المجتمع البرجوازي، العائلة مقدسة لانها مركز رخيص لاعادة انتاج قوة العمل و تكون فيه المراة عبد دون اجر لهذا المركز، والرجل عبد تناط به حراسة مركز العبودية هذا، الذي هو قسم منه. في هذه المنظومة، تصبح المراة سلعة. سلعة لاعادة انتاج قوة العمل بصورة رخيصة، مثل الرز واللوبياء. سلعة انجاب الجيل المقبل من عبيد الاجر، سلعة انتاج النوع، ارض زراعية لزرع الرجال واداة لذة الرجل وراحته.

الحركة الشيوعية للطبقة العاملة هي الحركة الوحيدة التي ليس لها مصلحة في ظلم المراة، ليس هذا وحسب، بل العكس، ان ظلم المراة في المجتمع الراسمالي هو بالاساس من اجل خدمة اخضاع واستغلال الطبقة العاملة. في المجتمع الراسمالي لايمكن فصل اخضاع المراة عن اخضاع الطبقة العاملة. ان قضية المراة هي قضية الطبقة العاملة، ليس هذا وحسب، بل ابعد من ذلك، جزء لايتجزأ من الاستغلال الراسمالي المعاصر.

ليس بوسع الطبقة العاملة ان تحرر نفسها ان لم تحرر المراة. ليس بوسع الطبقة العاملة الايرانية وحركتها الشيوعية ان تنظم وتوحد صفها من اجل انهاء العمل الماجور ان لم تقر وتعرف قضية نصفها وتعد هذه القضية قضيتها.

على الطبقة العاملة وحركتها الشيوعية ان يكونا مناضلي اي خندق لفرض التراجع على النزعة الذكورية واضطهاد المراة، وفي الوقت ذاته، من اجل تحرر المراة، ينبغي ان تبين الطبقة العاملة وحركتها الشيوعية ان شيوعية الطبقة العاملة هي الخندق الاساسي للنضال ضد اضطهاد المراة، وان الطبقة العاملة وشيوعية هذه الطبقة، بانهاء النقد، الراسمال، العمل الماجور والاستغلال، تؤمن التحرر النهائي للمراة.

(1) منصور حكمت، مقدمة لمقالة كارل ماركس حول العمل المنتج وغير المنتج
• استخدمت الكلمة العامية والمتعارف عليها (ربة بيت، صاحبة البيت)، علما ان هذا لايعني الاتفاق مع المصطلحين، ولكنه للاسف ان هذا اقرب لذهن المواطن.