ملاحظات حول الندوة الوطنية للحركة الطلابية


ميمون المغربي
2010 / 3 / 14 - 22:10     

"إياكم والتنازل النظري، إياكم والمساومة على المبادئ"

عرفت الحركة الطلابية في السنوات الأخيرة دينامية كبيرة تمثلت في المعارك البطولية التي خاضتها الجماهير الطلابية بجل المواقع الجامعية، و كعادته سيلجأ النظام القائم انسجاما وطبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية، إلى استعمال العنف بشتى أنواعه وشن حملة قمع واعتقالات واسعة في صفوف الحركة الطلابية بعد فشل كل الأسلحة الأخرى في تكبيل الجماهير الطلابية.
إن هده المعارك ورغم قوتها وطول نفسها و كفاحيتها لم تستطع خلخلة موازين القوى لصالح الجماهير الطلابية ودلك راجع إلى مجموعة من الاسباب الداتية و الموضوعية اهمها, واقع التشتت الذي تعاني منه الحركة الطلابية و انعزال هده المعارك عن بعضها البعض.
ان هدا التناقض بين تقدم نضالات الحركة الطلابية و واقع التشتت يطرح على عاتق كل مناضلي الحركة الطلابية وكل الشيوعيين بالمغرب إيجاد الإجابة السديدة من أجل تجاوزه، وفي هدا السياق جاءت مبادرة "وحدة الحركة الطلابية" التي تقدم بها موقع مراكش لتوحيد الحركة الطلابية ودالك ابان ايام الشهيد عبد الرزاق الكاديري موسم 2009/2008، بالإضافة إلى مجموعة من الأيام والمهرجانات التضامنية مع المعتقلين السياسيين، التي عرفت تفاعلا ونقاشا بين مناضلين وتيارات أوطمية، و في هدا السياق جائت مبادرة احد الرفاق –معتقل سياسي سابق بموقع وجدة- التي افضت الى الدعوة الى ندوة الحركة الطلابية بمشاركة 5 فصائل يوم 23 مارس 2010، حول الاعتقال السياسي و العنف داخل الحركة الطلابية.
ومن منطلق تغليب مصلحة الحركة الطلابية, يجب تثمين هده الخطوة، التي جاءت في سياق محاربة نزعت الجمود العقائدي و منطق التحريم الظلامي (حرام/ حلال) و المفاهيم و الممارسات الخاطئة التي سادت في صفوف القاعديين، وعلى اعتبار أن هدفنا هو وحدة الحركة الطلابية وفق منظومة وحدة-نقد- وحدة، عكس ما يتبناه البعض والذي يتضح أن هدفهم النهائي الصراع وفقط وليس الوحدة، لكن الصراع في البيوت طبعا، ولكن لا يجب أن يبقى النقاش مقتصرا فقط على الأطراف المشاركة في الندوة، بل يجب أن ينفتح على باقي الأطراف والمواقع الجامعية الاخرى، من أجل بناء وحدة الحركة الطلابية على أسس صلبة و متينة.
لقد عرف تاريخ البشرية نوعين من العنف، عنف ثوري تلجأ إليه الجماهير المستغلة للدفاع عن مصالحها، وهدا العنف ليس رغبة ذاتية، وإنما نتاج شروط موضوعية تجد جذورها في واقع الصراع الطبقي، ولولا هدا العنف لما استطاعت الحركة الطلابية الصمود في وجه النظام القائم وكل مخططاته الرامية إلى تصفية حق أبناء الجماهير الطلابية في التعليم، خصوصا في بداية التسعينات، التي عرفت نزول القوى الظلامية إلى الساحة الجامعية، وعنف رجعي تمارسه الطبقة الرجعية باستمرار، من أجل حماية مصالحها، وتصريف أزمتها لتابيد سيطرتها على الطبقات المستغلة، عندما تحس بأن مصالحها مهددة. من هنا لا يمكننا نبد العنف بشكل مبدئي ما دام هدا العنف سيمكن البشرية من الخلاص من عبوديتها وبناء مجتمع خال من الاستغلال, نفس الشيء داخل الحركة الطلابية.
و من بين ابجديات المنهج المادي الجدلي الذي يميز داخل أية وحدة كيفما كانت، بين التناقض الرئيسي و التناقضات الثانوية، فالتناقض الرئيسي يكون تناقض تناحري لا بمكن حله إلا بالعنف الثوري، أما التناقضات الثانوية فهي تحل بالنقد والنقد الذاتي الهادف إلى تثبيت الأفكار الصحيحة ودحض الأفكار الخاطئة في معمعان النضال الجماهيري. و هده التناقضات الثانوية ليست ثابتة يل تنتقل في بعض الأحيان لتصبح تناقضات رئيسية و العكس صحيح.
ومن هنا نشدد:
- عدم نبد العنف بشكل مبدئي
- التمييز بين التناقضات داخل اوطم بشكل دقيق, و في كل مرحلة. دون النضرة الدوغمائية و اضفاء الحقيقة المطلقة خول فهمنا للحركة الطلابية.
- ضرورة التمسك بالحد الأدنى السياسي أي البرنامج المرحلي.
-تغليب مصلحة الحركة الطلابية على كل نظرة داتية او استرزاق, من شانه ان يضر بالاهداف المتوخاة من هاته المبادرة.

فلتكن الندوة الطلابية في 23 مارس التي تصادف الدكرى 45 لانتفاضة 65 المجيدة,بحجم التضحيات النفيسة التي قدمها - و لا يزال- الشعب المغربي. و ان تراعي حجم الدماء التي نزفت من ابناء العمال و الفلاحين و الطلبة و التلاميد, في دالك اليوم المجيد.

ادن فلنتوحد من اجل تشتيت وحدة العدو.

ميمون المغربي
في 14 مارس 2010