الشيوعية العمالية، الثورة، والانسانية - محاضرة لحميد تقوائي في منتدى ماركس - كندا


نحو الاشتراكية
2010 / 2 / 27 - 10:28     

أقام منتدى ماركس في مدينة تورونتو الكندية يوم 7 شباط 2010 ندوة سياسية وفكرية بعنوان ”الشيوعية العمالية، الثورة، والانسانية“ قدمها حميد تقوائي ليدر الحزب الشيوعي العمالي الايراني. وقد دار البحث الواسع للرفيق حميد حول 3 محاور: الاول ركيزة الموضوع وهو الشيوعية العمالية؛ والثاني حول الثورة ومكانة الثورة في الشيوعية العمالية، والثالث حول الانسانية وعلاقتها بالشيوعية العمالية وبالثورة . اوضح الرفيق حميد وفي بحث دام قرابة الساعتين ان تحرر الانسان هو جزء اساسي من وظائف ومهمات حركة الشيوعية العمالية. وبين ان تحرر الانسان له مكانة خاصة لدى ماركس والماركسية .

واسهب بالتحدث عن هذه السمة المتجذرة في حركة الشيوعية العمالية اي السمة التحررية او الانسانية قائلا ان الشيوعية العمالية هي نقد الطبقة العاملة للرأسمالية وبالتالي فان هذا النقد والموقف الجوهريان يبينان موقف تلك الحركة الانساني ايضا ضد الاستغلال والحرمان والافقار وانتهاك الانسانية التي تمارسها الطبقة البرجوازية. تطرق حميد تقوائي الى البرجوازية اثناء نشوئها في احشاء النظام الاقطاعي وبدئها بتشكيل المدن واثر انتصارها في بناء المجتمع المدني ونشر قيمه. كما بين بان الحرية كانت تعبر عن معنى محدد بالنسبة للطبقة البرجوازية يتعلق بحرية السوق وانتقال رأس المال وبالتالي احتاجت البرجوازية الى فصل الدين عن الدولة لكي تضرب الكنيسة وتزيح عن مسارها ما يكبل تطور نظامها الجديد—الرأسمالية.

وركز حميد تقوائي في محاضرته على ان كلمة الانسانية تمتلك معنى موضوعيا وليس ذاتيا في الشيوعية العمالية ومن هنا تأكيد ماركس على ان الطبقة العاملة حين تحرر نفسها فانها تحرر كل المجتمع معها.

وفي المحور الثاني تطرق البحث الى مسألة الثورة وبين بان الثورة البروليتارية ( العمالية) ثورة واقعية وان الطبقة العاملة هي وحدها صاحبة المصلحة في الغاء كل ماهو قائم من علاقات واوضاع وان ثورة عمالية تبغي بالتالي ويجب ان تهدم كل البنية التحتية والفوقية للمجتمع من اجل انهاء الاستغلال واقامة مجتمع قائم على اسس مختلفة بعد الغاء الملكية الخاصة واقامة الملكية الاجتماعية لوسائل الانتاج.

وعن طبيعة نضال الطبقة العاملة بين حميد تقوائي بان ذلك النضال مناهض للاستغلال وبالتالي فانه في الجوهر نضال من اجل الانسانية وان الاخيرة ميل متأصل وجوهري في قلب هذا النضال وليس شيئا ملحقا او اضافيا او سمة اخلاقية تضاف الى حركة الطبقة العاملة. الانسانية بهذا المعنى حاضرة في قلب النضال العمالي من اجل الحرية والمساواة على عكس الحرية والمساواة في المفهوم والممارسة البرجوازية.

وفي هذا الصدد بين ان الطبقة البرجوازية كانت فيما مضى طبقة ثورية ارادت ان تثبت نفسها وتقوي نظامها الجديد وتقضي على النظام الاقطاعي وتزيحه من طريقها فانها ولهذا الغرض استعانت بطبقة ثالثة اي طبقة الفلاحين. وباستعانتها بالطبقة الثالثة المحرومة في ثورتها فانها انما قامت بالثورة بشكل غير مباشر واعدة الجماهير ب“الحرية والمساواة والاخاء“ ولكن حين انتصارها قامت بتحريرهم من عبوديتهم الى الارض فحسب حين حولتهم الى عمال يعملون في مصانعها .

ذلك التحرير كان اذا مزيفا وشكليا. ذلك ان شكل الاستغلال فقط هو الذي تغير دون المحتوى. بقي الاستغلال وبقيت العبودية ولكنها تحولت من العبودية للارض الى عبودية الاجرة. لقد اصبح الفلاح بعد تحريره من قيوده بالارض عاملا ”حرا“ في التنقل في كل مكان في جمهورية البرجوازية والتي روجوا لها وجعلوها تتألف نظريا من مواطنين متساوين امام القانون ولكن فقط في الخيال. من هنا فان الحرية البرجوازية لم تكن حرية انسانية.

وفي معرض حديثه عن المساواة بين حميد تقوائي ان البرجوازية اوجدت مفهوما خياليا للانسان يقف خارج العلاقات الاقتصادية حيث ساوت بين البشر من الناحية الحقوقية ولكنها عمليا رسخت عبوديتهم اكثر فاكثر. لقد بين ماركس هذه الفكرة بوضوح حين قال ”إن وجهة نظر المادية القديمة هي المجتمع  المدني ؛ ووجهة نظر المادية الجديدة هي المجتمع الانساني او الانسانية الاجتماعية“ (ك.م. اطروحات حول فويرباخ). وفي المجتمع الانساني تتجسد الحرية الانسانية بكل ابعادها وينتفي الاستغلال من العلاقات الاجتماعية.

وفي حديثه عن حرية العامل قال بان العامل بظل الجمهورية البرجوازية والمجتمع المدني صار حرا في التنقل والبحث عن عمل ولكن ايضا حراً في ”الموت جوعاً“ حين يعجز عن ايجاد مشتري للسلعة الوحيدة التي يملكها العامل اي قوة عمله. اما الرأسمالي فيمتلك كل شئ ليعيش دون عمل؛ الارض ووسائل الانتاج والمال.

تتموضع الانسانية حسب حميد تقوائي في قلب الشيوعية والماركسية وبالتالي فان تحقق الانسانية مرتبط بكفاح الطبقة العاملة وتتحقق بالثورة الشيوعية. دامت المحاضرة قرابة الاربع ساعات وتخللتها فترة نقاش واسئلة واجوبة وحوارات عميقة ونالت المحاضرة ترحيب الحضور.

تقرير نحو الاشتراكية من داخل منتدى ماركس.