اليمن : تعزيز التحالفات السياسية يقتضي وجود عنصر الثقة


رداد السلامي
2010 / 2 / 24 - 05:03     

تظل مسألة بناء وتعزيز التحالفات السياسية مهمة من أجل بلورة إجماع وطني شامل حول التغيير المأمول ، وهذه التحالفات لايمكن أن تنبني إلا على عنصر الثقة المتبادلة ، الذي من خلاله تتعزز ممكنات ذلك التغيير ، وهنا يمكن أن نركز على نقطة هامة تشكل النسج البدائي وتتمثل في ضرورة فتح قنوات الحوار بين مختلف أطياف العمل السياسي ، بحيث لا يقتصر ذلك الحوار على النخب فحسب ، بل يتعداه إلى القواعد ، الأمر الذي يحركها ، فتتحرك نحو تحريك الجماهير وتراكم معها القوة الشعبية القادرة على النضال بوعي.
إن الحوار بين القوى السياسية "قمتها وقواعدها " بات أمرا ملحا ويحتاج إلى تجديد ، إذ أنه شكل من أشكال القيادة الجماهيرية ، التي تحرك وتقود ، لأنه يفتح المجال أمام تحول الرؤى والأفكار إلى مجال متحرك ومتفاعل ، وبالتالي فإنه يجد له جماهير تحمله وتتحرك على ضوءه ليصبح قوة مادية قادرة على حسم خيار التغيير بفاعلية ، ومن خلال النضال السلمي أيضا تتخصب الرؤى والأفكار وتتحرك ، فالنضال السلمي يكسب الجماهير مرانا في النضال وخبرة في مواجهة التحديات ، التي تحاول وئده وضربة .
إن الحوار هو الذي مهد للتقارب بين فرقاء العمل السياسي ، وأذاب الكثير من أيدلوجيا التنافر ، وأوجد أرضية مشتركة للعمل السياسي والنضالي بعيدا عن حواجز الايدولوجيا ، ليكون النضال المشترك بصيغته السلمية هو التعبير المتقدم والاستثنائي في اليمن.
إن التغيير يكون ممكنا في ظل وجود عنصر الثقة ، وحين يتحول عنصر الثقة المتبادلة ، إلى ثقافة تسود الحوار والعمل المشترك فإنها تبني أرضية راسخة ، قوامها جماهير واعية تمضي في درب النضال السلمي حتى تحقق أهداف التغيير المنشود.