إعاقة العراق تخرجه من قاعدة الانتخاب الطبيعي والبقاء للاصلح !


جمال محمد تقي
2010 / 2 / 17 - 23:42     

اعتقد ان قوانين النشوء والارتقاء التي اكتشفها طيب الذكر تشارلز داروين وجسدها في موسوعته العلمية الفذة اصل الانواع يمكن ان تنسحب بعملية قسطرة معرفية لا تبتذل المسألة الاساسية فيها على كل اشكال الصراعات التاريخية اجتماعيا وسياسيا ، منذ المشاعة الاولى وحتى مجتمعات التسيير الذاتي ، ولكي لانقع بمحاذير الاسفاف التطبيقي فاننا سنضع هذا السحب بموضع المنزلة بين المنزلتين وكأننا نحاكي مفصل يفصل ويربط وفي وقت واحد بين الفهم الجدلي ـ الديالكتيكي ـ للكون وحركته وبين الفهم المادي للتاريخ وحركته ـ الحركة الاجتماعية على اعتبار انها ذروة ارتقائية تحتوي كل الاشكال الاولية لحركة المادة في الطبيعة كالشكل الميكانيكي والفيزيائي والكيميائي والبيولوجي وصولا الى الاجتماعي ـ كونهما وجهان لعملة واحدة هي المادة الكونية وطاقتها ، فالشكلين البيولوجي والاجتماعي متلازمين تراتبيا ولهما منافذ مفتوحة على طفرات متوقعة وغير متوقعة زمانيا ومكانيا .
كل شيء يسير من البسيط الاعمى الى المركب فالمشعب ـ المعقد ـ حتى يصل الى ذروة البساطة المبصرة ، من الاسفل الى الاعلى بمسارات حلزونية ، من القاعدة العريضة الى الراس المدبب مكثف الشحنات ومحولها ، من والى دورة حياة كاملة تعيد انتاج نوعها المتكيف فالمختلف !
وحشية ، بربرية ، مدنية / مشاعية عمياء ، عبودية ، اقطاعية ، راسمالية ، مشاعية مبصرة ، وهكذا صعودا على سلالم الحلزون اللا نهائية .

الخيبة المطبقة تلاحق كل من حاول اختبار المنطق الدارويني او المنطق الجدلي في معاينة حالة النشوء والاصطفاء الملقح بكل معالم الانحطاط في التكوين المختلق للدولة العراقية التي خرجت من رحم غزو واحتلال العراق واغتيال دولته غير الملعوب بحامضها النووي ، وغير المسحوب منها جدل التطور الداخلي ، اي صاحبة التلازم التقليدي لقوانين الطبيعية والتاريخ في تطورها وارتقائها ،، آليات ديالكتيك الدول ايضا يتنفس من نفس قوانين الديالكتيك العامة ـ وحدة وصراع الاضداد ، وقانون التحول من الكم الى الكيف ، وقانون نفي النفي ـ الخيبة تزداد كلما ازداد التمعن في المولود المختبري المشوه لدولة العراق المعوقة قلبا وقالبا ، دولة تتكاثر بالانشطار ، دولة مصابة بعيوب خلقية تستبعدها عن منافسة البقاء اصلا ، دولة مرهونة لبرمجة من خارجها !

الانعاش مصطنع وهو مولد من صاحب التجربة المختبرية ذاتها ، المولود عقيم لا يورث صفاته ولا تشمله انظمة الطفرات السلالية ، يمكن استبقاء وجوده فقط بعملية الاستنساخ ، ومن في حالته لا يكون خاضعا لاي من قوانين التطور الداروينية او الجدلية وانما يرتبط وجوده وموته او استنساخه بفعل الظرف الطاريء الذي تفرضه ارادة القوة القسرية للمحتل صانع العاهات ومستحدث مايناسبه من مخلوقات مشوهة لا تصلح للعمل الا بتدخله الغير حتمي .
الانتخاب غير طبيعي لانه يجري بين مشوهين قسرا في ظروف مشوهة وعليه فسيكون الترسب في البقاء للاقبح وليس الاصلح من المجموع الكلي للقابليات التي مع او ضد المؤثرات الفاعلة في مجرى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية المعاقة في عراق اليوم .
بتحرر العراق من كل اشكال العبودية يستعيد شيفرته المسكونة بجدل البقاء ككيان حي ينشد النشوء والارتقاء ، الان الصراع فيه على اشده بين الاحرار وعبيد الاسياد المحتلين ، وحتى تقرير مصيره سيكون اي نوع من الانتخاب الاصطناعي مقررا للقبح ومستبقيا على الاقبح !
انتخبوا العراق بامتناعكم عن المشاركة في اعطاء الشرعية لقتله ، انتخبوا العراق بامتناعكم عن الاقرار بما يحصل ، انتخبوا العراق بامتناعكم عن تغذية انشطاره ، انتخبوا العراق بامتناعكم عن المشاركة بعرس ـ الواوية ـ عرس اللصوص ، عرس الفسدة ، عرس التبع ، عرس القتلة ، فبصمتكم البنفسجية بيعة للطائفيين والعنصريين والليبراليين الممسوخين واليساريين المتأمركين ، انتخبوا العراق بمقاطعتكم انتخاباتهم المزيفة !