رجل أميركا في اليمن يعذب معارضيه..!!


رداد السلامي
2010 / 2 / 6 - 12:54     


رجل أميركا في اليمن ، لم يعد حكيما ، فقد عقله تماما ، وتحول إلى شخص سادي ، يتلذذ بتعذيب معارضيه ، ويمارس تنكيلا فاضحا.

ما تعرض له السياسي المعارض محمد المقالح من اختطاف منتصف سبتمبر من العام الماضي حتى اللحظة ، ثم تعذيبه وصنع مشاهد إعدام لإرهابه ، يعد جريمة إنسانية بكل المقاييس ، أن يلجأ رئيس بلد الى نهج سلوك الخطف والإرهاب والإشراف ربما على تعذيب معارضيه ، فهذا يعد أمر خطيرا يؤكد أن التعبير عن العجز واليأس من إمكانية أن إصلاح الأوضاع بلغ به حد الهوس والسادية الوحشية.

يتحدث صحافيو السلطة وأؤلئك الذين يرتدون مسوح المستقلين عن إرهاب القاعدة ويعقدون الندوات ويقدمون أوراق تحليلية عن ذلك ، ويتناسون أن ثمة إرهاب بشع أيضا لا يختلف عن إرهاب القاعدة يمارسه النظام الحاكم وبإشراف رفيع المستوى يتجلى فيه الفخامة بذاته.

ما الفرق بين إرهاب القاعدة ، وإرهاب النظام؟

الجواب لا فرق الا من حيث الأسلوب ، وكليهما يخرجان من مشكاة واحدة ، فمن القصر الجمهوري يأتي الإرهاب كما أكد علي سالم البيض نائب صالح الذي أيضا أكد في حوار له على قناة الـb.b.c" " العام الماضي أنه يعرف صالح تماما ، ويدرك كيف يصنع الأزمات والمشاكل.

نحن هنا نتحدث عن أسلوب جديد في فن التعذيب والتنكيل ، أسلوب منفلت عن القيم اللانسانية ، وهو بشع وكارثي بحد ذاته ، تماما كما هو وجود من يمارسه، اللجوء لمثل هكذا أسلوب يعبر عن إفلاس سياسي واضح ، فاليمن على الاقل في دستور وحدتها التعددية السياسية والديمقراطية أحد أبرز شروط الوحدة ، لكن نظام صالح لم يعد يكترث بالدستور والقانون، ليس ذلك غريبا فقبل مدة قال ضابط برتبة ملازم أول يعمل في قسم شرطه حين أشهر كاتب المقال الدستور في وجهة وهو يمارس عملا خارج نطاق القانون والدستور : قال هذا الدستور بله واشرب ماءه" ، لم يعد الدستور مبلولا بالماء بحيث يغدو صالحا للشرب كتعويذة تقيك فتك ضباط النظام وجهازيه الأمنيين القاتلين "السياسي والقومي"، ما حدث للمناضل والسياسي محمد المقالح يؤكد أن الدستور تحول الى بيادة يمشي عليها الزعيم غير مكترث بقدسيتها كعقد اجتماعي رضي به كل اليمنيين.

لا كرامة لإنسان عند نظام صالح ، فرغم حالة الفشل والترقيع الخارجي ، يصر النظام على مواصلة نهجه المعتاد في تأزيم الأوضاع وتوتيرها ، وبدلا من أن تسعى القوى الخارجية التي تدعي أنها تقف إلى جانب اليمن للحيلولة دون انهياره كما تقول ، إلى الضغط على النظام للكف عن الاعتقالات والتعذيب وتوسيع الهامش الديمقراطي ، تعمل على دعم استمراره فقط ، الأمر الذي فتح لديه شهية قمع معارضيه السياسيين ، ولن يكون السياسي محمد المقالح آخر المخطوفين والمعذبين في سلطة باتت مفلسة أخلاقيا وسياسيا.