موت الضمير موت للحرية..!


رداد السلامي
2010 / 2 / 3 - 05:13     

إن حبك للحرية يفوق حبك لذاتك ، لذلك تتخلى عن كل ما يمكن أن يقيد حريتك لصالح أن تحيا حرا ، وبدون أن تتعيش وفق ما يمليه عليك ضميرك لن تكون إنسانا ، فالحرية ليست كما يتوهم البعض فوضى ، وهي ليست رديف الفوضى ، الحرية التزام أيضا ، إدراك لحقيقة أن ما يؤدي إلى الإضرار بالناس ليس حرية، والضمير هو منبع هذه الحرية وهو سيدها الذي يضبطها لتقف عند حدود تحترم الإنسان ، ولا تخرج إلى العبث به وامتهانه،

إن الحرية التي تدفعك إلى أن تبحث عن الإضرار بالآخرين والكيد لهم ، وتحويلهم إلى مجرد كائنات يجرى عليها الاختبار والتضحية من أجل مصالحك ليست حرية ، بل عبودية وشقاء ، وموتا للضمير ، وانتحار على شفير أوهام المجد والثراء ، فطابعك جزء من مطابع ستنسخ عليها بؤس ذاتك التي أحلتها إلى شيء قابل للبيع والشراء ، وتقديم قرابين من الأقوياء الشرفاء الذين لم يجتالهم طمع ذاتي إلى دائرة المساومة في أسواق من لم يبقي آباؤهم لأجيال الوطن القادمون شيء...!!

أن يموت ضميرك يعني أن تموت فيك الحرية ، ذلك أن الضمير الحي المستيقظ لا يمكن أن يكون ضميرا مستعبدا بأي حال ، لأن صاحبه قابل لأن يجوع ، أن يحتمل الشدائد والمكائد التي يغزلها هواة العفن ومادحيه ، على أن يساوم ويتنازل عن مطالب شعبه لصالح أن يحيا في يسر ورفاهية ، إنك حين تكتفي برفاهية ذاتك ، وتنسى أن ثمة من ينام جائعا تتقطع معدته ألما،وتنعم بدفيء فيما يقاسي البرد ، تكون قد أسأت إلى إنسانيتك تتوحش بنعومة ، لأن الذين يمنحونك كي تسكت عن الدفاع عن هؤلاء يشترون ضميرك ، فأنت تقايض بضميرك مقابل رفاهية ونعيم مبتذل يذلك ويذل شموخك وإنسانيتك.

إن سلامة حريتك تكمن في سلامة ضميرك ، فالإنسان دو الضمير الحي هو الحر فعلا.

-------------------------------
*كاتب وصحفي