السلم :ثاني أوكسيد كاربون اختناق السلطة..!!


رداد السلامي
2010 / 1 / 29 - 03:03     

يقول الكاتب جونثان آلثر " التاريخ هو ، عادة قسوة وجنون ، لكن يمكن أن يرتد على نفسه بطريقة تتجاوز سخرية الأقدار لتولد انطباعا بأن هذا التاريخ يفتدي نفسه إلى حد ما"

لست ممن يستهلك تفكيره في البحث عن شيء غامض ، وغير مولع بحل الألغاز ، إلا حين تستهدف مكيدة ما ،كياني كإنسان ، عندها أجد ذاتي مدفوعا بغريزة البقاء والتحدي أنه من الواجب الكشف على خيوط ما ، ودوما أبدا بجعل السلطة هي المكان الذي تمتد منه تلك الخيوط ، وإن جاءت على شكل مخادع توحي أنها بعيدة عن ذلك.

وفي الأمور العامة وخصوصا الشأن السياسي ، وما يعتمل في البلاد من غليان متصاعد ، حين يتعمد صناع الغموض في سلطة أدمنت ذلك ، أكون على إدراك تام أنها بتلوين الوطن بالضباب لا تخدع غير ذاتها ، ولا تستنزف غير قواها .

أكون أيضا على وعي تام بأهمية أن ألتزم جانب الهدوء العميق ، وأوغل في التأكيد على أن هذه السلطة ماضية نحو الانهيار ، صحيح أنها تصنع انهيارها ذلك انهارا من الدماء ، وبقدر ما أتمنى لأبناء الشعب ضحايا ضحية ذاتها ، أقل قدر من الألم ، فإني استعيد قدراتي في التأكيد على أنها سلطة خيارات بقاءها تضيق ، وممكنات استمرارها تضمحل ، وهي تسير نحو تلاشيها ، وحتما ستتلاشى كما يتلاشى الخيال لحظة انتباه ، لن يصيب البلاد سوء بعد رحيلها ، وأؤكد أن رحيلها هو العافية التي ستعيد إلى الشعب حقه في تقرير مصيره ومستقبل أجياله.

إن مستقبل هذه السلطة هو الزوال ، الزوال الذاتي ، لا شيء سواه ، فالذي يحيها هو العنف ، ولذلك تلجأ إلى خلق أسبابه كي تستعيد حيويتها ، إن خنقها يكمن في نهج النضال السلمي إن ثاني أكسيد كربون اختناقها ، تماما كما تختنق النيران المتأججة بذلك ، إن رصيدها في البقاء قد نفد ، تماما كما هي أوراق لعبتها ، وبالتالي فإن الأمل يزداد كل يوم بأن مساحات الوطن الخضراء تنمو ، وأن الحرائق الناتجة عن انهيارها تتلاشى ، "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".