قراءة الصف الأول الابتدائي 00 بين الخلدونية والتوليفية وجناية اللغة الانكليزية


عبد العزيز محمد المعموري
2010 / 1 / 28 - 15:24     

الكاتب والمعلم المتقاعد عبد العزيز محمد المعموري - ناحية العبارة - بعقوبة - محافظة ديالى
كما جنى علم المنطق في الفلسفة اليونانية على علم النحو العربي كذلك جنت اللغة الانكليزية واساتذتنا الذين اكملوا دراساتهم في ميادين التربية وعلم النفس وطرق التدريس في بريطانيا وأمريكا ونقلوا طرق تدريس اللغة الانكليزية في المدارس الابتدائية البريطانية والاميركية دون ادراك طبيعة اللغتين وخصائص كل منهما . فاللغة العربية لغة هجائية بطبيعتها على عكس اللغة الانكليزية حيث ان لكل حرف من حروفها صوته مهما كان محله من الكلمة العربية عكس اللغة الانكليزية التي لكل حرف من حروفها صوت خاص اذا ارتبط بغيره من الحروف او معاني الكلمات خذ مثلاً حرف الـ ( C ) فهو بصوت الكاف مثل ( Car ) وهو بصوت السين اذا تبعه احد الاحرف الثلاثة ( I –Y- E ) ويلفظ ج اذا تبعه ( H ) مثل ( chair ) والـ ( S ) يلفظ سيناً مرة وزاياً مرة اخرى وشيناً اذا اتصل به ( H ) مثل ( Shirt ) وكثير من احرف اللغة الانكليزية يكتب ولا يلفظ عكس اللغة العربية فما الذي دعانا الى نقل تجارب الانكليز والامريكان ونحن لانعاني من مشكلة في كتاب القراءة للصف الاول الابتدائي ؟ لقد مارس معلموالقراءة القدماء طريقة التهجي الناجحة عشرات السنين وخرجوا العديد من الاجيال دون شكوى لامن المعلمين ولا من التلاميذ حتى تفضل اساتذتنا من خريجي المدارس الاجنبية مدفوعين برغبة ( التكحيل ) فسببوا ( العمى ) عمل بالمثل ( اراد ان يكحلها فعماها ) لقد تفتقت قرائحهم بايجاد القراءة الصورية التي فشلت فشلاً ذريعاً واتبعوها بالقراءة التوليفية التي ساهمت باضافة عشرات الالاف من خريجي المدارس الابتدائية واضافتهم الى اعداد الاميين !! افتلميذنا الذي ينهي الدراسة الابتدائية يعجز عن قراءة سطر في الجريدة او المجلة واكاد اضيف اليه خريج الدراسة المتوسطة وهذه كارثة كبرى اذا علمنا ان خريج ( الملا ) الذي يدرس بضعة اشهر يتفوق على التلميذ الذي ينفق من عمره ست سنوات او اكثر دون ان يتعلم على مهارة القراءة ، انها خسارة جسيمة الى المال الذي ينفق على تعليم اولادنا وفي الوقت الذي يهدر وفي الجهود العقيمة التي لانجني منها سوى كره اطفالنا لمدارسهم مما يدفع الالاف منهم الى ترك مقاعد الدراسة والعودة الى زمرة الاميين . هل فكر المسؤولون بهذه الكارثة ؟ الا تستحق مثل هذه المشكلة تأليف لجنة من المختصين واجراء بحث ميداني معمق واجراء استفتاء بين معلمي الصفوف الاولى وزيارة المدارس التي تسير على طريقة القراءة التوليفية لغرض استبيان مدى استيعاب تلامذتها في القراءة والاملاء ؟ الدرس الاول من القراءة التوليفية : حسن .. ريم والدرس الاول من القراءة الخلدونية : دار .. دار وبمقارنة بسيطة فيما بين القراءتين نجد حسن تتكون من الحاء الاولية والسين الوسطية والنون الاخيرة المتصلة بغض النظر عن الفتحة في الحاء والسين وهي مفاجأة فوق تصور التلميذ المسكين ونحن نعرف ان لكل حرف من هذه الاحرف حسب موقعه من الكلمة اربعة اشكال ففي الكلمة الاولى نداهم التلميذ بعالم فوق تصوره من الحاءات والسينات والنونات اضافة الى الفتحة وكذلك الامر الى كلمة ريم اما في القراءة القديمة فتقدم للتلميذ ثلاث صور لثلاثة حروف ذات اشكال ثابتة . ولما كان مبدأ التعليم الابتداء بالاسهل فالسهل فالصعب والبسيط ثم المركب فالمنطق يقول ان القراءة القديمة هي الانجح ..
ان الداعي لكم معلم متقاعد مارس المهنة ثلاثين سنة وخلاصة تجاربي تقول : اعيدوا القراءة الخلدونية الى الصفوف الاولى الابتدائية فبغيرها لايقضي على الامية ! .. واذا لم تصدقوا فامامكم افواج المعلمين وليس صعباً استفتاؤهم ولتذهب القراءة التوليفية الى جهنم وكفى معاناة لابنائنا وبناتنا فهم وحدهم الذين تضرروا بذلك