اليمن: كيف يجرى إنتاج العنف.؟


رداد السلامي
2010 / 1 / 28 - 07:38     

اغتيال الشهيد جار عمر الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني السابق، هو استهداف لوحدة المشترك التي وضع لبناتها الأولى –تكتل أحزاب المعارضة اليمنية - ، وبالتالي ضرب وحدة القوى المناضلة ، وتفويت إمكانية أن تصبح قادرة على النضال من خلال وحدتها تلك ، وكذلك محاولة عزل أحد قوى المشترك-الإصلاح- ليبقى أداة في يد السلطة كورقة استخدام سياسي ،فاللقاء المشترك أوجد معرفة بكيفية تفكيك أدوات التطرف ، وتفويت إمكانية اللعب بها ، وبالتالي كشف مسكونها الأيدلوجي وأدرك كيف تصاغ أفكار التطرف ، وكيف تتحول إلى سلوك عملي ينفذ مهام الاغتيالات السياسية ، ورغم أن ثمة تغيير في أساليب إنتاج العنف مازال يجرى العمل به بتواطؤ مع السلطة ، فإن اللقاء المشترك يجب أن يسهم في تفكيك منظومة التطرف بشقيها السياسي والسلفي والوهابي ، فالسياسي الذي يحرك السلفي والوهابي ، هو أيضا مسكون بالتطرف الديني ولذلك يوظف أدواته ، فكون بعض قياداته كانت أمنية في سلطة العفن يؤكد أنها تبتكر أساليب إنتاج وتوظيف التطرف ، وهي جزء من تواطؤ خفي مع السلطة ، فمهمة الجانب الأمني كما أثبتت لنا الأيام ، الاعتداء بطريقة مجهولة ضد شخص ما ، ومهمة السياسي دفع آخرين بطريقة كما لو انها تلقائية لدفع هذا الشخص للتسلح بأدوات الموت والجريمة ، تحت مبرر الدفاع عن النفس ، فالفاعل مجهول كما توهمه ..!!
وهذه خدعة تنطلي على ضحايا أغبياء ، ومؤد لجين -تماما كما هو علي جار الله الذي اغتال الشهيد جار الله عمر - أما من يحرك عقله ويتسلح بمنهج ديالكتيكي ولم يجعل عقله مزبلة أو نفاية فكرية فإنه من الصعب استخدامه ، بل يكشفها تماما ويحيل لعبتها هباء ، والإشكالية إن إنتاج العنف بهدف سياسي يجرى كما توصلت من تحليلي الشخصي بالتعاون مع صحافيين ورؤساء تحرير صحف مستقلة ومستغلة في آن ، الأمر الذي يؤكد أن العنف والتطرف هو نتيجة تواطؤ وتزاوج التطرف مع السلطة، وبعض النفعيين .
[email protected]