حتى لا يجتث شعب العراق !


جمال محمد تقي
2010 / 1 / 18 - 21:37     

قيل اذا كان القاضي راضي فلا قضاء للمفتي عليه ، ونقول اذا كان القاضي والمفتي يتناوبون الادوار بحصص وتوافقات وتخريجات قضائية لا قضاء فيها فعلى العدل السلام ، وعلى الشعب الذي سيكون متهما حتى يثبت براءته ان يختار واحدا من خيارين لا ثالث لهما ، اما ان يرحل لبلاد لا قضاء لقاضيه ومفتيه فيها ، او يعمل على اجتثاثهما معا اما بالروح والدم او بواحدة منهما !
الان القاضي والمفتي هما من مرتكبي الكبائر ـ دما ومالا واعمالا ـ وسنقرن اقوالنا بقرائن متواترة تفسر نفسها بنفسها ، القاضي راضي رئيس لجنة النزاهة السابق ـ تاريخه تصريحاته هروبه والتهم الموجهة له بدون اذن قضائي ـ قاضي ومجرم ، قاضي وفاسد ورئيس للجنة نزاهة هو ابعد ما يكون عنها ، كل هذه التهم منقولة من ذات الجهات التي كانت متوافقة معه والتي جعلته على راس اعلى جهة تراقب احوال النزاهة في البلاد ، وكما يقال من لسانهم ندينهم فعلى الداعي والمدعى عليه تدور الدوائر ولا يعلم بالسر الا علام المنابر!
القاضي عريبي سليل المغفور له محمد العريبي والذي حاكم صدام حسين بتهمة القتل العمد والتحريض على القتل ، تبين انه هو نفسه وقع على حكم قضائي لا قضاء فيه ايام 1991 ـ الانتفاضة الشعبانية ـ وفي محافظة الديوانية ـ القادسية ـ يقضي باعدام اكثر من 14 مواطن عراقي بريء بتهمة المشاركة بالانتفاضة ، وبعد افتضاح امره من قبل منافسيه هرب الى الشمال تحت حماية الطالباني !
علي الدباغ الناطق الرسمي باسم حكومة المالكي وعضو قائمة دولة القانون للانتخابات القادمة ، اعلنت اسمه لجنة المساءلة والعدالة ضمن قائمة المجتثين التي تتزايد اعدادها يوما بعد اخر ، لكن ممثل حزب الحكومة في المساءلة قال ربما الامر هو تشابه للاسماء ، اما الجهات المتربصة به قالت كيف يكون الشبه بالاسم الرباعي وان حصل ذلك كحالة شاذة فبماذا نفسر ان اسم والدة علي الدباغ هو نفسه اسم والدة المعني بالاجتثاث ؟ !
اكثر من نصف الراشدين من العراقيين في الداخل كانوا اما في حزب البعث او في المنظمات الحكومية ـ الاتحاد الوطني لطلبة العراق واتحاد النساء او في منظمات الشباب ، اما الصغار المنتظمين في المدارس فجميعا كانوا في منظمة الطلائع ـ وهذا يعني ان الملايين كانت بشكل من الاشكال على علاقة تنظيمية مرتبطة بحزب السلطة ، لانها سلطة ، ومصدر للرزق ، ومصدر للطاقة ، ومصدر للخوف ، ومصدر وحيد لتمحور النظام السياسي والاداري والاقتصادي في البلاد ، اما المعارضون فكانوا اما في الخارج اوكاقلية متخفية في الداخل ، وبعضها نخبوي واغلبها كان سريا وبعضها دخل في تنظيمات البعث كتقية طبعا هذا الكلام قبل الحرب والحصار !
يعني مثلا ان ابراهيم الجعفري الذي كان في نهاية السبعينات يدرس في جامعة الموصل هو اما بعثي حزبي او عضو في الاتحاد الوطني ، لان الجميع يعرف انه من غير الممكن ان تكون طالبا جامعيا مواضبا من دون ان تكون في الاتحاد الوطني على اقل تقدير ، وهذا ليس ـ عيبا ـ انه جزء من شروط الدراسة وقتها !
والسيد المالكي الذي كان يعمل بوظيفة متوسطة في دائرة التربية والتعليم التابعة لمحافظة بابل حتى عام 1980 اما بعثيا عاملا او عضوا في الصف الوطني التابع لحزب البعث ، لاننا جميعا نعلم بان وزارة التربية والتعليم كانت من الوزارات التي يعتبرها البعث حساسة لذلك جرى تبعيثها بالكامل !
اما مقتدى ومن في عمر عمار من رجالات الدين فهؤلاء لم يكونوا وقتها من البالغين ولا اعتقد انهم كانوا في منظمة الطلائع لانهم كانوا يدرسون في المدارس الدينية ، والسيد عمار ولد ودرس في ايران لان والده وعمه كانا هناك ومنذ نهاية عقد السبعينات !
اعتقد ان من جعل المطلوبين من قادة النظام السابق وحزبه على عدد اوراق ـ لعبة الورق ـ 54 كان ذكيا في حصر الاتهام وحصر العداء ، لكنه اخفق في ترجمة ما يعنيه او تعمد في ذلك لاغراض خاصة عندما لم يتعامل بحكمة مع الماضي وجعله شماعة للملاحقات الكيدية والثأرية والانتقامية ، الجميع متفق على ان كل من يثبت ارتكابه لجرائم محددة بحق العراقيين يجب ان يحاسب وخارج هذه القاعدة لا ذنب ولا عقاب ولا محاسبة لكل من انتسب وعمل في منظمات البعث والجيش بل من الواجب ابداء الاحترام الكامل لمخاوفهم من فقدان حقوقهم المدنية بما فيها حقهم بالتنظيم السياسي الذي يريدوه حتى لو كان البعث نفسه طبعا بعد ان يؤهل نفسه ليكون منسجما مع قانون الاحزاب الذي لم يشرع حتى الان وبتقصد واضح !

عندما خرجت مضطرا من العراق عام 1979 نتيجة هجمة النظام السابق على تنظيماتنا الشيوعية الى سوريا التقيت هناك بعضا من معارفي الشيوعيين وكان بعضهم مجرد صديق للحزب السؤال الاول الذي طرحوه للنقاش هو كيف يستطيعوا العودة واكمال دراستهم الجامعية من دون ان ينظموا الى الاتحاد الوطني لان التبعيث بعد انفلاش الجبهة الوطنية صار الزاميا ، وبعضهم لم يكن مستعدا لتحمل الغربة والبقاء طويلا ، وعاد عدد منهم فعلا ، بعضهم سار على نهج التقية ، وبعضهم صار مطاردا وبقي مشردا ولم يكمل دراسته الجامعية بل وبعضهم استشهدوا لانهم واصلوا عملهم المعارض سرا وفي داخل الوطن ومن دون ان يتبعوا اسلوب التقية !
خذوا الرؤوس وقولوا للقواعد اذهبوا فانتم الطلقاء ، هذا ما يقوله ضمير الشعب الذي لا يريد لدوامة الدم ان تدور ، والقتل والقتل المضاد ان يتواصل في العراق ، الرؤوس التي اجرمت والتي كانت هي المحرض على المزيد من الضحايا والدمار !
حتى لا يجتث شعب العراق مطلوب اجتثاث الغرغرين المتمثل بالرؤوس الفاسدة التالية :
اولا جلال الطالباني ، كمجرم حرب لتعاونه مع الجيش الايراني ومساعدته على احتلال الاراضي العراقية اثناء حرب الثمان سنوات ، وكان هو احد المسببين لكارثة حلبجة بسبب اخفاءه تحذيرات الجيش العراقي من ان احتلال حلبجة ايرانيا سيعرضها للقصف الكيميائي ـ وهذا الاتهام ورد في حديث نوشيروان مصطفى القيادي السابق في الاتحاد الوطني الكردستاني ـ ثم لجرائمه في بشتاشان وقتله لالاف الاكراد اثناء الصراع على النفوذ مع البارزاني !
البارزاني : لاجرامه وقتله الالاف من الاكراد الابرياء ولتعاونه مع الايرانيين اثناء الحرب مع العراق !
الحكيم والمالكي والجعفري ومن لف لفهم جميعا يستحقون الاجتثاث لتخابرهم مع محتلي العراق ولقيادتهم لميليشيات عبثت بارواح العراقيين ولفسادهم وطائفيتهم !
بعد ان يتم اجتثاث هؤلاء يصار لبداية جديدة لا يستوقف للمحاسبة فيها الا من ارتكب جرما واضحا يحاسب عليه القانون !
حتى يتحقق للشعب مراده في اجتثاث الرؤوس العنصروطائفية لابد من زوال الاحتلالين الامريكي والايراني ، واعادة صياغة وبناء عملية سياسية وطنية بدستور جديد وقانون للاحزاب يعتمد تنفيذه على فصل السلطات وتكافوء الفرص وتحييد اجهزة الدولة وخاصة القمعية منها ، لتفتح الابواب للجميع بمنافسة انتخابية نزيهة صندوق الاقتراع هو فيصلها وليس اي شيء اخر !