ملاحظات تدقيقية حول سجن نقرة السلمان !


جمال محمد تقي
2009 / 12 / 25 - 20:43     

السجن ليس لنا نحن الاباة السجن للمجرمين الطغاة !
اكاد اجزم ان الاستاذ الفاضل حسقيل قوجمان قد تذكر البيت المقاوم اعلاه من قصائد المناضلين الاحرار شيوعيين كانوا او وطنيين ديمقراطيين عندما قلب مقالة ـ أعادة تأهيل سجن نقرة السلمان مؤشر اخر على افلاس حكومة المالكي ـ فهو كان من نزلاء ذاك السجن المقبرة ، وهو كان من بين الذين عملوا على تحويل الاقامة فيه الى تأمل وتدريب لمواصلة مشوار الحياة بعزيمة لا تلين !
نعم لملاحظاته طعم المكابدة ، وهي بذلك ستكون نافذة لتوثيق اكثره حسي واكثر من مجرد انطباعات او تسجيل معلومات كتبها فلان نقلا عن فلان ، انه توثيق معايش ، وعليه اجد من المفيد نسخ ملاحظاته كما هي لتعم الفائدة بخصوص ما يكتب عن سجن نقرة السلمان كبداية ومحطات ، ومن اجل تدقيق وافي لنفس المعطيات التي اوردتها انا في المقالة اياها :
اولا: ان فهد لم يكن في سجن بغداد اثناء الوثبة بل كان في الكوت. وكانت احداث الوثبة سريعة ومتغيرة بحيث لا اعتقد انه كان بالامكان خلق اتصال سريع ودائم للرفيق فهد بتوجيه الحزب اثناء الوثبة
ثانيا: حولت قلعة ابو حنيج الى سجن مباشرة بعد اعدام الرفيق فهد اذ نقل عدد من سجناء الكوت اليه. وكان سجن نقرة السلمان بعد ذلك السجن الذي ارسل اليه جميع المحكومين في محكمة النعساني بصرف النظر عن مدد احكامهم فكانت الاحكام الطويلة والاحكام القصيرة على حد سواء
ثالثا: لم تكن مياه البئر الموجودة في القلعة صالحة للشرب ولذلك كان الماء يزود لنا بشاحنة كل يوم من بئر كانوا يقولون لنا انه من بئر السموأل. ولذلك كان ماء الشرب شحيحا لدينا طيلة وجودنا في نقرة السلمان
رابعا: لم يكن حراس السجن غير الهجانة من سكان البادية ونقرة السلمان نفسها. وكان المدنيون الوحيدون في ادارة السجن مدير السجن ومعاون المدير اذا كان هناك معاون له
خامسا: بعد اضراب ناجح عن الطعام سنة 1952 كان مطلبه الرئيسي نقل السجناء والغاء السجن نقلنا الى سجن الكوت او الى سجن بغداد وكان للمنظمة السجنية حق تعيين السجناء المنقولين في كل وجبة لذلك نقل السجناء ذوي الاحكام الثقيلة اولا بحيث ان عددا ضئيلا من ذوي الاحكام الخفيفة بقوا في نقرة السلمان حتى انتهاء مدة محكوميتهم ومن بينهم حسين الرضي (سلام عادل) والدكتور حسين علي الوردي
سادسا: بلغ عدد سجناء المنظمة الشيوعية في تلك الفترة الى 250 وكان هناك عدد من السجناء السياسيين عاشوا منفردين وكذلك كان في السجن عدد من السجناء العاديين غير السياسيين اي ان عدد سجناء نقرة السلمان كان حوالى 300
سابعا: اعيد فتح سجن نقرة السلمان سنة 1953 بعد مجزرتي سجن بغداد وسجن الكوت وجعلوه سجنا خاصا بالسجناء اليهود اذ عزلوا اليهود عن سائر السجناء السياسيين ونقلوهم الى نقرة السلمان وكذلك السجناء اليهود الصهاينة والسجناء العاديين. ولم يكن من غير اليهود في السجن سوى اربعة سجناء هم بهاء الدين نوري (باسم) وصادق جعفر الفلاحي وكامل وباقر. بقي هذا السجن خاصا باليهود حتى اواخر 1954
ثامنا : في 1953 بنوا سجنا جديدا كبيرا مجاورا للقلعة وجعلوه سجنا جديدا ونقلونا الى هذا السجن الجديد الذي يمكن ادخال ما لا يقل عن الفي سجين فيه بسهولة وبقي سجن القلعة خاليا الى ان جاؤوا بعمال ميناء البصرة المضربين اليه. وفي نهاية 1954 نقلوا وجبة كبيرة من سجناء بعقوبة الاميركي الى نقرة السلمان وعادت منظمة السجناء الشيوعيين الى منظمة كبيرة الى اواخر سنة 1956 حيث نقل جميع السجناء بمن فيهم السجناء اليهود الى سجن بعقوبة. ولا ادري شيئا عن سجن نقرة السلمان بعد ثورة تموز ولكن من المعروف ان سجن نقرة السلمان اعيد فتحه كسجن حتى اثناء حكم الجمهورية والزعيم عبد الكريم قاسم .
شكرا للاستاذ العزيز حسقيل قوجمان على ملاحظاته تلك ، وكلنا امل ان تنتهي والى الابد وظيفة السجن في هذه القلعة الجحيمية ، وان لا يعاود المتسلطون على الحكم في العراق الان او في المستقبل على مجرد التفكير فيها كسجن يصلح للاستخدام البشري ، ان كان هؤلاء البشر هم من العراقيين او الايرانيين او من الفلسطينيين ، ولنرفع الاصوات عاليا لا لاعادة فتح سجن نقرة السلمان !