أزمة التمثيل النسوي في المجالس الطلابية في جامعات قطاع غزة


رامي مراد
2004 / 6 / 18 - 06:43     

مما لا شك فيه ان للحركة الطلابية دورها الهام و الطليعي في عملية التحرر الوطني و المجتمعي,و في البناء التقدمي الديمقراطي المنشود, و لكننا على الرغم مما حققته تلك التجربة من انجازات نلاحظ العديد من الشوائب في الحال التي عاشتها الحركة الطلابية في قطاع غزة و المتمثلة في الفئوية السياسية و الصبغة العقائدية و رفض التعددية بشكلها الحقيقي و التي كانت من ابرز ما انجزته الحركة الطلابية في جامعات الضفة الغربية
و بطبيعة الحال اثر ذلك بشكل سلبي على فاعلية المراة في صفوف الحركة الطلابية في قطاع غزة حيث اننا نلمس التراجع الملحوظ للتمثيل النسوي في المجالس الطلابية و مدى تراجع تاثيرها على القرارات الديمقراطية داخل الجامعات ذلك لان اتخاذ القرارات و رسم السياسات تقر من قبل مجالس الطلبة الذكورية و التي تفرض توجهاتها السياسية و النقابية على مجالس الطالبات التي يقتصر دورها على التبعية و التنفيذ لتلك السياسات و التوجهات و لا زالت غي قادرة على اتخاذ اي مبادرة او دور قيادي
كل ذلك من شانه ان يضعف التجربة الطلابية و يفرغها من مضامينها الديمقراطية و الاجتماعية و المطلبيةو يض عف اتجاهها نحو تبني قضايا النوع الاجتماعيضمن برامجها حيث ان الممارسة الديمقراطيةالتقدمية السليمة هي وحدها القادرة على تفعيل طاقات المجتمع و القضاء على التمييز الجندري داخل مجالس الطلبةعبر الدفاع عن حقوق المراة و قضايا الطالبات داخل الجامعاتنحو الوصول الى تمثيل حقيقي للطالبات داخل المجالس الطلابية
و بنظرة تاملية لواقع المجالس الطلابية في جامعات قطاع غزة نلاحظ و بوضوح التمييز الجندري القائمة فيه فالجامعة الاسلامية مثلا فيها مجلس خاص بالطالباتو اخر للطلاب و بما ان الجامعة تفصل بين الجنسين ينبغي ان يكون لمجلس الطالبات استقلاليته او على الاقل ان يكون شريكا فاعلا في صنع القرارو مخرجا لكادرات نسوية تكون قادرة على تحمل تبعياتها المجتمعية الا اننا نجد العكس تماما فمجلس الطالبات يدين بالتبعية المطلقة لمجلس الطلاب حيث ان راسمي الخطط المنهجية و العمليةللحياة النقابيةفي الجامعة الاسلاميةلدى الطالبات و الطلاب على حد سواء هو مجلس الطلبة الذكوري
و لو امعنا النظر بما يدور داخل اروقة جامعة الازهر نجد ان هناك مجلسين احدهما للطلاب و اخر للطالبات على رغم ان جامعة الازهر لا تطبق مبدا الفصل بين الجنسينو هنا يجب ان نسال عن مبرر وجود مجلسين داخل جامعة واحدة ان ذلك بحد ذاته يعبر عن تمييز بين الجنسين حيث كان من الاجدر الاكتفاء بمجلس واحد يمثل جموع الطالبات و الطلاب داخل جامعة واحدةو يطبق فيه مبدا الكوته بمعنى ان تخصص نسبة لمقاعد المجلس للطالبات و بما يتيح امكانية تولي طالبة لراسة المجلس, و ليس ذلك فحسب بل تعداهحيث اننا نلحظ التبعية المطلقة لمجلس الطلاب من مجلس الطالبات و يظهر ذلك جليا بغياب موقف مجلس الطالبات تجاه العديد من قضايا التمييز داخل الجامعة و التي ليس اخرها موضوع ارتفاع نسبة قبول الطالبات في تخصص الصيدلة عنه لدى الطلاب
و ينسحب ما سبق على جامعة الاقصى
اما بالنسبة لجامعة القدس المفتوحة فالوضع اشد خطرا حيث وجود مجلس واحد يمثل عموم الطالبات و الطلاب داخل الجامعة لم يلغي التمييز بل عززه و ذلك يظهر بان المجلس يصبغ بالذكورية و يظهر واضحا غياب تمثيل الطالبات داخل المجلس و ان مثلوا مرة واحدة يكون تمثيلهم بطالبة او اثنتين على الاكثر و لم يحدث على الاطلاق ان تولت طالبة راسة المجلس و هو ما يعكس الازمة الخانقة التي تحياها الحركة الطلابية في جامعات قطاع غزة
عموما فان ما تعيشه الحركة الطلابية من ازمة التمييز على اساس الجنس لا ينفص عن الازمة التي تعصف بمجتمعنا الفلسطيني بشكل عام و قطاع غزة بشكل خاص كونه مشبع بثقافة ذكورية متسلطة تقسم الادوار فيه لصالح الذكور و بما يعزز المفاهيم التقليدية تجاه المراة
و لعل الخروج من هذه الازمة يتطلب المساهمة الفاعلة و الحقيقية من قبل جميع الهيئات و الاحزاب و المؤسسات التقدمية التي تعنى بالنوع الاجتماعي و القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المراةو ذلك بتظافر الجهود وفق خطط منهجية مدروسة تستهدف شريحة واسعة من طالبات و طلاب الجامعات في قطاع غزة و اصدار العديد من المجلات و النشرات التي من شانها ان توسع مدارك جموع الفئة المستهدفة حول اهمية و ضرورة التمثيل الحقيقي للطالبات داخل المجالس الطلابية و اهمية المشاركة الفاعلة للطالبات في صنع القرار و الاخذ بزمام المبادرة و كسر القيود التي يضعها المجتمع الذكوري كخطوة اساسية في طريق التقدم و المساواة