فصيل التوجه القاعدي بطنجة ... نضال مستمر إلى الأمام


ليلى محمود
2009 / 12 / 12 - 23:15     

منذ افتتاح جامعة عبد المالك السعدي بمدينة طنجة ، تحمل مناضلو التوجه القاعدي المسؤولية في الدفاع عن الهوية التقدمية و الكفاحية للإتحاد الوطني لطلبة المغرب ضدا على الهجمة الظلامية التي شنتها القوى الظلامية العدل و الإحسان و الوحدة و التواصل آنذاك على الفكر التقدمي و على تراث أوطم ، و صلت إلى حد نشوب مواجهات و اعتداءات بالأسلحة البيضاء على مناضلي التوجه القاعدي و التربص بمناضليه خارج الجامعة و الإعتداء عليهم ... خصوصا بعد تنظيم الاسبوع الثقافي الأول للتوجه القاعدي موسم 2000 2001 تحت شعار : من أجل وحدة الحركة القاعدية لمواجهة مخطط الميثاق الطبقي للتربية و التكوين .

استمر حضور التوجه القاعدي سواء من خلال تأطير و قيادة النضالات المطلبية لطلبة الحقوق و الإقتصاد ، أو من خلال الأنشطة الإشعاعية و الثقافية التي تنظم كل موسم تعريفا بالإتحاد الوطني لطلبة المغرب تاريخه مبادؤه شهداؤه ...و كذا التعريف بمواقف التوجه من مختلف القضايا المجتمعية الرئيسية ، في ارتباط بالمرجعية الماركسية اللينينية ، مرورا بأسبوع الطالب الجديد بكلية الحقوق بتطوان حيث تم الإعلان الرسمي عن التوجه القاعدي بموقع تطوان في حلقة نقاش حضرتها مختلف الحساسيات السياسية التقدمية بالموقع ، وصولا إلى القطيعة مع الرفاق بموقع تطوان الذين تبنوا مواقف و تصورات مرتبطة بإحدى فروع التيار التروتسكي ،و إصدار الوثيقة المرجعية للفصيل " التوجه القاعدي ... المنطلقات و الأهداف " التي أكد خلالها استقلالية الفصيل الذي تربى و تطور داخل التجربة القاعدية عن باقي المجموعات الشعبوية و الإصلاحية و التحريفية ..مؤكدا على مرجعيته الماركسية اللينينية و و ارتباطه بالخط البروليتاري الثوري الذي تبناه الطلبة القاعديين و أعلنوا انتماءهم له في مواجهة تحريفية نهاية الثمانينات في نشرة الشرارة الطلابية _ راجع افتتاحية العدد الثاني من الشرارة بعنوان الكلمة الممانعة أو الأفعى تغير جلدها _ ، كما تمت الإشارة إلى مواقف الفصيل من مختلف قضايا الجامعة من رفضه للتصور البيرقراطي لهيكلة أوطم و العدمي الرافض مطلقا للهيكلة و المدافع عن ضرورة بناء الإتحاد بناء ديمقراطيا قاعديا عصبه الجماهير الطلابية المناضلة و ليست التحالفات السياسية و الكوطا بين مختلف أطراف هذ التحالفات كما كان الحال في التجارب سيئة الذكر التي ساهم فيها القاعديون التقدميون و الكراسيين بشكل رئيسي ، إلى موقفه الرافض للعنف بين الفصائل الطلابية التقدمية و نظرته للجامعة كفضاء للصراع الفكري و السياسي بين مختلف التيارات التقدمية الفاعلة بها ،و أعلن عن نظرته للوحدة بين الفصائل التقدمية بالجامعة وحدة على أساس الممارسة الميدانية و المعارك النضالية ..و ليست وحدة تدبيج الشعارات و الأرضيات ... ليعرض أخيرا برنامجه النضالي الموحد المعدل في السنة الماضية ارتباطا بالمستجدات التي عرفتها الساحة الجامعية .

فصيل التوجه القاعدي لم يمارس الإقصاء أو الحصار في وجه الآراء المخالفة بل حضر أسابيعه الثقافية مناضلون من فصائل قاعدية متعددة و ساهموا بالنقاش و تقديم الرأي وإن كان مخالفا ، كما لم يحاصر بعض " المهاجرين " من مواقع جامعية مكناس وجدة فاس ... أخرى إلى طنجة و المنتمين لتيارات إصلاحية أو تحريفية .. بل فتح لهم المجال و رحب بهم للعمل و النضال ،و إن تحول همهم الوحيد إلى التعبئة المسمومة ضد التوجه القاعدي و مناضليه ، لكن لأسفهم جاؤوا مهاجرين و بقوا كذلك !!

لقد تميز الرفاق في فصيل التوجه القاعدي بمزاوجتهم بين النضال الطلابي بالجامعة و كذلك مساهمتهم إلى جانب الحركة المناضلة التقدمية بالمدينة في التضامن مع نضالات الطبقة العاملة و النضال ضد الغلاء و الخوصصة و كذا ارتباط تجربتهم بالنضال التلاميذي في المدينة الذي قاده التلاميذ التقدميون حول الأوضاع السيئة لمتابعة الدراسة في المؤسسات التعليمية أو التضامن مع الشعب الفلسطيني الكادح من أجل تحرره الفعلي و بناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية .

لقد أدى مناضلو التوجه القاعدي ضريبة تشبتهم بالخط البروليتاري الماركسي اللينيني و خط النضال الميداني الكفاحي الجماهيري ، و هم مستعدون للإستمرار في ادائها ، فلم يسلم موسم من إعتقالات و متابعات مناضلي الفصيل سواء بما له علاقة بالنضال الطلابي حيث تصدر مناضلو الفصيل لائحة المتابعين من طرف النظام و إدارته بالحي الجامعي السنة الماضية و اعتقل أحد قادته في عقر منزله ارتباطا بأحداث الحي الجامعي و ما زالت المتابعات القضائية محركة في وجه آخرين ، كما تمت متابعة 4 من مناضليه نهاية السنة في معركة المنحة و تأجيل الإمتحانات ، هذا فضلا عن الإعتقالات المتكررة في الوقفات الإحتجاجية و أثناء حملات التعبئة بالأحياء الشعبية لحضور هذه الوقفات .


يلعب رفاق التوجه القاعدي دورا هاما بالتعريف بشهداء الشعب المغربي ضدا على لعبة النسيان المحاكة ضدهم ،و هم ماضون على دربهم ، درب سعيدة و زروال و التهاني و شباضة ... " درب النضال اليومي بالجامعة والثانويات، بالمعامل والأحياء الشعبية. درب النضال من أجل أشد المطالب الجماهيرية إلحاحا وتوسيع أفقها باستمرار. درب النضال من أجل بناء حزب الطبقة العاملة المستقل إيديولوجيا، سياسيا وتنظيميا المعبر برنامجيا على مصالح كل الكادحين والمتضررين من استمرار النظام البرجوازي وسياساته الطبقية. درب التشبث بالمرجعية الماركسية اللينينية، الانتاجات النظرية لماركس، إنجلز، لينين والتجارب الثورية العمالية ودروسها (كمونة باريس، الثورة الاشتراكية بروسيا) والتفاعل مع الشروط الخاصة لثورتنا الاشتراكية المغربية. درب الاستمرارية النوعية للحركة الماركسية اللينينية المغربية، استمرارية نقدية، تعيد طرح التساؤلات على كل الأطروحات والمواقف والرؤى، من موقع تطويرها وتصحيحها بما يخدم مصالح التغيير الثوري الاشتراكي بالمغرب ضدا على الأطروحات التصفوية اليمينية التي حاولت وما تزال تصفية التجربة من مستنقع مراجعة الماركسية والأطروحات الجامدة التي تقدس التجربة لحد العبادة، عبادة النصوص والأسماء غارقة في المثالية والميكانيكية.

إن مناضلات ومناضلي فصيل التوجه القاعدي، متحدين بإرادتهم، حاسمين في اختيار طريق النضال على طريق المهادنة، لا يستغربون وعورة وصعوبة الطريق، ولا تطويق كل الأعداء لهم من النظام الرجعي وعملائه إلى الفاشية الظلامية مرورا بالمراجعاتية والإصلاحية. إن اتحادهم لم يكن إلا بغية مقارعة كل الأعداء. وهاهم يحققون الانتصار تلو الانتصار. إن المستقبل لن يكون إلا ثوريا أحمر. " عن مقالة سابقة ل : ليلى محمود

فإلى الأمام يا رفاق ، إلى الأمام أيها الثوار .