لماذا لا يتجرأ حشع على قول الحقيقة ؟


جمال محمد تقي
2009 / 12 / 11 - 08:31     

قبل الاجابة على السؤال ، اتمنى ان يكون كل قراء هذه المقالة قد تابعوا طروحات حشع ـ في جريدته الرسمية وفي تصريحات ممثيليه في البرلمان وفي مقالات بعض اعضاء لجنته المركزية المنشورة في المواقع الالكترونية ومنها موقع الحوار المتمدن قبيل وبعد الاقرار النهائي لقانون الانتخابات التي ستجري بموجبه انتخابات 7 اذار القادم كما تقول مفوضيتهم ـ وكم اتمنى ان يكون نفس القراء قد تابعوا الاداء التأمري والابتزازي الدنيء الذي مارسه ممثلو التحالف الكردستاني اثناء مناقشات تعديلات قانون الانتخابات والنقض عليه ، وكيف كانوا اكثر من الاحزاب الطائفية تخريبية والتفافا على اي محاولة جادة من بعض الشرفاء في مايسمى بالبرلمان العراقي لتعديل ما امكن من اعوجاج الوجهة العامة للقانون ، هذا اضافة الى انهم اكثر قوى البرلمان تمسكا بالتدخل الاحتلالي في شؤونه !
كانت جلسة البرلمان اياها وباصرار من السفيرين الامريكي والبريطاني محاصرة بقرار مفاده لابد ان يخرجوا جميعا باتفاق حتى لو اصبح عدد اعضاء البرلمان القادم 1000 برلماني ، لكنهم تواضعوا بالنتيجة بزيادة 50 مقعدا فقط بحيث تستفيد جميع الاطراف المتحاصصة منها ! !
عند التصويت اعلن اياد السامرئي بان التعديلات اقرت بالاجماع ويبدو انه لم يلحظ اعتراض السيدين حميد ومفيد او انهما لم يكونا معترضين بما فيه الكفاية ، لاسيما وان محمود عثمان جالس بالقرب من حميد ويخزره بين الحين والاخر بنظرات تشبه نظرات صاحبة لوحة الموناليزا يصعب تفسيرها هل هي تحذير ام تخدير ام وعد بتعويضات خاصة ، على كل حال يصعب تفسيرها !
بعد يومين خرج المكتب السياسي لحشع ببيان لا يشبه البيان ـ ما يعطي لزمة على روحه ولا يعطي للقاريء معنى محدد ـ كلام مكرر ونقد عام يمكن ان تسمعه من الهايس ومن محمود عثمان نفسه وهو لا شيء ازاء ملاحظات مثال الالوسي ونقده !
الحقيقة ان كل وسائل اعلام حشع وتصريحات قادته تتحاشى وبقوة اي كلمة بحق الممارسات الصريحة والقبيحة والمؤذية للعرق واهله نظريا وعمليا وسياسيا واقتصاديا ومستقبليا وبرلمانيا لحزبي البارزاني والطالباني ـ وهما حزبان عنصريان عشائريان فاسدان من اخمص القدم حتى قمة الرأس ـ لماذا ؟
لماذا والانتخابات على الابواب ؟ لماذا لا تستعيدون شيئا من احترام الناس لكم عندما ترفعون اصواتكم بقول الحقيقة ؟
الحقيقة تعرفها الناس ولكن ان تعلنوها انتم معنى ذلك انكم مع الناس الذين تطالبونهم بالتصويت لكم ، اليس التحالف الكردستاني هو الشريك الاساسي للتحالف الشيعي في تمرير كل القوانين المجحفة لانها تخدم مصالحهم ، بمعنى ان كل ماهو مجحف بحق اهل العراق يخدم مصالح الائتلافين الشيعي الطائفي والكردي العنصري ؟
لماذا لا تنبسون بكلمة واحدة تدين مواقف وممارسات الحزبين الكرديين ؟
الجواب ايها العمالقة لا يحتاج الى ذكاء انما يحتاج الى شجاعة ومبدئية ونكران ذات !
الجواب ان التحالف الكردستاني قد وضع بفم قادتكم ـ حامض حلو ، والبعض حلقوم ـ وزارة في حكومة الاقليم وظائف كبيرة في وزارة خارجية هوشيار زيباري ، ثم مخصصات مالية تصرف لكم برتب عسكرية وهمية ، وصرف رواتب تقاعدية رمزية بحدود 1000 راتب لمجموعة من انصار الحزب السابقين !
والحقيقة الاخرى انكم ضيعتم المشيتين فمهما عمل الحزبان بكم وبالعراق لكنكم تعتبروهم الملاذ الامن لكم اذا دقت ساعتكم مع الطائفيين في بغداد ، وحكام الشمال لا يستضيفونكم لسواد عيونكم وانما لانكم ستكونون عبارة عن كوبري ـ المحلل ـ اي ورقة للعبهم مع بغداد في المستقبل ايضا !
حتى تكسبوا شيئا ما في الانتخابات القادمة عليكم التضحية بما يقدمه لكم الحزبين الكرديين ، وساعتها ستكونون احرار بما تتخذوه من مواقف تخدم الناس وتؤثر بهم وستبرهنون للشعب بانكم مضحون فعلا بامتيازات كانت بحوزتكم مقابل مواقف وطنية ومبدئية افعلوها وسترون النتائج ملموسة وبسرعة !
اما اذا استمريتم هكذا لا ترون ولا تتكلمون ولا تسمعون الحقيقة فان خسارتكم مضمونة لا محال واللعلم سوف يستخدمكم البارزاني والطالباني لفترة ما وسيلقيان بكم الى حيث القير وبئس المصير ـ لا صاية ولا صرماية ـ !
اختاروا وبسرعة لان الانتخابات على الابواب والناس ترى وتسمع وتتكلم ، واغلبهم يقول : ما انتم سوى اتباع للبارزاني والطالباني ، والبعض استخدم مفردة قاسية عنكم عندما وصفكم بجحوش الحزبين الكرديين وخاصة بعد ان فهم هذا البعض قصة بشتاشان !