سماسرة الدم


حافظ عليوي
2009 / 10 / 17 - 14:54     

كل شيء يمكن ان يباع ويشترى إلا الدم هكذا يؤكد دائما مسؤولون في مجال حقن الدم
ومن الممكن ان تسمسر كل شيء للاغتناء ولضمان قوتك اليومي الا في سمسرة الدم

هذه المادة الأساسية في حياة البشر اصبحت للتجارة !
تجد اناس مختصون واصحاب جمعيات للتبرع بالدم يمارسون هذا النوع من التجارة السافلة بمادة اساسية في حياة البشر!
فهذه المرة ليسوا اناس غلبت بهم الدنيا فيبيعون دمهم .. لكنهم اناس غلبت عليهم طيبتهم وانسانيتهم وقرروا ان يتبرعوا بالدم لأناس لا يعرفونهم لعلمهم انهم بحاجة ماسة الى الدم.
فيواجهون سماسرة مختصون بيع الدم لمن اضطر .. اما التسعيرة المعروفة والمتعارف عليها مئتان وخمسون شيقل فقط!.

منذ شهر تقريبا ياتى أحد الشيوخ و يسأل احد الاشخاص ان كان بالامكان التبرع بالدم وهذا الذي حصل ولم يغب الموضوع اسبوعا واحدا حتى طلب التبرع مرة اخرى !! أتي هذا الشخص لأبنائه وذهب بهم للتبرع وعلى ما يبدو بأن هذا الشيخ قد عرف الطريق جيدا وطلب التبرع مرة ثالثة !!!
هذه المرة بالذات سأله المتبرع ما اسم المريض الذي تريدنا التبرع له فذكر له اسم معين ولحسن الحظ واثناء التبرع كان مرافق المريض متواجد سأل المتبرع مرافق المريض هل هي بحاجة لمزيد من الدم فرد المرافق يقول : هي بحاجة لتغيير كل دمها لكن من خلال بحثنا هذا الشيخ هو الوحيد الذي يبيع وحدة الدم ب 250 شيقل وهي ارخص وحدة كون نوعية دمها مفقودة !!!!

فماذا حدث بالمرة الأولى والثانية ؟!

بعد طمأنة المريض واقربائه وتركهم في مكان بعيد عن العين وحتى لا يتابعون ما يجري ، ينطلق السمسار في لعبته السافلة .
هنا يسرق السمسار عطف المتبرعين .. يفهم السمسار المتبرعين أن المريض بحاجة ماسة إلى محسنين، و سرعان ما يجد من يستجيب له لأن هؤلاء المتبرعين جاؤوا إلى مركز بنك لهذا الغرض وليس هدفهم المتاجرة. يصطاد السمسار العدد المحدد ويدخل بهم لبدء الإجرائات الإدارية التي ينص عليها العمل في مراكز بنك الدم.
يتم كل هذا والمعني بالأمر ليس على علم لأن السمسار هو من تكلف وتحرك بدون أن يثير أي انتباه .
هناك أشخاص "امتهنوا" السمسرة في الدم لسنوات طويلة. تعرفوا على دواليب العملية وعلى شروطها فتفننوا في كيفية اصطياد "المضطرين" و"المغفلين".


وعلى اية حال فان تجارة الدم التي نمت وترعرعت في ظل الظروف العديدة التي مر بها الوطن بقيت احدى اهم مشاكله كذلك اسهام المستشفيات الخاصة بانتعاشها لانها باتت اكبر عميل لسماسرة الدم.

حافظ عليوي
كاتب وصحافي فلسطيني