اتحاد ادباء البصرة..يستذكر الروائي- عبد الجليل المياح- بمناسبة الطبعة الثانية لروايته -جواد السحب الداكنة-


جاسم العايف
2009 / 9 / 11 - 22:38     

في مقر اتحاد أدباء وكتاب البصرة، وعلى قاعة القاص "محمود عبد الوهاب" خص اتحاد ادباء وكتاب البصرة، الروائي الشهيد"عبد الجليل المياح" بجلسة الجمعة الثقافية ، بمناسبة صدور الطبعة الثانية لروايته الأولى "جواد السحب الداكنة". وكان الاتحاد ، قد أعاد ، وبدعم خاص، طبع الرواية في "دار الينابيع" بدمشق. بعد ان كانت طبعتها الأولى في مطبعة الغري بالنجف عام 1968 وعلى نفقة مؤلفها. والروائي والقاص "المياح" اعتقل من قبل مديرية امن البصرة أواخر شهر حزيران عام 1980،لانتمائه إلى الحزب الشيوعي العراقي، وبقي مجهول المصير ، حتى عُلمَ انه قد اعدم عام 1983،بموجب الوثيقة التي وجدت في مديرية امن البصرة، والتي عثر عليها بعد سقوط النظام . وأدار الجلسة الناقد "جميل الشبيبي" ، الذي كتب مقدمة للرواية في طبعتها الثانية . وذكر الناقد"الشبيبي" ان رواية الشهيد عبد الجليل المياح صدرت بعد رواية "النخلة والجيران" للراحل غائب طعمة فرمان. و لم تثر"جواد السحب الداكنة" اهتماما نقديا ، ينسجم مع ما حوته في بعض سمات العمل الروائي وآلياته من خلال رسم الشخصيات الروائية، وبناء الزمن الروائي فنيا ، و طرائق السرد التي استخدمها الروائي، واللغة المستخدمة فيها والحوارات التي تجري على لسان شخصياتها ، وقد عدها الناقد "الشبيبي" متقدمة على تلك المرحلة، التي لا تملك إرثا روائيا عراقيا . وأقترح"الشبيبي" على الهيئة الإدارية ، طبع بعض مؤلفات المغيبين من الأدباء البصريين، وخاصة الشباب الذين تمكنت منهم أجهزة النظام المنهار القمعية ، وأخفتهم إلى الأبد، أو الذين غيبتهم سنوات الحروب . وقدم الكاتب "جاسم العايف" ورقته المعنونة " عبد الجليل المياح..بورتريه خاص" ذكر في بدايتها تفرد الشهيد "المياح" بخاصية دخوله المشهد الثقافي مباشرة عن طريق الرواية ، عكس ما هو معروف عن اغلب الكتاب، إذ تكون البداية عادة العمل بالصحافة أو كتابة القصة القصيرة ، ثم التوجه لكتابة الرواية ، وذكر انه مرة سأل الشهيد "المياح" عن هذه الحالة ، فأجابه :" من دفتر الإنشاء المدرسي..إلى كتابة هذه الرواية"!؟.وأكد الكاتب "العايف" إن الشهيد كان ، خلال فترة السبعينيات، منغمسا بالنشاط السياسي العام ، وانه انغمر فيه و لم ينتظر مكافأة ما ، أو مديحاً من أحد ، وان ما يؤمن به هو أداء دوره كإنسان ملتزم ، ومؤمن بأن هذا العالم يجب أن يتغير، وأن على الإنسان ، أن يساهم في ذلك، والشهيد"المياح" قد قنن واخضع حياته وكتاباته لذلك الإيمان والمسار، وكان متطامناً معهما بثقة مطلقة ، مما سبب له مع بعض أصدقائه، الذين يختلفون معه في اجتهاداتهم تجاه عقد الإرغام "الجبهوي"، والذي أُستغل في تبيض صفحات سوداء مريبة لحزب القتلة ، وبعض قادته المشبوهين ، أو من المعروفين جيدا للعراقيين بتاريخهم وتوجهاتهم الدموية ، كل تلك التصورات لم يقبلها الشهيد "المياح" مما تسبب له في بعض المناكدات والافتراقات معهم . وختم الكاتب" العايف" متسائلا-:" إن (أبو ربيع) وبما هو معروف عن حماسته للتحالف الجبهوي،انسجاما مع نزعته الحزبية المتشددة ، والتزامه بمعطياتها ، ودفاعه عن التجاوزات، والخطايا، والخروقات،والآثام ، التي رافقت تلك المرحلة الملتبسة ، ومحاولته إيجاد التبريرات لها،على وفق توجهاته الأيدلوجية، وأمانته لها..هل كان سيصدق مَنْْ سيقول له ، وفي ذلك الزمن بالذات ، بان (الحلفاء) ذاتهم سيعدمونه شنقا حتى الموت في يوم ما.."!؟. وقدم الشاعر "عبد الرزاق صالح" قراءة عن الرواية سبق له نشرها في صحيفتي طريق الشغب والزمان. كما تحدث المسرحي "عزيز الساعدي" عن الرواية مؤكداً إنها أرخت لعالم تميزت به المدينة ، من خلال المكان،والفترة الزمنية،التي تسرد عنهما ، وهي حارة"البغايا"، التي كانت تقع وسط "منطقة البصرة القديمة"، وان الروائي كان جريئاً في تناوله لهذه الموضوعة ،وسجل بأمانة الآلام والأوضاع اللإنسانية التي تتعرض لهن المحترفات في الحارة ،كما كشف الظروف الاجتماعية التي أجبرتهن على ممارسة هذه (المهنة) التي عَرَفتها الإنسانية منذ نشأتها. وقدم القاص والروائي "علي جاسم شبيب" ورقته التي حملت تأبيناً، شخصيا،متأخرا،لرفيقه "المياح". إذ استطاع "الشبيب"الالتحاق بفصائل الأنصار،التابعة للحزب الشيوعي ، التي كانت تعمل ضمن الثورة الكردية في كردستان العراق.وعقب الشاعر"كاظم الحجاج" مستذكرا مساهمته مع الشعراء "عبد الكريم كاصد ومهدي محمد علي ومصطفى عبد الله والشهيد المياح"،ضمن إحدى اللجان الثقافية المرتبطة بالمكتب الصحفي لجريدة "طريق الشعب" خلال مرحلة السبعينيات ،وذكر ان المشرف على اللجنة كان الأستاذ الدكتور الشاعر "حسن البياتي".