أمام قائمةٍ للمعدومين عام 83.. عبدالجليل المياح انموذجاً


كاظم اللايذ
2009 / 8 / 8 - 09:30     

بقاياهُ متروكةٌ
في ظلال المكان
بزاوية الغرفة المعتمةْ
ملابسهُ
كتبهُ
صورةٌ في الجدار
جناحان من روحه حولها حائمة
وتلك حقيبتهُ الجلدُ
قد كان يحملها
تحت معطفهِ
قبل أن يقحم الليلةَ المظلمة
وذاك السراجُ الذي طالما ظلّ مشتعلاً
والخلائق من حوله نائمةْ
ينير لكفٍّ على الحبرِ
ترسمُ خارطةً
للطريق الذي ما تزال قيامته قائمةْ
وفي الدرج ديباجةٌ
تحتها أسطرٌ
هي مما يفحّ الفحيحُ
وتبلغ ذروتها المأثمةْ
هو مارتلوه على رأسه
وهو مستسلمٌ في الحديد
وينتظر اللفظة الحاسمة ..
وكانت خطاهُ على الأرض
وهو يسير الى الصلبِ
سيرَ الفرات
يشدّ نخيل العراقِ على محزمه
..........
صعدت سماكَ
لتجمع أبهى النجوم
وعدتَ
لتختار نجمتك الملهمة
تعزّ بمجدكَ
نمْ مثلِ زهر الحقولِ
فقد حزته ، سيد الأوسمة
فتلك الحمامات
من يوم أنْ مددتَ يمينك
من جنب نعشك
ثم أطلقتها
لم تزل فوقنا حائمة
وكيف نصدقُ ما قاله قاتلوك
وأنتَ على صدر أيامنا خِضرمة
ألست الفراشةَ تلثم خدّ الصباح
وتستنهض الوردةَ النائمة
ألستَ الشغيلَ
وفي بدلةِ الكدح
يرمي الى النار أعصابه
ويشعلها من لهيبِ دمه
ألستَ الرغيفَ الحلال
على الشفتين لذيذاً
وفي الروح عافية دائمة
ألست الصهيل الذي في العروق
اذا ما بغيٌ بغى
أو دعيّ عوى
أو عتلٌ لوى مخطمةْ
فكيف نصدقُ ما يدعي قاتلوك
وكنتَ النهايةَ في البدء
كنت البدايةَ في الخاتمة



كانون الأول2008