التعليم في مستنقع الطائفية في العراق !!


رعد سليم
2009 / 8 / 5 - 09:18     

قامت التظاهرات الطلابية في مدينة الرمادي، هيت ، الاعظمية و مناطق اخری في بغداد احتجاجا علی نتائج الامتحانات الدراسية لطلبة الصفوف المنتهية التي اعلنتها وزارة التربية. طالب المتظاهرون وزارة التربية باعادة تصحيح الدفاتر الامتحانية و التاكد من صحة الدرجات و الغاء القرار الصادر من وزارة التربية لاعتبار طلاب 19 مرکزا في محافظة الانبار راسبين بسبب الغش حسب قرار الوزارة. وهدد المتظاهرون في مدينة هيت باللجوء الي القضاء في حال لم تراع وزارة التربية مستقبلهم. ورفع المتظاهرون شعاراتهم في مدينة الاعظمية يوم السبت الماضي بان الطائتفية وراء نتائج الامتحان وان وزير التربية كان وراء الرسوب الجماعي للطلاب.

و بعد هذه الاحتجاجات و التظاهرات الکبيرة، قررت وزارة التربية اعادة الامتحانات الوزارية للطلبة الراسبين في محافظة الانبار . وأكد وزير التربية خضير الخزاعي اليوم الاربعاء ان الوزارة اتخذت هذا القرار من باب الرحمة لفتح المجال امام الطلبة الذين تعرضوا للظلم جراء الغش الذي حصل في محافظة الانبار ولذا ارتأت الوزارة اعادة الامتحانات الوزارية للطلبة بشرط ان تجرى في محافظة بغداد وبإشراف وزارة التربية ويشمل كافة الطلبة باستثناء الذين كتب على دفاترهم "غش " .

و حسب قول احد المسؤلين من وزارة التربية ان وجود اعمال الغش في المراكز الامتحانية في محافظة الانبار كان بفعل قيام مسلحين بدخول المراكز الامتحانية وتهديد بعض المدراء والاعتداء ايضا على مدراء اخرين لافتا ان وزارة التربية لا تسمح بهذا الشكل من التهديد لتمرير حالات الغش التي حصلت .

الجدير بالذكر ان نسبة النجاح في محافظة الانبار بلغت 25.85 بالمئة وهذه النتيجة تعد الاسوأ منذ سنوات طويلة في معدل نسب النجاح في الانبار، و نسب النجاح في مناطق الاعظمية و بعض مناطق مايسمی بالمناطق السنية هي بدورها قليلة جدا.

وحسب التقارير الخاصة بان اثار النزاعات الطائفية کانت تؤثر تاثيرا کبيرا علی نتائج الامتحانات الاعدادية لهذه السنة و خاصة في المناطق المصنفة بـ"السنية".

لقد وردتني رسالة بهذا الخصوص من احد الاصدقاء يقول فيها:

" قام احد الاساتذة الطائفين باغلاق باب الامتحانات و دعي هو و باقي المدرسين للغش العلني، حيث کما يدعي ان مدارس المنطقة الغربية يعملون ذلك، حيث ان المدارس في المناطق المصنة بـ" الشيعية" تفعل ذلك، لماذا لا نفعل لا نقوم بنفس العمل اذن؟"

كذلك الامر بالنسبة الى تصحيح دفاتر الممتحنين في عدد من المناطق و المدن ...و يقول احد المتظاهرون في منطقة الاعظمية في بغداد في مقابلة مع تلفزيون الشرقية بان ابنته کانت من الطلاب الاوئل في مدرستها و کان لديها کل عام درجات فوق 95 ، و الان بعد اعلان نتائج هذه الامتحانات فانها لم تحصل الا على اقل من60 % من معدل الدرجات و لديه ابن اخر کان من الاوئل من المدرسة، الا انه هذا العام رسب في كل الدروس.

لقد اصبح واضحا للجميع بان النزعات الطائفية الموجودة في وزارة التربية وراء قضية إلغاء عدد كبير من مراكز الامتحانات في محافظة الانبار.

هذه هو وضع التربية والتعليم و العلم في ظل حکومة المالکي الطائفية، ‌هذه هي خطة و حرب امريکا علی العراق تحت اسم الديموقراطية و الازدهار للشعب العراقي. انها لوضع يمزق المجتمع في العراق، بفعل سياسة الامريکان و الاحتلال و الاحزاب الدينية و القومية ، التي جعلت من الاطفال ضحايا للقتل فقط لكونهم يحملون اسما " سنيا" او " شيعيا"، سعت لزراعة بذور الحقد والکراهية بين فئات شعبنا التي هي غريبة كل الغرابة عن هذه الشعوذات الطائفية، لقد فتحوا " مدارسا" لتعليم الناس على السرقه والنهب و القتل و اختطاف و اغتصاب النساء والتجاوز علی الاطفال و الشباب ، "علمت" الناس علی استخدام المخدرات و الحشيش.. استوردت ثقافة العنف والهويات المزورة " للشيعة و السنة والقومية".

.. بدلا من ان توجد فرصا للعاطلين عن العمل، غلقت المصانع و المعامل بوجه العمال الحاليين.. بدلا من العناية و توفير الخدمات الصحية، اغمضت عينيها عن وباء الكوليرا، و السرطان و السکتات القلبية، و ارتفاع مرضى السكري بسبب الفجائع اليومية التي يتعرض لها المواطن. بدلا من توفير الکهرباء و الماء، اعادت العراق الى الوراء، الى العيش في اجواء الحر، و ساعات طويلة من الظلام. و رغم كل الازمة التي يعاني منها المجتمع و خاصة المزارعين، و مئات الالاف من الاسر، التي نفقت حيواناتها، و جفت مزارعها، و اضطرت الى تهرب الى المدن بسبب الجفاف، لم تحرك اي ساكنا في عقد اي اتفاق او اي تنظيم لسيولة مياه نهري دجلة و الفرات. بدلا من ان تحاول استرجاع المهجرين و ضحايا الديکتاتورية الي بيوتهم ، هجرت اربعة ملاين عراقي الي الخارج.

بعد كل هذا، لم ينجو حتى الطلبة الابرياء، الذين يقضون عامهم الدراسي بين الحر و البرد، و الاوضاع الامنية السيئة، و سوء التعليم، و انقطاع التيار الكهربائي، و قساوة الوضع المعيشي، ليحين دور ‌دوائر " التربية و التعليم" لتعاقب التلاميذ و الطلاب علی هوياتهم المصطنعة، و التي لا يتربط طلابنا و تلاميذنا بها، لا من قريب و لا من بعيد.

ان الطريق الوحيد امام طلابنا وطالباتنا، مدرسينا و مدرساتنا، و امام الاباء و الامهات، هو رفع صوت اعتراضهم باعلى ما يمكن دفاعا عن الطلاب الشباب الابرياء، الذين يسعون وهم و اسرهم الى ان يكونوا لهم مستقبلا مهنيا محترما. ليس امام الطلاب و اسرهم ومدرسيهم الا الاحتجاج على زج الطلاب في هذه المعارك الطائفية.

حان الان الوقت تنظيم صفوفنا بوجه هذه الحکومة و وزارتها الفاشية. و لتمدوا ايديكم الى كل الايدي الداعمة و المساندة من اجل عدالة قضية الطلاب، و فصل طلابنا عن كل صراع طائفي، من العمال و الاحزاب اليسارية و التحررية لدعم قضيتکم العادلة ، حولوا ساحات و شوارع بغداد والرمادي و الموصل والبصرة و الناصرية و مدن اخری، الی ساحة مواجهة بوجه الحکومة الطائفية.

ليس من طريق امام طلابنا،طلاب الجامعات و المعاهد العراقية، جيل الشباب المتحمس و الداعي للتمدن، و احترام الانسان بعيدا عن الهويات الطائفية، غير طريق التنظيم، و الدفاع عن المطالب، في منظمات طلابية و شبابية حرة و مستقلة، تستقبل كل الطلاب المتضريين، بعيدا عن اية هويات دينية، و طائفية و قومية. و امنعوا بكل ما تتمكنون من ان تتحول مدارسكم الى الى ساحات للطائفيين و القوميين، و لا تجعلوهم يحولوا حرمة جامعاتکم و معاهدکم و مدارسکم الي مقرات لاحزابهم او لنشر افکارهم .

ايها الشباب و الشابات العراقيون والعراقيات، الان وقت التعبير عن رفضكم، و للتعبير عن ارادتکم الثورية، ان بامكانكم، لو وحدتم صفوفكم، ان تردوا هذه الاحزاب الطائفية على اعقابها، و احذروا كل الحذر من الانزلاق وراء شعارات ألاحزاب و الحرکات المذهبية و القومية، ارفعوا شعار، لا سنية ، لا شيعية ، الهوية الانسانية بوجه هؤلاء المجرمين .