انها الضربة الحاسمة لاسرائيل على ايران


أحمد جميل حمودي
2009 / 8 / 4 - 08:17     

بقلم جون بولتون*، ترجمة أحمد جميل حمودي

جحافل من كبار المسئولين الأمريكيين قد ابتعثو للقدس حديثا، ولكن الاكثر اهمية كان وزير الدفاع روبرت غيتس. وكان الهدف المركزي هو ثني اسرائيل عن القيام بشن ضربات عسكرية ضد منشآت ايران النووية. تحت ستار تقديم المشورة "الصبر"، ونقل السيد غيتس رؤية الرئيس باراك أوباما مجددا التي تؤكد الاعتراض على الخيار العسكري.

النتائج العامة لزيارة السيد غيتس تبدو مهذبة ولكنها غير حاسمة. ومع تقدم ايران في الأسلحة النووية ووسائل الدفاع الجوي, الخيار العسكري لاسرائيل آخذ في التراجع مع مرور الوقت. وسيتعين عليها اتخاذ القرار قريبا ،وإنه لن تكون هناك مفاجأة اذا كانت ضربة اسرائيل بحلول نهاية العام. خيار اسرائيل يمكن ان يحدد وفق إذا ما كان يمكن أن تحصل ايران على اسلحة نووية في المستقبل المنظور.

مدخل السيد اوباما لطهران كان سياسة "اليد الممدودة", حتى الان مواقفه ليس فقط تجاهل ايران،بل ايضا ليس لها علاقة بحل وضع ايران الداخلي بعد الانتخابات المزورة.المتشدد "الفائز" في تلك الانتخابات ، الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد كان مؤخرا مجبرا لاطلاق النار على نائبه الذي قا ذات مرة شيئا غامضا مستلطفا اسرائيل. ومن الواضح أن مفاوضات البيت الابيض لاتتصدرها الاجندة الايرانية.

أبعد من ذلك ، استراتيجية التفاوض للسيد اوباما تستعصي على ضغط الوقت. والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يعلن ان ايران يجب ان تعيد بدء المفاوضات مع الغرب في أيلول / سبتمبر خلال مؤتمر قمة مجموعة ال 20. ولكن هذا لا يعني الكثير ، مع كل يوم يمر ، المختبرات الصاروخية البالستية والنووية,والقواعد العسكرية الايرانية تزداد خطرا بشكل كبير وسريع. إسرائيل تركز على هذه الحقائق ، لا على الدبلوماسية "عسيرة المخاض.

اسرائيل ترفض ملمح آخر لمواقف السيد اوباما الدبلوماسية. الاسرائيليون لا يعتقدون أن التقدم مع الفلسطينيين سيسّهل التوصل الى اتفاق بشأن برنامج ايران النووي. وإن كان السيد غيتس وآخرون يضغط عليهم هذا التحليل الوهمي، فان اسرائيل لن تتحرك.

والأسوأ من ذلك ، السيد أوباما ليس لديه استراتيجية جديدة في التفكير بشأن ايران. انها وعود غامضة بتقديم سياسة الجزرة الدبلوماسية يليها تهديد فارغ بفرض عقوبات اذا لم تذعن ايران لمتطلبات الولايات المتحدة. وهذا بالضبط هو نهج الاتحاد الأوروبي ، الذي فشل لأكثر من ست سنوات.

لا يوجد ما يدعو ايران ان ترضخ على نحو مفاجئ لجهود السيد اوباما الدبلوماسية ، وخصوصا بعد الانتخابات المحرجة التي جرت في حزيران / يونيو. لذا الدبلوماسية الخارجية الان، كيف يمكن أن تكون ايران مروّضة؟

مهمة السيد غيتس كان لها أهمية استثنائية. مع دخول إسرائيل المشهد السياسي والعسكري في جو مشؤوم للغاية. كما ان مخاوفها ، من ان تقع في شرك المفاوضات ،و الاسرائيليون ربما على حق. أما ادارة اوباما فستجد من الصعب جدا تخليص نفسها. ولاثبات نجاح سياسة "مد اليد" السيد أوباما يعلن انتصار "الدبلوماسية" حتى لو كان ذلك يعني الكثير من تحقيق المكاسب لكن ليس حول البرنامج النووى الايرانى.

في ظل أسوأ سيناريو ، ايران ستواصل تحسين منشآتها النووية ، والسيد أوباما سوف يصبح اول رئيس اميركي يربط مسألة القدرات النووية لإسرائيل ضمن المفاوضات حول ايران.

تدرك اسرائيل ان الالتزام الاخير لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بتوسيع الولايات المتحدة "مظلة الدفاع" لاسرائيل ليس ضمانا للرد النووي ، وأنه غير كافٍ تماما لردع ايران عن محو إسرائيل إذا ما قررت ذلك. في الواقع ، تعليق السيدة كلينتون ضمنيا يقرّ بأن ايران سوف تحصل على السلاح النووي، وهي رسالة خاطئة تماما. لأن إسرائيل ، مثل الولايات المتحدة ، تدرك تماما ان نظام الدفاع الصاروخى يبقى ناقصا، مهما قال السيد غيتس عن "مظلة الدفاع" التي سيتم تجاهلها بأدب.

العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل متوترة الآن أكثر من أي وقت مضى ,منذ عام 1956- أزمة قناة السويس. رسالة السيد غيتس لإسرائيل ليس للعمل على ممارسة الولايات المتحدة الضغوط على إيران,وانما فقط تسليط الضوء على اسرائيل.

ضرب البرنامج النووي الايراني لن يكون امرا متسرعا أو سيء التفكير. سنوات من الانتظار بصبر على عدد لا يحصى من فشل الجهود الدبلوماسية,سوف يغيّب الاثر الإسرائيلي ،وعلينا الاستعداد لإيران نووية.

جورنال وول ستريت الامريكية, 28 يوليو, 2009

صادر عن فريق الترجمة بشبكة العلمانيين العرب http://www.3almani.org

--------------------------------------------------------------------------------

* جون روبرت بولتون (من مواليد 20 نوفمبر 1948) ، شخصية سياسية أمريكية محافظة, كان يعمل في عدد من الإدارات الرئاسية الجمهورية. عمل كسفير اميركي دائم لدى الامم المتحدة في الفترة من أغسطس 2005 حتى ديسمبر 2006. يعمل حاليا، زميل في معهد انتربرايز الامريكي ، وهو مؤلف كتاب "الاستسلام ليس خيارا : الدفاع عن أمريكا في الأمم المتحدة" Surrender Is Not an Option: Defending America at the United , 2007

وهو أيضا يعمل مع مجموعة واسعة متنوعة من مراكز الفكر المحافظ ومعاهد السياسة ، بما فيها المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي (JINSA) ، ومشروع القرن الأمريكي الجديد (PNAC) ، ولجنة الحريات الدينية الدولية التابعة للولايات المتحدة. بولتون كثيرا ما وصف بأنه من المحافظين الجدد, على الرغم من أنه شخصيا يرفض هذا المصطلح.