ترويض النمور: كيف خرج النمو القائم على التصدير لاقتصادات آسيا عن المسار؟


أحمد جميل حمودي
2009 / 7 / 22 - 06:51     

بقلم: بريان ب. كلاين وكينيث نيل كوكير , ترجمة: أحمد جميل حمودي

لعقود من الزمن، الاقتصادات الآسيوية تستخدم الصادرات المتجهة نحو الغرب كوسيلة للنمو. الآن، إذا كان لديها الأمل للخروج من الركود العالمي، سيكون عليها أن تسن تغييرات هيكيلية عميقة مثل رفع الاجور وزيادة الاستهلاك المحلي.

جميع الأمور التي لم يسبق لها مثيل حدثت خلال الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، وربما تكون الحدث الأكثر شؤما حتى الآن: انخفضت أسعار الشحن بين أوروبا وجنوب الصين،بشكل مؤقت، إلى صفر دولار. كما جفت ينابيع طلب المستهلكين في الغرب،وتضاءلت الصادرات، وبالفعل تنازل الوسطاء عن رسوم النقل، إلا الحد الأدنى من تكلفة الشحن.

وبحلول نيسان / أبريل، كانت هناك مئات السفن الفارغة، وهو ما يمثل أكثر من عشرة في المئة من طاقة الشحن في العالم، القوارب متسكعة في المياه الآسيوية. حركة المرور في هاربور بوسان Pusan Harbor في كوريا الجنوبية، وهي واحدة من اكثر المناطق ازدحاما في العالم،في آذار / مارس، نفدت، وبنسبة 40 في المئة، منها مساحة تخزين الحاويات في الميناء، 32،000 حاوية غير مستغلة، الامر الذي ادى الى تراكمها.

الانهيارات في مجال النقل البحري هو عبارة عن مؤشر واحد فقط للمشكلات التي تواجه الاقتصاد العالمي، بل يؤكد أيضا على الدرجة التي على آسيا ان تتحمل وطأتها نتيجة تباطؤ الاقتصاد العالمي. حسب النشرة السنوية، انكمشت صادرات تايوان في الربع الأخير من عام 2008 بنسبة 42 في المئة، وانخفض الانتاج الصناعي بنسبة 32 في المئة، وهذا اكبر انخفاض سنوي- حسب خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية.

انتهت اليابان في عام 2008 مع أول عجز تجاري سنوي لها منذ نحو 30 عاما. في ربيع هذا العام، تراجع الانتاج الصناعي الى مستوى أوائل 1980. زعيم سنغافورة، لي كوان يو، توقع ان اقتصاد الدولة قد ينكمش بنسبة تزيد على عشرة في المئة خلال عام 2009، وهو أشد انكماش منذ استقلال سنغافورة في عام 1965.

ومما لا شك فيه، أن التجارة بدأت في التحسن، برامح الحكومات المحفزة بدأت تبدو للانظار، ولكن المشاكل لم تنته. حتى الصين، التي هي على المسار الصحيح حققت نموا في الناتج المحلي الإجمالي ما بين ستة وثمانية في المئة هذا العام، بينما معدل النمو،كان 13 في المئة في 2007. في جميع أنحاء المنطقة،الاقتصادات التي كانت تحتفل على الدوام بأداءها القوي توقفت أو تراجعت إلى الوراء.

لا يعني أن الامر سيستمر. آسيا قاومت الاخطاء المالية في السنوات الأخيرة. المؤسسات المالية في المنطقة تجنبت الى حد كبير الاخطاء التي عرقلت عمل نظرائهم في الولايات المتحدة وأوروبا، ان السلامة المالية للحكومات، والشركات المتوازنة في نشر الاخبار، والأفراد هو الذي انقذهم وليس التباهي.

ينشر بالتعاون مع فريق الترجمة في شبكة العلمانيين العرب