المسلمة في فرنسا .. انتفت العلة التي فرضت الحجاب ...


ابراهيم علاء الدين
2009 / 6 / 27 - 09:48     

تدور بين شيوخ الاسلام هذه الايام معركة مفتوحة حول الحجاب فجرتها القرارات التي اعلنها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والتي رفض بموجبها ارتداء النساء المسلمات للبرقع في بلاده.
وانبرى كثير من اصحاب اللحى الطويلة والقصيرة والمتوسطة للتعليق على على قرارات ساركوزي مما اثار الخلافات والجدل بين شيوخ المراجع الدينية وقادة الاحزاب والحركات السياسية الاسلامية، فقال شيخ الازهر ان تصريحات ساركوزي شأنا داخليا فعارضه بشدة، وقد افتى شيخ الازهر بان النقاب ليس فرضا وانما الحجاب هو الفريضة، عميد كلية الشريعة الاسبق في الكويت د . عجيل النشمي وطالب شيخ الازهر بتصحيح عباراته، فيما قال د. خالد المذكور رئيس اللجنة العليا لاستكمال الشريعة ان لا احدا ينكر على المرأة تغطية وجهها .. لكنه اضاف " وان ارادت كشفه فلا اثم عليها" مؤكدا على انه لا حرج ان اطاعت قوانين البلد الموجودة فيه.
وفي تصريحات صحفية احتلت مواقع ملفتة في صحف الخليج في الايام القليلة الماضية اكد الداعية ناظم المسباح صحة كلام شيخ الازهر، في عارضه بشدة د.بسام الشطي قائلا "ان النقاب واجب شرعي يحفظ المرأة ويصونها" لكن الدكتور احمد الحجي الكردي قال "ان الفقهاء اتفقوا على جواز كشف المرأة لوجهها عند الحاجة".
اما تجمع "ثوابت الأمة" فقد استنكر قرار الحكومة الفرنسية بمنع ارتداء النقاب في فرنسا" وقال ان تصريح الرئيس الفرنسي بان النقاب رمز لاستعباد المرأة فيه طعن بالدين الاسلامي، وحذر التجمع من تنامي شعور الكراهية لفرنسا في العالم الاسلامي وان يؤدي تنفيذ القرار الى تقويض التعاون بين فرنسا والعالم الاسلامي، ودعا الدول الاسلامية الى استدعاء سفراء فرنسا وتحذيرهم من تنفيذ القرار.
ويقول الشيخ القرضاوي في النقاب انه جائز ، فيما قال بعض كبار علماء الشريعة في السعودية انه واجب.
ويجمع فقهاء وعلماء المسلمين ان أي جزء من جسد المرأة هو عورة ومدعاة للفتنة والافتتان، فيقول الخبير في الموسوعة الفقهية د.احمد الكردي "ان الفتنة مظنونة في المرأة الشابة مطلقا، فلا يجوز لها كشف وجهها امام الاجانب".
وتاكيدا على رسوخ الفتنة في المرأة ودليلا على ان فرض الحجاب ما هو الا لابعاد الفتنة عن الرجال المسلمين "الذين يفترض بهم انهم على خلق عظيم اقتداء برسولهم الكريم" فان الدين لم يفرض على المرأة (البشعة او العجوز او المشوهة) ارتداء الحجاب، لقوله تعالى "والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة " سورة النور – اية 60.
ويستند شيوخ الاسلام والمتأسلمين الى مفهوم مفاده "لا يكتمل إسلام المرأة إلا بالحجاب لأن اكتمال الإسلام هو أن اطاعة كل أوامر الله الذي ذكر الحجاب في آيتين في القرآن الكريم.
ولكن معظم الذين يتصدون لترويج الحجاب من الشيوخ وانصافهم ومن العامة ايضا لا يذكروا اسباب نزول الايتان اللتان فرض الحجاب بموجبهما على المرأة المسلمة، ولا يذكر أي منهم العلة التي اوجبت الفرض، ويتغاضوا عن حقيقة انه بزوال العلة ينتفي الالزام او الوجوب او الفرض. كما ان معظم هؤلاء مدعي العلم الشرعي ووكلاء تفسير التعاليم الدينية لا يأخذوا بعين الاعتبار الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والطبقية لارتداء الحجاب.
ومن الضروري التنويه الى ان كتب التفسير احتوت على الكثير من الاختلافات والتباينات في تفسير الايات القرانية بصورة عامة، ووصفها الامام علي بانها "حمالة اوجه" كما اختلفت في تفسير الاحاديث النبوية، فقد نجد تفسير آية في أحد كتب التفسير، ثم نقرأ تفسيرا مغايرا لها في كتاب تفسير آخر. وذلك لاختلاف مناهج التفسير، فهناك اتجاه بياني وآخر اخباري، وثالث وجودي. مما يؤدي الى غياب المقاييس لقبول هذا التفسير او ذاك بشكل دقيق لا مجازي كما يقال "حسب راي السنة والجماعة"؟
وحسب المفهوم السائد والذي يدعي البعض انه يحظى باجماع علماء السنة والجماعة فان مواصفات الحجاب على النحو التالي : : "ان يكون الحجاب ساترا لجميع البدن (اي يغطي المراة من راسها الى اخمص قدميها بما في ذلك الوجه والكفين)، وغير محدد لمعالمه، وفضفاضا سابغا، ولا يكون ثوب زينة او شهرة، ولا يكون ضيقا ولا يشف ولا يبين ما تحته، ولا يكون معطرا".
ولمناقشة الموضوع باستفاضة فلا بد من التاكيد اولا بان الاصل بالدين هو حرية الانسان ، لان الانسان سيعرض بين يدي الله يوم القيامه وسيلقى جزاؤه عما فعلت يديه ان خيرا فخيرا وان شرا فشر.
ثم علينا ان نعرف اسباب نزول الاية 59 من سورة الاحزاب .. فكما ورد في الصحيحين "أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله، احجب نساءك. قالت عائشة: فأنزل الله آية الحجاب. وفيهما أيضاً: قال عمر: يا رسول الله، لو أمرتَ أمهات المؤمنين بالحجاب. فأنزل الله آية الحجاب.
والآية تقول :" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " سورة الأحزاب : 59ا

وبعد نزول هذه الاية بعام تقريبا نزلت اية اخرى هي "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ". سورة النور : 30-31

واستنادا الى ما قاله جمهرة فقهاء التفسير ان سبب نزول الاية هو للتمييز بين النساء في الاسلام، والنساء في الجاهلية، حيث أن العادة السائدة عند النساء العربيات قبل الاسلام كانت التبرج, فكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء (الجوارى) ويبدين اهتماما زائدا بلباسهم وزينتهن وعطرهن.
وكن يتبرزن (يقضين حاجتهن) فى العراء قبل أن تتخذ الكُنف (دورات المياه ) فى البيوت, ولما كان العراء في الصحراء هو المكان الوحيد لقضاء الحاجة فقد كان بعض الشباب وبعض الرجال يتعرضون للمؤمنات على مظنة أنهن من الجوارى أو من غير العفيفات, وقد شكت المؤمنات ذلك للنبى وكان سادة المسلمين على علم ببعض ما يتعرض لهن نساء الرسول فطلب ابن الخطاب من النبي ان يامر بالحجاب لهن ومن ثم نزلت الآية لتضع فارقًا وتمييزًا بين " الحرائر" من المؤمنات وبين الإماء وغير العفيفات. مما يفهم من كثير من كتب التفسير ان الحجاب فرض على الحرائر وليس على العوام والفقيرات والجواري.

وروى ابن سعد في طبقاته [8/176،177] عن محمد بن كعب القرظي قال: "كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المسلمين ويؤذيهن، فإذا قيل له، قال: (كنت أحسبها أمة)، فأمرهن الله أن يخالفن زي الإماء، ويدنين عليهن من جلابيبهن، تخمر وجهها إلا إحدى عينيها، يقول: "ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" (2)

.ابن جرير [19/181] قال: "يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين، لا يتشبهن بالإماء في لباسهن، إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن، فكشفن شعورهن ووجوههن، ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن، لئلا يعرضن لهن فاسق، إذا علم أنهن حرائر، بأذى من القول".

قال الزمخشري في تفسيره الكشاف [3/274]: " ومعنى: "يدنين عليهن من جلابيبهن"، يرخينها عليهن، ويغطين بها وجوههن وأعطافهن. وذلك أن النساء كن في أول الإسلام على هجيراهن في الجاهلية، متبذلات، تبرز المرأة في درع وخمار، لافصل بين الحرة والأمة (الجارية)، وكان الفتيان وأهل الشطارة يتعرضون لهن إذا خرجن بالليل، إلى مقاضي حوائجهن في النخيل والغيطان، للإماء، وربما تعرضوا للحرة، بعلة الأمة، يقولون: حسبناها أمة. فأمرن أن يخالفن بزيهن عن زي الإماء، بلبس الأردية والملاحف، وستر الرؤوس والوجوه، ليحتشمن، ويهبن، فلا يطمع فيهن طامع، وذلك قوله: "ذلك أدنى أن يعرفن"؛ أي أولى وأجدر بأن يعرفن، فلا يتعرض لهن، ولايلقين ما يكرهن.

وهذا المعنى تتابع المفسرون على ترداده في تفسير هذه الآية، فكلهم ذهبوا في قوله تعالى: "ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين"؛ أي يعرفن أنهن حرائر، بتغطية وجوههن وأجسادهن بالجلباب، حتى يتميزن عن الإماء، وبهذا يعرف أن الأمة لا يجب عليها حجاب وجهها، فالفرق بينهما ثابت بهذه الآية، وتظاهر المفسرين، من الصحابة والتابعين، على هذا التفريق، كما أنه قد ثبت في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بصفية بنت حيي بن أخطب، قال الصحابة: "إن حجبها فهي امرأته، وإلا فأم ولد". رواه البخاري ومسلم (3).

قال القرطبي في تفسيره [14/243]: "لما كانت عادة العربيات التبذل، وكن يكشفن وجوههن، كما يفعل الإماء، وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن، وتشعب الفكرة فيهن، أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن، إذا أردن الخروج إلى حوائجهن".

وهذا ما قاله ابن جزي الكلبي في تفسيره التسهيل لعلوم التنزيل [534].

بذلك يكون الهدف من تشريع الحجاب في الاسلام هو منع الغواية او اغراء الرجال ويحوطهم بالمناعة ويحول دون جنوح الشهوة وهياج الغريزة، باعتبار ان الغريزة الجنسية غريزة فطرية جامحة لا يمكن كبتها او الحيلولة دون الاستجابة اليها وبذلك فالحجاب يمنع من وقوع الرجال في فتنتهن ، و يحفظهن من الأذى المترتب على ذلك ، وبمعنى اخر جاء الحجاب لسد ذريعة الفساد. يقول الشيخ محمد زين العابدين: إنما فرض الحجاب على المرأة تحقيقاً لمعنى العفو وقطعاً لدابر الفساد والفتنة اللذين هما نتيجة طبيعية للتبرج والاختلاط وعلى ضوء ما تتقدم يستنتج ان الهدف النهائي من الحجاب هو :
اولا : تقنين الزنا ومحاربته ومنع انتشاره ، وهذا الهدف وجد في جميع الديانات السماوية والوثنية غير السماوية.
ثانيا : حماية حرائر المسلمين من التحرش الجنسي .
ثالثا : تمييز نساء المسلمين عن نساء الجاهلية وعن الجواري ونساء اهل الذمة المسيحية واليهودية. وهنا تبرز مجموعة من الاسئلة منها:
اولا : لماذا على المرأة ان تقوم بهذه المسؤولية ، اليس الرجل هو الطرف الثاني بالزنا ام هناك زنا بدون رجل؟
ثانيا : الم يكن رسولنا الكريم على خلق عظيم (وانك على خلق عظيم) ؟ وان على المسلمين ان يقتدوا برسولهم الكريم؟ واذا كان المسلمين كرسولهم على خلق فكيف يمكن ان تغويهم سيدة ظهر شعرها ووجهها وكفيها؟؟
ثالثا : اذا كان مجتمع المسلمين الاوائل هو المجتمع الفاضل المؤمن المتعبد المجاهد التقي الورع , فكيف يمكن لرجال هذه صفاتهم ان تفتنهم سيدة مكشوفة الراس سافرة الوجه؟؟
رابعا : واذا كانت امهات المؤمنين ومنهن سيدة سيدات العالم ان يستجبن لافتان رجل بها مهما كان واي كان؟
خامسا : اليست المراة كالرجل ايضا تعتبر رسول الله قدوتها وانه على خلق عظيم فكيف لها ان تفتن الرجال؟
سادسا : لماذا يفتن الرجل بالمراة الحره وعنده الجواري والسبايا والاسيرات والاماء واعطاه الله (ما ملكت يمينه) وله الحق بالزواج من اربعة ويحتفظ بعن في نفس الوقت وله ان يطلق منهن من يريد ليتزوج غيرها حتى لو وصل عدد زيجاته الفا.
سابعا : فرض الحجاب على الحرائر (المرأة الحرة) من المسلمين ولم يفرض على اهل الذمة من اتباع المسيحية او اليهودية ولم يفرض على الجواري والعبيد (الخادمات) الا يعتبر ذلك ان الايتان جائتا لتمييز الحرائر (المراة الحرة) عن غير الحرة؟ وفي ذلك اخطر من الاغواء كونه يخلق نوعا من التمييز الطبقي والاجتماعي ، فمعاكسة الجارية والسماح لها باغواء الرجال لا يتعارض مع العفة وكان العفة قاصرة على المراة ولا تشمل الرجل!!!
ثامنا : ان المراة الحرة وخصوصا نساء الطبقات العليا في المجتمع كانت تخفي وجهها اذا خرجت الى خارج منزلها في كافة المجتمعات السابقة على الاسلام (الاغريق والرومان واليهود والمسيحيين وحتى في مجتمع الفراعنة والسومريين والبابليين) وكذلك في مجتمع الجاهلية ايضا كانت عادة تغطية الوجه دارجه في الغالب.
تاسعا : طالما ان شعر المراة ووجهها فتنة ، فحجب الوجه والشعر عند نساء المسلمين الحرائر فهل هذا يقضي على مظاهر الفتنة طالما ان السيدات المسيحيات واليهوديات والجواري يعشن وسط المجتمع المسلم ، وطالما ان تدفق السبايا كان جاريا كالسيل بحت امتلكت السيدة الحرة (نساء الصحابة والقادة العسكريين وتتجار قريش والمدينة) امتلكن من الاماء (الجواري) اعدادا كبيره ، ففي رواية اكدها الكثير من كتاب سيرة السلف الصالح ان ابن عباس (عم الرسول) والذي لقب بحبر الامه لدوره في نقل احاديث رسول الله كان لديه اكثر من 100 جارية اعتق 70 منهن قبل وفاته بقليل.

الا يكشف ذلك ان الحجاب لم يكن ليمنع الفتنة الا عن الحرائر وسيدات المجتمع الجديد، بينما الاماء ونساء المشركين يرتعن يفتن من يشأن؟؟.
عاشرا : ان السيدة التي تفتن الرجال لا بد وان كون جميلة وفاتنة فعلا حتى تفتن الرجل، لان القبيحة والذميمة لا يمكنها فتنة احد. اذا ما فائدة فرض الحجاب على السيدة الذميمة ، لماذا فرض على نساء المؤمنين الا اذا كان المؤمنين لا يتزوجن الا الفاتنات !! وهذا ممكن بحكم السطوة والمكانة، لكن هل من الممكن ان يكن جميع النساء المسلمات جميلات وفاتنات؟؟
اظن ان القيام بجولة في احد الشوارع في عواصم كل العرب لمدة نصف ساعة فقط كاف للتعرف على مستوى الجمال في وسط النساء العربيات وهذا بعد التطور الذي لحق بجمال شكل الانسان بصفة عامة فما بالنا قبل الف واربعمائة سنة فكيف كانت اشكال النساء في ذاك الزمن خصوصا في جزيرة صحراوية قاحلة لا ماء فيها ولا زرع ولا كلأ؟
احد عشر : مع كل الاحترام والتقدير للمراة العربية بشكل عام مسلمة ومسيحية، ويهودية، كيف يمكن لرجل ان تفتنه امرأة سمراء شاحبة شعرها خشنا وعيناها سوداوتان غائرتان في محجريهما لولا الكحل الاسود، في وقت لديه مما ملكت يمينه من شقراوات روميات وحسناوات فارسيات وممشوقات شاميات.

ان الاجوبة على الاسئلة السايقة لا تخرج عن كون فرض الحجاب اقتصر على زوجات النبي بالدرجة الاولى ثم شمل نساء اكابر وسادة المسلمين من الحرائر في المجتمع الجديد، ليس خوفا من فتنتهن وجمالهن، ولكن لتمييزهن عن باقي النساء من الجواري وغير المسلمات، وبذلك تنتفي عنه الصفة الدينية التي يحاول شيوخ الاسلام توريجها ومعهم قادة الاحزاب الدينية وجماعات السلف والماضوية.

ويبرز السبب الاجتماعي والطبقي والديني وقد يحمل ابعادا عنصرية وتمييزية والا فما معنى ان يكون سبب " إدناء المؤمنات لجلابيبهن" هو .. "حتى يُعرفن فلا يؤذين" بالقول من فاجر يتتبع النساء دون أن يستطيع التمييز بين الحرة والجارية أو غير العفيفة.
وإذا كانت القاعدة فى علم أصول الفقه "أن الحكم يدور مع العلة وجودًا وعدمًا, فإن وُجِد الحكم وُجِدَت العلة, وإذا انتفت العلة انتفى ( أى رُفِع ) الحكم" .إذ كانت القاعدة كذلك, فإن علة الحكم المذكور فى الآية ـ وهى التمييز بين الحرائر والإماء ـ قد انتفت لعدم وجود إماء " جوارى" فى العصر الحالى, وانتفاء ضرورة قيام تمييز بينهما. كما ان المؤمنات لا يخرجن في الوقت الحالي إلى الخلاء للتبرز وإيذاء الرجال لهن.
كما ان القوانين الوضعية في كل بلاد العالم تحرم الزنا وتعاقب من يرتكب فعل التحرش الجنسي حتى في اكثر الدول حضارة وتحضرا (فسادا وفجورا بلغة الاخوان واهل السلف).الى جانب ان المراة المثقفة المتعلمة تمتلك من الوعي والذكاء والخبره بحيث تمنع اي انسان مهما كان ان يمس شعرة من راسها حتى لو امضت اياما بين الف رجل.
ونتيجة لانتفاء علة الحكم فإن الحكم نفسه ينتفى ( أى يرتفع) فلا يكون واجب التطبيق شرعًا .

اما اذا كانت غيرة الرجل هي السبب وانه ولا يثق بزوجته او اخته او والدته او ابنته، ولا يثق برجال المسلمين الاخرين الذين يعيش وسطهم فذلك شان اخر ، لكن لا اظن ان له الحق بان يفرض على نسائه وقريباته ما يشاء من اللباس.

اراء العلماء بشكل الحجاب
ساكتفي تحت هذا العنوان بايراد بعض النصوص لأبين درجة الاختلاف بين اشهر المفسرين في تفسير وتحديد شكل الحجاب الذي فرض على نساء الرسول وعلى المؤمنات. مع العلم انه لم يرد في القران الكريم سوى هاتين الآيتين التي سبق ذكرهما ذات صلة بالحجاب، والجدير بالذكر ايضا ان رجال العرب كانوا يلبسون البراقع وليس النساء (ذكر اليعقوبي في تاريخه [2/315]: "وكانت العرب تحضر سوق عكاظ وعلى وجوهها البراقع، فيقال: إن أول عربي كشف قناعه ظريف بن غنم العنبري".) ورجال العرب مستمرون حتى الان بلبس البرقع او القناع (الكوفيه يلفون فيها وجوههم).

وتنقسم اراء المفسرين لشكل الحجاب الى ثلاثة اقسام على النحو التالي:
القسم الاول:
اولا: اراء تقول ان الحجاب الذي فرض على المؤمنة لا يتضمن اخفاء الوجه والكفين."عن بو داود عن عائشة رضي اللّه عنها ان اسماء بنت ابي بكر دخلت على النبي صلى اللّه عليه وسلم وعليها ثياب رقاق، فاعرض عنها وقال‏:‏ ‏(‏يا اسماء ان المراة اذا بلغت المحيض لم يصلح ان يرى منها الا هذا، واشار الى وجهه وكفيه)
وقال الشيخ الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان 6/586: "فإن قيل: لفظ الآية الكريمة، وهو قوله تعالى: "يدنين عليهن من جلابيبهن" لا يستلزم معناه ستر الوجه لغة، ولم يرد نص من كتاب، ولا سنة، ولا إجماع على استلزامه، وقول بعض المفسرين: إنه يستلزمه. معارض بقول بعضهم: إنه لا يستلزمه. وبهذا يسقط الاستدلال بالآية على وجوب ستر الوجه.
ويقول الشيخ الدكتور حسن الترابي – شيخ تيار التجديد "الحجاب خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم، لأن حكمهن ليس كحكم أحد من النساء، ولا يجوز زواجهن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فإن آية الحجاب نزلت في السنة الخامسة للهجرة، ولم يتأثر بها وضع سائر المسلمات".
الشيخ الالباني نفى ان تكون الايتان فيهما دلالة على تغطية الوجه ، وذهب إلى أنها دليل على الكشف، واستدل بأمور:(1) أن الإدناء في اللغة هو التقريب، وليس تغطية الوجه. [الرد المفحم ص7](2) الآية وحدها ليست نصا صريحا في التغطية، بل لا بد من مرجح. [الرد المفحم ص7](3) الاستدلال بأثر لابن عباس – رضي الله عنهما - فيه: "تدني جلبابها إلى وجهها، ولا تضرب به". [الرد المفحم ص8](4) الاستدلال ببعض الآثار عن قتادة ومجاهد وسعيد بن جبير. [الرد المفحم ص51](5) رد وتضعيف أثر ابن أبي طلحة عن ابن عباس – رضي الله عنهما - وأثر عبيدة السلماني. [جلباب المرأة المسلمة ص88]


القسم الثاني:
ثانيا – اراء تقول ان الحجاب هو غطاء لجميع الجسم الا عين واحدة.فقد ورد في تفسير الجلالين : {‏ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ‏}‏ جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة، أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عيناً واحدة ‏{‏ ذلك أدنى ‏}‏ أقرب إلى ‏{‏ أن يعرفن ‏}‏ بأنهن حرائر ‏{‏ فلا يؤذين ‏}‏ بالتعرض لهن بخلاف الإماء فلا يغطين وجوههن، فكان المنافقون يتعرضون لهم ‏{‏ وكان الله غفوراً ‏}‏ لما سلف منهن من ترك الستر‏ {رحيماً ‏}‏ بهن إذ سترهن ‏.‏(الجلالين).
‏ روى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في هذه الآية : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة .
قال الصابوني : هذا النص عن ابن عباس صريح في وجوب ستر الوجه وكذا رواية ابن كثير عن ابن سيرين وغيرهما من الروايات الصحيحة الصريحة بوجوب ستر المرأة وجهها)

وبهذا المعنى جاءت الأقوال عن السلف، ومنهم ابن جرير في تفسيره [19/181]، فقال: - "حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنى معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن": أمر الله نساء المؤمنين، إذا خرجن من بيوتهن في حاجة، أن يغطين وجوههن، من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة".- وروى أيضا فقال: "حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن ابن عون، عن محمد، عن عبيدة في قوله: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن". فلبسها عندنا ابن عون، قال: ولبسها عندنا محمد، قال محمد: ولبسها عندي عبيدة. قال ابن عون: بردائه، فتقنع، فغطى أنفه وعينه اليسرى، وأخرج عينه اليمنى، وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه، أو على الحاجب".وروى أيضا فقال: "حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن ابن عون، عن محمد، عن عبيدة في قوله: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن". فلبسها عندنا ابن عون، قال: ولبسها عندنا محمد، قال محمد: ولبسها عندي عبيدة. قال ابن عون: بردائه، فتقنع، فغطى أنفه وعينه اليسرى، وأخرج عينه اليمنى، وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه، أو على الحاجب". - وساق الأثر نفسه من طريق يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا هشام، عن ابن سيرين، قال سألت عبيدة عن قوله: الآية. قال: "فقال بثوبه، فغطى رأسه ووجهه، وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه".[التفسير 19/181-182]-

وفي الدر المنثور [5/415]: "وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال: سألت عبيدة رضي الله عنه عن هذه الآية: "يدنين عليهن من جلابيبهن" فرفع ملحفة كانت عليه، فقنع بها، وغطى رأسه كله، حتى بلغ الحاجبين، وغطى وجهه، وأخرج عينه اليسرى من شق وجهه الأيسر، مما يلي العين".وسار على دربهم البغوي في تفسيره [3/469] و أبو حيان في تفسيره [7/240] و الألوسي في روح المعاني [11/264] كما ورد نفس المعنى في تفسير الجلالين [560]

القسم الثالث:
ثالثا : الراي القائل بتغطية جميع الجسم والرأس والوجه وتتلخض الشروط وفق هذه الرؤية كما وضعها عدد من العلماء (السلف على وجه الخصوص) تحت عنوان الشروط الشرعية الواجب توفرها بالحجاب بما يلي: "ستر جميع بدن المرأة على الراجح . أن لا يكون الحجاب في نفسه زينة . أن يكون صفيقاً ثخيناً لا يشف . أن يكون فضفاضاً واسعاً غير ضيق . أن لا يكون مبخراً مطيباً .أن لا يشبه ملابس الكافرات . أن لا يشبه ملابس الرجال . أن لا يقصد به الشهرة بين الناس" .
تقول أم سلمة رضي الله عنها لما نزل قوله تعالى : ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) خرجت نساء الأنصاركأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية .
وهذا ما قال به الإمام النسفي في تفسيره مدارك التنزيل [3/315]
وسار نفس الاتجاه أبو بكر الجصاص في أحكام القرآن في تفسير الآية [5/245] ،
والبيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل [4/386] ،
وابن تيمية[الفتاوى 22/110] وأبو السعود في تفسيره إرشاد العقل السليم 7/115] والسيوطي: [عون المعبود شرح سنن أبي داود 12/158،"]والشوكاني في فتح القدير [4/304] ، والقاسمي في تفسيره محاسن التأويل.
ومن المعاصرين قال الشيخ محمد العثيمين ( .. ولا ريب أن كشف وجه المرأة سبب للفتنة ويدعو للافتتان بها ولأنه محل الرغبة والطلب لأن الناس إنما ينفرون من المرأة لقبح وجهها إذا كانوا يقصدون الجمال الظاهر ) .ثالثا : حجاب الدكتورةمما تقدم يتضح التباين في وجهات النظر واراء المفسرين للايتين الكريمتين ، و يبدو ان الدكتورة تلتزم بقول الرسول الذي لا يتضمن تغطية الوجه. الذي ورد في البند الاول، وبالتالي فهي بنظر الفريق الثاني تعتير عاصية اما من وجهة نظر الفريق الثالث فهي كافرة سيكون مصيرها جهنم وبئس المصير. (لان كل فريق يرى الحق جانبه ويجافي الاخر)

اسباب ارتداء الحجاب من وجهة نظرنا
اولا : مما لا شك فيه ان دعوة رموز تيارات الاسلام السياسي والدعاة التجار للدفاع عن الحجاب لاتنطلق من ايمان منزه عن الاغراض السياسية والشخصية والاقتصادية، أوانها فقط تمارس دورا دعويا ايمانيا، فالاحزاب الاسلامية بلا استثناء تستخدم الدعوة لارتداء الحجاب كأحد الاساليب الرئيسية في نشاطها السياسي. وتعتبر ان انتشار الحجاب يدلل على مدى انتشار الصحوة التي تقودها الاحزاب (المباركه) من اخوان وسلف الخ.

ثانيا : الاسباب الاقتصادية والاجتماعية لارتداء الحجاب لو تجولت في شوارع القاهرة او دمشق او الدار مراكش على سبيل المثال لوجدت اللافتات على واجهات المحلات تقول : "الحجاب عفة وطهارة" و كأن غير المحجبات ليس لهن فى العفاف أو الطهارة ... لافتة أخرى تقول "الحجاب قبل الحساب" وثالثة تقول "أختاه... حجابك سلاحك"!!.ومثلها او بمفردات اخرى توجد لافتات في الاردن او سوريا او الدار البيضاء ودول الخليج وغيرها من الدول مما يدلل على استغلال البعض لموضوع الحجاب تجاريا .

ويشمل الجانب الاقتصادي غالبية نساء العرب حيث ان الحجاب قد وفر عليهن تكاليف باهظة كن سيجبرن على انفاقها على تزيين شعورهن كلما خرجن من منازلهن، وبالذات السيدات الموظفات اللواتي، وملابسهن، وزينتهن، ولولا الحجاب لاستهلكت المرأة الجزء الاكبر من راتبها في صالونات التجميل ، ومحلات الملابس والزينة. او القت باعباء مالية باهظة على زوجها، وهذا الدافع الاقتصادي يشكل السبب الرئيسي في انتشار الحجاب في الوقت الحاضر حسب العديد من الدراسات والابحاث.

اما على الصعيد الاجتماعي فنجد ان الفئة العمرية المتقدمة بالسن هي اكثر الفئات ارتداءا للحجاب مما يشير الى ان الهدف من ارتدائه ليس اخفاء الفتنة بقدر اخفاء العيوب، علما بان الله لم يفرض عليهن الحجاب وذلك بقوله ""والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة " سورة النور – اية 60.

كما ان الحجاب ينتشر في اوساط الطبقة الوسطى (نظرا لوجود اعداد كبيرة منها تعمل في مهن مختلفة) اكثر من الطبقة الثرية ، اما في الريف فان لبس الحجاب اقرب منه الى العادة والعرف الاجتماعي منه الى التدين. ففي اوساط ابناء المدن ولفترة قريبة جدا كان سكان المدينة يميزون بين المراة الريفية والمرأة الحضرية بان الاولى ترتدي غطاء على راسها فيما بنت المدينة لا تتردي على راسها.

وفي وقتنا الراهن أصبح الحجاب مـصـطـلـحـاً فضفاضاً، وهناك بونا شاسعا بين المفاهيم الثلاث التي ذكرناها للحجاب و بين مدلول كلمة الحجاب في الواقع المعاش والذي نراه ونشاهده في كل عواصم الدول الاسلامية فقد اصبح الحجاب الشائع مجرد غطاء للرأس مع كشف بعض الشعر والـرقبة وجزء من الصدر والساقين، وقد تكون الملابس ضيقة أو متشبهة بالرجال، او ملابس طويلة ولكنها زينة في نفسها، وقد تكون ضيقة تصف الجسم، أو معطرة، والعباءة (الاسلامية) كما تصفها محلات الازياء التي تظهر كل مفاتن الجسد ومطرزة باشكال والوان جذابه تضاهي في اناقتها واسعار بعضها اجمل الازياء الباريسية (جولة قصيرة في احد الشوارع الرئيسية في الكويت او الامارات او قطر تفي بتاكيد ما نقول.

وهذا يشير الى غير ما تحاول الاحزاب والتيارات الاسلامية ودعاتها ومشايخها بان الصحوة ما شاء الله تحقق نجاحات كبرى ، لا يا سادة انكم واهمون فالمجتمع لا يمكن ان يعود القهقرى، والحجا ب بمفهومكم لن يعود ليسود مجتمعات تتصل بالحضارة والعلم في كل دقيقة من عمرها .
واخيرا اؤمن ايمانا مطلقا بان الحجاب لا يمنع المراة عن القيام بما حرمه الله وعدم ارتدائه لا يعني القيام بما حرمه الله. الاساس في السلوك الاجتماعي هو الاخلاق والتربية ، فمن تربت في بيت كريم ومن ربتها معلماتها والمحيط الذي تعيش فيه لا يمكن لها ان تقترب من الزنا او الفسق او الفجور في اي مجتمع كانت في مكة او في نيويورك.
فالفضيلة والشرف والعفة والعزة والكرامة والعلم والتطور والتقدم والابداع في كل الميادين لا يحدده زي المرأة بل عقلها ووعيها وتربيتها واخلاقها.
فاي امرأة مهما كان عمرها او جنسيتها تستطيع ان تكون فاضلة في الخلق والتعامل ويكون سلوكها هو الحكم وليس قطعة قماش تغطي راسها.
كما ان الرجل الذي يفتتن لرؤية شعر ووجه امراة هذا رجل تافه لا اخلاق عنده ولا دين، وهناك قوانين تردعه وتحاسبه وتحافظ على بنات الناس.
وعلى ضوء ذلك فان قرار الحكومة الفرنسية يجاري تطورات العصر وينسجم معها ولن توقفها تهديدات تجمع ثوابت الامة او اتباع بن لادن والظواهري وكل رموز التخلف في بلادنا.