نداء الى المخلصين في الحزب الشيوعي العراقي


عبد العالي الحراك
2009 / 5 / 19 - 09:05     

ان الجماهير العراقية التي خرجت مبتهجة ومحتفلة بمناسبة ميلاد الحزب الشيوعي العراقي الخامس والسبعين... وهي سنوات ليست قليلة..لتعبر عن استمرارية وجود الحزب في العراق,مطالبة في الوقت ذاته ان لا يكون وجودا رمزيا او شكليا, بل وجودا حيويا وفعالا, ليس في المناسبات الحزبية فقط ,وانما في (يوميات العراق) التي هي ليست مناسبات,وانما احداث متكررة ومتوالية,واضحة في تأثيرها وخطرة في فعلها, بينما هناك واجبات تقابلها,معلقة على جدران السياسة,يعلقها المسؤؤلون وقادة الاحزاب في مكاتبهم, يخرجونها فقط في الاحتفالات والمناسبات اوايام الانتخابات..لماذا وجد الحزب الشيوعي العراقي في الساحة السياسية العراقية,كحزب جماهيري ودام وجوده طوال هذا العمر الطويل,رغم قمع الدكتاتوريات التي تعرض لها,اذا لم يعبرعن موقفه الواضح والصحيح,امام احداث العراق اليومية وان يقدم تحليله العلمي الصحيح لهذه الاحداث والحلول المقترحة لها؟ انها ليست مناسبات..انها احداث جسام وظواهر خطيرة.. فالطائفية ليست مناسبة,والمحاصصة نتيجة لها ,والوزارات بنيت على اساسها, والبرلمان مقيد لها, وكل اخذ ويأخذ حصته بناءا عليها. فأين موقف الحزب القوي والواضح المتميزمنها,الذي يردده الشعب,كما كان في يوم من الايام؟ اذا تغيرت الاحوال والايام,فلا يعني الهبوط والنزول وانما الصعود والارتقاء..الفساد الاداري والمالي ليست مناسبة,انما ثقافة وممارسة, تتعلق بفكر يكذب ويسرق ويفسد, ولا يبالي بمعاناة الناس. فاين موقف الحزب الشيوعي الجماهيري من هذه الثقافة وهذه الظاهرة؟ وهل هناك موقف يتطلب حضورالجماهير في الشارع اقوى من اعتراضها على سرقة حقوقها وهدر كرامتها؟ من ماذا يخشى الحزب خروجه الى الشارع, بنفس الجماهير التي خرجت محتفلة بعيد ميلاد حزبها ؟ وهي تستحق ان تحتفل وتستحق ان تعبرعن نفسها, وتثبت وجودها,ولكنه وجود سيكون اقوى عند ما يكون مطلب شعبي مادي ملموس وواضح, خاصة وان الشعب العراقي يعرف ويقدر بان للشيوعيين ايادي بيضاء لا تتجاوز على المال العام,لكن هذا لا يكفي ولا يعذرهم,لانهم يشاركون في حكومة اياديها ليست هكذا,وعليه ان يشارك الجماهير مطاليبها وليس ان تنقل صحيفته اخبار الفساد والمفسدين كما تنقلها الصحف الاخرى بشكل يكاد ان يكون حياديا..لا احد يقف ضد الحزب من العراقيين,الا الرجعيين والمتخلفين,عندما ينشط ويتحرك ويخرج وليحتفل ايضا وليس فقط.. في الاحتفالية بصيص امل يجلب الفرح والسرور الوقتي,وقد يكون مقرونا بالالم والمرارة عندما يحس الحزبي او صديقه بانه لم يحقق دوره ولم يفعل فعله لحد الان ,ثم ان الاحتفالية تمر وتنسى وتعود الاحداث واخبارها في اليوم التالي..جميع ابناء الشعب خاصة فقرائه ومثقفيه مع الحزب, حتى بعض المتدينين الذين كانوا يقولون (الشيوعيون جيدون في كل شيء الا في .....) وهذا(ال في) ليس له علاقة مباشرة في السياسة..ان الشعب تعود على حضوركم ونشاطكم ولتكن احتفالية الحزب بعيد ميلاده الماسي مناسبة وفرصة للعودة الى الحضور والنشاط, وليستلم الشباب رايات الحزب الخفاقة,فلا تكبتوا ثورتهم التي تحتاج الى تنظيم وتزخيم, ولا تقذفوا بهم الى احزاب متهورة تستغل ثورتهم وحماسهم لأغراضها الطائفية والشخصية وتؤدي بهم الى التهلكة.. سياستكم ايها الشيوعيين العراقيين هي الدفاع عن الفقراء بصوت عالي واقصد بالعالي ليس التهور والحمق,وانما اثبات الوجود واحداث التغييرعبر الشعور بالمسؤؤلية,وليس دعوة الحكومة والاخرين,لان يقوموا بما يجب ان تقومون به انتم حسب موقعكم وتقديرالشعب لكم...الفرصة الان فرصتكم والديمقراطية القلقة تسمح لكم بالحركة النامية يوما بعد يوم,وفرصة بدء نهوض الوطنية فرصتكم, فلا تدعوها تذهب الى ايدي المالكي..هل يعقل ان يستخدمها لصالحه وانتم لستم فاعلين؟؟ صحيح انه الحكومة بجيشها وامنها ومالها واعلامها,لكنه احسن استخدام بعضها,فنجح نجاحا نسبيا يفوق مستواه السياسي وليس الشخصي..اما انتم فما احسنتم استخدام شيء.. هذا الكلام لا يغيض الواعي,لأنه عين الحقيقة التي يجب ان تبعث في الشيوعي الحقيقي الواعي,الالتزام بمسؤؤليته ودوره الوطني..لا تنتقدوا انفسكم من تحت الغطاء..ان الاحتفالية مناسبة لنقد الذات واعلان مواطئ الخطأ لمعالجتها , وليس كل من ينتقدكم عدو لكم ,بل العكس ان اعدائكم الحقيقييين لا ينتقدونكم الان, بل هم ممنون لما انتم عليه,يجالسوكم ويباركون لكم مناسباتكم واحتفالاتكم,ويجلسون مع قادتكم في الرئاسات والوزارات والمؤتمرات والاحتفالات ايضاو بينما الذي ينتقدكم متألما من هو معكم ولكن تمنعوه من المشاركة والتعبير بحرية عن رأيه و قد تركتموه وحيدا وفضلتم مجالسة اعدائكم الذين هم اعدائه.. كنتم في الاحتفالية متراصين متكاتفين وفي الاول من ايار منقسمين كل يحمل رايته وشعاره رغم انه علامة لوحدة العمال. الفرصة ما زالت متاحة للحركة والنشاط وتغيير المواقف الخاطئة والانتقال الى العمل الجماهيري مع الشعب,كي يؤيد وينتخب وهي فرصة للتوحد بين اطراف اليسار ودعوة عملية للانضمام الى الحزب واتخاذ زمام المبادرة,لتوحيد نشاط التيار الوطني الديمقراطي في اطار جبهوي خاصة وان قواه المختلفة في حوار من اجل اللقاء والتوحد, وهي بالتأكيد بحاجة الى خبرة الشيوعيين وصلابة مواقفهم (السابقة) وحيويتهم في العمل السياسي الجماهيري.