فيديل كاسترو: يوم فقراء العالم


فنزويلا الاشتراكية
2009 / 5 / 16 - 09:56     

تأملات الرفيق فيدل
يوم فقراء العالم

30/4/2009

يصادف غداً يوم العمال العالمي.

أطلق كارل ماركس نداء الوحدة "يا عمال العالم، اتحدوا!" على الرغم من أن الكثير من الفقراء لم يكونوا برولياتاريين. ودعا لينين على نطاق أوسع كافة الفلاحين والشعوب الواقعة تحت الاستعمار أن يناضلوا متحدين تحت قيادة البروليتاريا.

تم اختيار اليوم الاحتفالي إجلالا واحتراما لشهداء تشيكاغو، عندما نفذوا في 1 أيار/مايو من عام 1886 إضرابا في دولة رأسمالية طالما عانت طبقاتها العاملة من البطالة وغيرها من الكوارث المصحوبة بأزمة اقتصادية لا يمكن فصلها عن النظام.

لم يتم الاعتراف بحقوقهم، واعتبرت البرجوازية أن اتحاداتهم هي منظمات إرهابية عدوة لشعب الولايات المتحدة.

ولجأ الرأسماليون لاحقاً إلى سلاحهم المفضل: التقسيم بهدف تفكيك النضال الثوري. فانقسمت الحركة العمالية وأصبحت مطالب الاتحادات بالنسبة للكثيرين، في وسط الفقر السائد، هي الهدف الرئيسي، أكثر من التغيير في المجتمع.

أصبحت الولايات المتحدة الدولة الامبريالية التي تضم أكبر فارق في الدخل بين الأغنياء والفقراء. وفي ظل هيمنتها، أصبحت أمريكا اللاتينية بدورها هي منطقة العالم الثالث التي تبدو فيها اللامساواة بين الأغنياء والفقراء أكثر عمقاً. فقد تمتع الأغنياء بمستويات معيشية تضاهي تلك الموجودة لدى برجوازيات دول أوروبا المتقدمة. وتلاشى مفهوم الوطن لدى الطبقات الأغنى من السكان.

إن تصادما بين القوى العظمى في الشمال من جهة والثورة الكوبية من جهة أخرى كان لا بد منه. وقد استهين بالمقاومة البطلة التي قام بها شعب بلدنا الصغير.

اليوم هم مستعدون للعفو عنا إذا ما استسلمنا للعودة إلى حظيرة كعبيد لنقبل من جديد بالجلد والعبودية، بعد أن عرفنا معنى الحرية.

اليوم، يمر كوكبنا في مرحلة حرجة وسط الأزمة الاقتصادية والأوبئة والتغيرات المناخية ومخاطر الحروب وغيرها من المشكلات المتزامنة. وتصبح المهام السياسية أكثر تعقيداً، ولا يزال هناك من لديه أوهام بأن الشعوب يمكن التلاعب بها كالدمى.

لم تقال بعد الكلمة الأخيرة حول التطور المستقبلي للإدارة الأمريكية الحالية. هناك عناصر جديدة، ذات طبيعة موضوعية وذاتية في آن معا. نحن ندرس ونتفحص بعناية كل خطوة من خطواتها. نحن لسنا محرضين كما يهيئ للبعض، ولا مغفلين حتى يتم خداعنا من قبل أولائك الذين يعتقدون بأن الشيء الوحيد الذي له قيمة في العالم هو قوانين السوق ونظام الإنتاج الرأسمالي. علينا جميعاً واجب النضال من أجل السلام. ليس هناك بديل آخر. ومع ذلك، يجب ألا يتوهم الخصم أن كوبا ستستسلم.

نتمنى أن يقوم ألوف الرجال والنساء في الأول من أيار/مايو من كل عام ومن كل زاوية في هذا العالم بمشاركتنا يوم العمال العالمي الذي احتفلنا به طيلة ال50 عام الماضية. قبل 1 كانون الثاني/يناير 1959 أعلنا أن ثورتنا هي ثورة البسطاء، من البسطاء، ولأجل البسطاء. إن نجاحات وطننا في المجالات التعليمية والصحية والعلمية والثقافية وغيرها من القطاعات، خاصة في قوة ووحدة الشعب، قد أثبتت هذه الحقيقة على الرغم من الحصار الوحشي.