التقدمي يتهيأ لعقد مؤتمره الخامس


حميد خنجي
2009 / 5 / 11 - 08:29     

"سيلتئم أعضاء جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي( اختصارا ‘’التقدمي’’) في اجتماع عام رسمي (المؤتمر الخامس) يوم الجمعة المقبل الموافق 15 مايو/أيار 2009 في مقر جمعية المهندسين العتيد، تحت شعاره الرئيس ‘’الحوار الوطني الشامل طريق لوقف التراجعات السياسية وصون الحريات ونبذ الطائفية’’ وشعارين فرعيين، ‘’لا إصلاح بدون إصلاحيين’’ و’’ قانون عصري موحد للأسرة.. ضرورة ملحة’’.
سيناقش المؤتمرون- بالطبع- في جو ديمقراطي وبكل شفافية وحرية أمورهم المشتركة ومسيرة جمعيتهم السياسية عامة وتفاصيل عملهم ونشاطهم السياسي القانوني فيما
بين فترتي المؤتمر الرابع السابق، الذي كان قد انعقد في المكان نفسه في 29 فبراير/شباط 2008 والحالي. محددين، من خلال آلية النقد والنقد الذاتي، الإنجازات والأهداف المتحققة حتى الآن، منتقدين - في الوقت نفسه - النواقص والسلبيات أو الأهداف والخطط التي لم تنفذ بعد وأسباب ذلك ، بتحديد علمي واضح للعوائق والمنغصات، بُغية تجاوزها وتذليلها، الأمر الذي يصبّ - في نهاية المطاف - في عملية المشاركة المأمولة للحراك السياسي القانوني من جانب كل القوى السياسية وقنوات المجتمع المدني، التي من دونها (المشاركة الفعالة) لا يمكن لمجتمعنا التقدم حتى قيد أنملة لتجاوز عما عليه الوضع من تأزم وإحباط وتعثر بيّن للمشروع الإصلاحي برمته، بهدف تجديد الإصلاح وإعطائه دفقاً جديداً من روح التفاؤل من خلال دفع الرأي العام المحلي للمشاركة في الحراك السياسي والاجتماعي المشروع، السبيل الوحيد للتقدم والعَصْرنة والتنوير لبلدنا الفتيّ.
من المجدي في هذا السياق أن نعيد إلى الأذهان أن جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي، التي تأسست في مستهل الألفية الثالثة، تحديداً في 14 سبتمبر/أيلول 2001 إبان الزخم المجتمعي في حينه، كجمعية سياسية تقدمية يسارية معتدلة، قد عقدت مؤتمرها الأول في ديسمبر/كانون الأول 2002 والثاني في يناير/كانون الثاني 2005 والثالث في بداية 2006 والرابع في 29 فبراير/شباط .2008
ويُعقد المؤتمر الخامس المقبل حيث فُتح باب الترشيح في الفترة بين 15 أبريل/نيسان 2009 حتى 6 مايو/أيار 2009 (ثلاثة أسابيع) لهيئاتها ولجانها القيادية، المتمثلة في ‘’اللجنة المركزية’’ (25 عضوا) و’’لجنة الرقابة التنظيمية أو التفتيش المركزي’’ (5 أعضاء) و’’لجنة الرقابة المالية’’ (3 أعضاء).. تقدم -حتى الآن- في حدود 30 مترشحا للجنة المركزية ومجموعة من الأشخاص للّجنتين الأخريين. هذا وقد نظمت جمعية ‘’ التقدمي’’ مجموعة من اللقاءات والورش والفعاليات، تمهيدًا وتحضيرًا لنجاح وتهيئة المؤتمر الخامس، آخذة بعين الاعتبار الاستفادة من الملاحظات والاقتراحات المقدمة من قبل الأعضاء.
غير معروف مقدماً عدد الأعضاء الذين سيحضرون المؤتمر، من أصل نحو خمسمئة عضو مسجل رسمياً في ملفات ‘’التقدمي’’ وذلك بسبب شرطٍ أساس (حسب قانون الجمعيات السياسية) لا يعطي حق حضور المؤتمر والتصويت للعضو الذي لم يكمل بعد، إجراءات تسديد اشتراكاته والتزاماته المادية تجاه جمعيته (الحد الأدنى من الالتزام والانضباط)، ولو أنه من المتوقع أن يكون عدد الحضور متواضعاً وذلك كظاهرة عامة سلبية يعاني منها المجتمع البحريني المعاصر في الظرف الآني، حيث يتسم الحراك السياسي والاجتماعي الحالي والنشاط الحزبي خاصة (حتى بين الجمعيات السياسية الدينية الجماهيرية) بالكثير من الفتور والإحباط، لأسباب موضوعية وذاتية متعددة، ليس هنا مجال الخوض فيها.
ستصدر عن المؤتمر أدبيات سياسية عديدة، عبارة عن وثائق، قرارات، توصيات، بيانات محددة ومهمة (تُنشر كل تلك الوثائق لاحقا للعموم) تعكس، تُحلّل وتُشخّص الوضع البحريني الحالي من شتى الزوايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. والوثائق عبارة عن تقريرِ اللجنة المركزية والمكتب السياسي وتقريرين مهمين (التقرير السياسي والتقرير الاقتصادي / الاجتماعي)، يمثلان وجهة نظر ‘’التقدميين’’ اليساريين في مجتمعنا فيما يتعلق بتفاصيل المشاكل الكثيرة التي يرزح تحت وطئها المواطن، على شكل اقتراحات تتعلق بالحلول والمعالجة- مرحلياً واستراتيجياً- من أجل سلكِ دربٍ سليمٍ للوصول إلى الأهداف العظيمة المأمولة من قبل المواطنين والمتمثلة في تحقيق مجتمعٍ معافى، قوامه، الحرية والديمقراطية والعدل والمواطنة الجامعة، تشييد المجتمع المدني المأمول ودولة المؤسسات والقانون المنشودة.
من المأمول أن يقرّ المؤتمر، بعد مناقشات مستفيضة، وثيقةً أو قراراً مهماً يتعلق بالضرورة القصوى للعمل المشترك فيما بين مكونات التيار الديمقراطي / العصري، الذي بات يشكل ضرورة ملحّة أكثر من أي وقت مضى لإعادة التوازن المجتمعي، في محاولة مجدية وضرورية لتأسيس ‘’خط ثالث’’ وتدشين التيار الديمقراطي / العلماني / العصري، كمظلة تجمع الجمعيات السياسية والأطراف الديمقراطية والعصرية المستقلة، لتكون بمثابة قوة مجتمعية متوازنة بين الحكم وقوى الإسلام السياسي.
كما يتوقع ويأمل الأعضاء ‘’الراديكاليون’’ في ‘’التقدمي’’ أن يناقش المؤتمر بشكلٍ جديّ وفعّال الضرورة الحياتية القصوى والعاجلة للتنمية الذاتية (الموارد البشرية) للمنبر التقدمي، لتجديد الدماء والتوجه إلى الجيل الجديد من الشباب للانضواء تحت لواء الجمعية العصرية هذه وشعاراتها، بُغية الاستمرارية والعطاء والمواءمة مع الظروف الجديدة لخلق نواة طليعية من المناضلين الشباب والانخراط في الحراك الحالي والمستقبلي. وقد تتمخض عن تلك النقاشات المفيدة والضرورية، ‘’وثيقة ما’’ أو مُسَوّدة لخطة عمل محددة، تكون بمثابة منهاج للمرحلة اللاحقة من تاريخنا الوطني القادم.