حالة العراق مستقرة؟


عبد العالي الحراك
2009 / 5 / 5 - 09:55     

يقال ان حالة العراق السياسية (مستقرة),او في طريقها الى الاستقرار,لكنها حالة استقرارهشة,كحالة المريض في صالة الانعاش,التي يطلق عليها الاطباء (حالة مستقرة),بمعنى انها حالة صحية لا تتدهور بأتجاه سلبي منذ وقت معين,لكن تبقى الخطورة قائمة.هكذا العراق اذن,تبقى الخطورة قائمة والسبب والنتيجة بأيدي حكام العراق الذين اوجدوا الطائفية السياسية سببا ووهم غير قادرين على الخروج منها بجدية نحوالوطنية الحقيقية.
لا بئس ان يزورالعراق بصورة مفاجئة,رؤساء العالم ومسؤؤليه,اثناء الحرب لأسباب امنية,خاصة رؤؤساء ومسؤؤلي تلك الدول التي غزته اوشاركت في غزوه واحتلاله..فكان بوش وتوني بلير ووزيري دفاعما وخارجيتهما,يزورون العراق بين الحين والاخر,دون اعلان مسبق ودون مراسيم رسمية معتادة,ويتفقدون في اول ما يتفقدون جنودهم وقواتهم,ثم يلتقون سرا اوعلنا مع مسؤؤلين عراقيين..يشعروننا نحن ابناء الشعب بعدم اعترافهم واحترامهم لنا,كشعب وكذلك المسؤؤل في دولتنا,ويشعروننا بسحق كرامتنا وعدم تقديرهم لنا,الا في قتلنا واستغلالنا والاستهزاء منا,اي ان سيادتنا الوطنية وقيمتنا الاعتبارية مهانتان.. مازالت الزيارات مفاجئة وسرية,رغم مرورستة اعوام على الغزو وقيام الاحتلال,وهو في طريقه الى الانسحاب..متى نستعيد استقلالنا وكرامتنا ويزورونا المسؤلون رسميا وعلنا؟وهل ستعود الزيارات الرسمية للعراق مؤشرا نسبيا للاستقلال الوطني والاعتراف بدولتنا وحكومتنا؟ الحكومة تصرح دائما وتدعي استتباب الامن,وهي مستعدة وقواها الامنية والعسكرية لتأمين الحماية وتوفير الراحة لرؤساء البعثات الدبلوماسية التي ترغب بفتح سفاراتها في بغداد,لكن لحد الان تمتنع اكثرمن ثلاثة ارباع الدول في العالم عن الاعتراف بحكومة مستقلة في العراق,ولم تفتح سفارات لها في بغداد,لان الامن ما زال غيرمستقرا,والاحداث في صعود وهبوط حسب المتغيرات والتصريحات..فتصريح لمسؤؤل امريكي او بريطاني اوحكومي عراقي يؤدي الى حصول تفجيرات وقتلى هنا او هناك,واطلاق سراح سجناء تطالب بهم جهة سياسية عراقية دون اخرى, يؤدي الى وضع مفخخات في الاماكن العامة وقتل الابرياء ثم اتهام رجال (الصحوات) واتباع النظام السابق بعودة اعمال العنف,لان ما يسمى بمفاضات المصالحة الوطنية الجارية معهم في عمان ودمشق قد تعثرت..في احسن الاحوال فان وضع العراق السياسي في حالة (استقرار مرضي) كحالة المريض ذي الحالة الصحية الخطرة,التي يسميها الاطباء (بالحالة المستقرة)عندما تستقر في مستوى معين لا تتدهور بسرعة وانما تستقرعلى تلك الحالة المعينة ,لبعض الوقت قد يكون ساعات اوايام,وقد تتدهورفي اية لحظة او يتشافى..فتصريح الطبيب المسؤؤل الذي يقول لذوي المريض اولوسائل الاعلام,بان حالة المريض مستقرة لا تعني شيئا لهم,لانهم يعرفون انه ما زال ممددا في فراشه,تربطه الاسلاك الكهربائية بالأجهزة والادوات التي تحيطه,وعندما ترفع عنه وتسحب لا يمكن للطبيب ان يقول عنه بان حالته مستقرة.هكذا حالة العراق المريض مستقرة,تهددها بالتدهور حالة زكام اواسهال بسيط..وهل ان القوات الامريكية في العراق كتلك الاسلاك والاجهزة والادوات,موجودة لتبقي حالة العراق مستقرة؟ تتحمل القوى السياسية العراقية مسؤؤليات كبيرة منذ الاحتلال ولحد الان,ابتداءا من الحكومة وانتهاء باخرالاحزاب السياسية تسلسلا في موقع المسؤؤلية الرسمية,فهم جميعا غير قادرين وغيرمؤهلين لتحمل تلك المسؤؤلية في الانتقال بحالة العراق(المستقرة) في قسم الانعاش الى حالة متعافية مكتسبة الشفاء التام,يمارس نشاطه ودوره في الحياة,وحكومة تطالب المسؤؤلين الاخرين في العالم احترامه وزيارته رسميا وحسب الاصول الدبلوماسية بين الدول عند الضرورة.فرئيس الوزراء يتعثر لوحده بوحدته ومصالحته الوطنية..والبرلمان متخلف جدا وتوافقي جدا وهو مضيعة للوقت وتبذير للجهد..وفي المحافظات السرقات تأخذ ادوارا واشكالا متجددة ولجان التحقيق في الفساد الاداري والمالي,لا نهاية لها والعراق حالته الصحية(السياسية) يقال عنها مستقرة . كيف؟