افقار العراق سياسة استعمارية خبيثة


عبد العالي الحراك
2009 / 4 / 24 - 07:59     

سلط الاحتلال الامريكي للعراق بعد سقوط النظام السابق, نظام حكم لم يسلط عليه طيلة فترات حكمه السابقة,منذ تأسيس الدولة العراقية في اوائل القرن الماضي..نظام حكم طائفي اختلطت اوراقه السياسية و الدينية والقومية والقبلية والعشائرية والارهابية مع سياسات العنف والارهاب والفوضى,ابعدت عنه جميع قيم الدولة الحضارية والمدنية حيث اضطرالعلماء واصحاب الكفاءات الى الهجرة خارج الوقت وقتل الكثير منهم,وتشكلت مؤؤسسات الدولة الجديدة على اسس طائفية وقومية ضارة ابتداءا من الدستوروالبرلمان والحكومة,واهمل الاقتصاد الوطني وهربت الخيرات الوطنية خارج الحدود وسرقت الاموال العامة واوقف البناء والاعمار والخدمات,وغزت بضائع ومنتوجات دول الجوارالاسواق العراقية واعطي مسؤؤليها الحرية الكاملة بالتدخل بالشأن الوطني عن طريق الزيارات المتكررة والاملاءات وفرض الرأي الذي يلبي مصالح الغيرعلى حساب مصالح الوطن.. فهذه ايران وتركيا والاردن وسوريا قد استفادت من العراق اقتصاديا وسياسيا,وبالمقابل فقد تضررالعراق منها وما زال يهدد,في وقت يجب ان تكون المصالح والمنافع متبادلة. جميع سيئات الاحتلال الامريكي فرضت على الشعب العراقي لأذلاله ولتجويعه,والتقت معها سيئات دول الجوار,فليس لهذه الدول نية طيبة في جوارطيب,فالاطماع تفوح روائحها والزيارات في تنافس على المصالح الاحادية الجانب والصراعات القادمة اشد خطورة من المنافسات الحالية. لهذه التدخلات مستوياتها فيمكن معالجة بعضها ويصعب معالجة (الاخرى) ولو توقف هذه (الاخرى) لأمتنعت تدخلات البقية الاخرين,واقصد (بالاخرى) وهي اسوء التدخلات تلك تدخلات ايران,لانها تدخلات عرقية مذهبية حوزوية تتركز في النجف وكربلاء وهي تنتشر في عموم العراق بشكل خطير,اجتماعية حيث تزوج معظم العراقيين في ايران من ايرانيات موجودات وابنائهن وبناتهن الان في العراق, سياسية لان احزاب سياسية اسستها ايران على اراضيها تدين لها بالفضل والطاعة ومشبعة بفكرها وثقافتها التي تفضلها على الفكر المذهبي الشيعي العراقي الذي يختلف جذريا عن الفكر المذهبي الشيعي الايراني,اقتصادية حيث المسافة اقربها والبضائع والمواد تملأ الأسواق العراقية,امنية مخابراتية حيث الجنوب يمتلأ كما في الشمال برجال الامن والمخابرات الايرانيين, وحزبية متغلغلة كأحزاب الله التي تقوم بواجبات امنية ايرانية بحتة.
منع تدخل ايران يمنع الفتنة المذهبية المؤجلة,وكانما بعض الاحزاب الاسلامية تبحث عن فرصة لايقادها لانها لا تستطيع العيش السياسي بدون طائفية. حتى ان اقتراب المجلس الاعلى والحزب الاسلامي وتحالفهما مع القيادات الكردية سببه سياسي طائفي عميق من جانب لصالح ايران ومن جانب اخر قومي ضيق ومؤقت لصالح الاكراد سوف ينقلب ضدهم اما الخاسر الوحيد فهو الحزب الاسلامي لانه يتمتع بغباء سياسي لا مثيل له.. تؤثرهذه المواقف جميعها على الموقف الوطني العراقي الذي يتطلب التآزروالتوحد من اجا أسقاطها وطنيا خلال الانتخابات القادمة.
ولكن هل سيصبح العراق ساحة لتعميق التدخلات الاجنبية بعد الانسحاب الامريكي؟
لم يوضح اوباما موقفا جديا ازاء العراق,رغم ان قواته تتحمل المسؤؤلية الكبرى في ما حصل ..فرغم وضوحه في حالات اخرى حول العالم,ورغم تناقضه مع موقف بوش,الا انه لم يعراهتماما كبيرا ويعوض العراق بتأهيله وطنيا وديمقراطيا وبناءا مدنيا,والانتباه الى مصالحه الوطنية.. فراح يبحث عن مصالح امريكا ومصالح تركيا الحليف الستراتيجي..كذلك التقارب المستقبلي مع ايران قد يكون على حساب العراق,اذا نجحت المفاوضات الامريكية الايرانية المنتظرة..العيب ليس في اوباما بل في امريكا بوش,الا انه يتحمل مسؤؤلية قانونية واخلاقية.يتحمل نظامنا السياسي الذي يدعو ضعفه وهزالته الاخرين لان يتدخلوا ويعبثوا,مسؤؤلية كبيرة في خلق الوحدة الوطنية التي تقف في وجه هذه التدخلات الخبيثة. فقوى الاسلام السياسي الشيعية العراقية عليها الاهتمام بعراقيتها على المستوى الديني والمذهبي,فمذهبها يختلف اختلافا كبيراعن المذهبية الشيعية الايرانية(الفارسية) وذوا الشأن الديني والسياسي اعرف بذلك والالتزام بالوطنية العراقية يصفي السياسة الوطنية كما يقوي المذهب ويخفف عنه الذلة التي تفرضها القيادات السياسية والدينية الايرانية التي تفضل وتقدم حوزة قم على حوزة النجف وتغزوها بأفكار مذهبية عدائية ليست عراقية..كما ان الالتزام بعراقية المذهب يقرب انصاره واتباعه من انصارواتباع المذهب السني ويخفف العداء الطائفي التي تحاول ايران سكب الزيت عليه,كما يمنع قادة المذهب ذاته من البحث عن تحالفات سياسية تضر بالعراق. تبقى القوى الكردية التي تلعب بالنارمن خلال البحث عن تحالفات,الغرض منها اضعاف العراق وتقسيمه الا ان تصريح اوباما برغبته في عراق موحد وجديته في الانسحاب قد يدعو الاكراد التفكير في طريق اخر وليس هناك طريق ينقذهم من ازمات قادمة,غيرالطريق الوطني الديمقراطي العراقي الواضح.
اما القوى الوطنية واليسارية فهي الاخرى في ازمة البحث عن حل لازمتها الوطنية المتمثلة في التشتت والانقسام والانعزال عن الشعب وتكرارالاخطاء.
ان التواجد الايراني في العراق وضغوط المذهب والطائفية,يعتبر حجرالاساس في ساحة الصراعات السياسية القادمة في العراق ومبعث حقيقي لتأزميها,اذا ما نظرنا الى مستوى العداء التاريخي بين ايران وتركيا والسعودية حيث يزداد التواجد التركي الاقتصادي والضغوط العسكرية في شمال العراق وكذلك التدخل السعودي الذي يأخذ شكلا دينيا ومذهبيا سلفيا متخلفا وخبيثا يعيد الصراع الى ما يزيد عن الف عام..كما ان الوجود السوري في العراق قد يكون وجودا اقتصاديا وسياسيا خفيفا,الا انه مؤيد وداعم للسياسة الايرانية وهنا يكمن الخطر.
كل هؤلاء وغيرهم في مواجهة الشعب العراقي لهذا يحتاج الى حكومة وطنية جبارة وذكية..استثنائية في ذكائها...فهل هذا موجود؟؟