تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// سؤال المرحلة


بلكميمي محمد
2009 / 4 / 1 - 04:28     

تناول الفقيد عبد السلام المؤذن في صفحة- راي من جريدة انوال – فكرة- " سؤال المرحلة" وقال في التسعينات من القرن العشرين ، ان الزلزال التاريخي الهائل ، الذي هز جغرافية المعمور من اقصاها الى اقصاها ،، عما يعبر ذلك الزلزال ؟ .
ذلك الخراب ، الذي كان يوما من الايام ، من خصوصيات العالم الثالث .. والذي انتقل الى الى ضفاف نهر الدانوب الازرق ، في قلب روما .. ما ذا يعني ؟
تلك الفوضى الجامحة التي عمت كل شيء .. كل شيء .. من النظم السياسية ، الى النظم الاقتصادية ، الى نظام الدول الامبراطورية ، الى المنظومات الفكرية الكبرى التي انهار شموخها وفقدت نظام منطقها .. ما دلالالتها ؟
ان ذلك يعني من وجهة نظر الفقيد عبد السلام المؤذن ، ان العالم الذي عشنا فيه .. واكلنا وشربنا فيه ،، وتعودنا على الحياة فيه ،، هذا العالم ، لم يعد قابلا للسكن والايواء ،، لانه يتهاوى قطعة قطعة ، امام اعيننا .
اننا نعيش الان يقول عبد السلام المؤذن ، اللحظة التي سماها نوح بالطوفان .. وسماها هيجل بنهاية التاريخ .. وسماها ابن خلدون بنهاية العالم ( بعد تامله في سقوط اخر امبراطورية مغربية ) .. وسماها علماء الفيزياء الفضائية بالانفجار العظيم Big Bang لكن لحسن حظنا ان التاريخ مصنوع بطريقة تجعل النهاية لا تنفصل عن البداية ، والموت لاتنفصل عن الحياة ،، والعدم لاينفصل عن الوجود .
فمن مستنقع العفن تولد الحياة ، ( كما كان يقول ماركس ) ..
وعلى انقاض الخراب ، يقوم البناء .. ومن صلب القديم ، يبزغ الجديد .
ذلك هو قانون الوجود الابدي وحدة فانقسام ،، ثم وحدة فانقسام ، ثم وحدة فانقسام ، وهكذا في دورة لانهائية .
في اعتقاد عبد السلام المؤذن ، اننا نعيش ثالث اضخم انقسام تاريخي في العصر الحديث .
كان الاول ، هو انقسام البورجوازية عن الاقطاع ، ( وظهور عصر النهضة الاوربية ).
وكان الثاني ، هو انقسام الامبريالية عن البورجوازية الكلاسيكية ، ( وظهور المعسكر الاشتراكي والعالم الثالث ) .
والان كما قال عبد السلام المؤذن ، نمر بمرحلة انقسام العالم الثالث عن الامبريالية ، وتحرره منها .
وليست حرب الخليج الامبريالية ، الا تعبيرا عن هذا الانقسام التاريخي الثالث .
وطبعا ، في كل عصور الانقسام ، يحاول رموز النظام العالمي القديم ، الذين يرعبهم ذلك ان يهبوا لانقاذ العالم ، الذي يتهاوى امامهم .
هكذا سيتقدم غورباتشوف ، معتقدا انه بالكفر بجزء من ملة لينين ،، سيتمكن من انقاذ نظام لينين .
وهكذا ، سيتقدم بوش ( الاب ) ، معتقدا انه بتدمير العراق ،، سيدمر ( مشروع العراق ) .
وسيتقدم اليوغسلاف الصرب معتقدين انهم بتفجير الحرب الاهلية ،، سيعيدون اللحمة الى الدولة المنهارة .
وسيتقدم عسكر الجزائر ، معتقدين انهم باكتساحهم للملتحين سيسحقون تيار الملتحين .
وفي المغرب ، يبدو ان الحاكمين يريدون نهج طريقة خاصة جدا ، ومغربية جدا .
انها طريقة الحقن ،، أي انقاذ المريض عن طريق اسعافه ببعض الحقن ، المقطرة جرعة جرعة .
وفي اعتقاد الفقيد عبد اللاسم المؤذن ان الدستور المراجع انذاك والذي سينزل على الشعب للاستفتاء عليه سيعالج الوضع .
لكن ازمة المغرب كازمة العالم ، عميقة جدا جدا ، ، ولا يعتقد عبد السلام ان مجرد تعديل هذا البند او ذلك من بنود الدستور ،، سيكون قادرا على اطفاء نارها .