إيدولوجية الثورة الايرانية


يعقوب الساهي
2009 / 3 / 14 - 09:53     

لوحظ مؤخرآ إزدياد عدد التصريحات الايرانية اللامسئولة حول دول الخليخ العربي عمومآ و البحرين خصوصآ , بدئآ من تصريحات أحد مستشاري الثورة الايرانية المدعو ( شريعتمداري ) الى النائب في البرلمان الايراني ( داريوش ) الذي زعم هذا الأخير أنه لو خير الشعب البحريني بين التبعية لإيران او البقاء مع الحكومة البحرينية فإن شعب البحرين سيميل للخيار الثاني ! ولا نعلم على اي اساس رجح هذا النائب الخيار الثاني !
ما جعلني حقيقأ أكتب هذا المقال هو قيام القنصلية الإيرانية في المغرب بتوجيه الانتقادات الى حكومة المغرب بسبب و قوف المغرب الشقيق مع جارتها البحرين ضد تصريحات هذا النائب الأخير.
ومن المثير ان الرئيس الايراني المتواضع أحمدي نجاد غالبآ ما يتحمل ذنب أعوانه فيخرج الينا باعتذاراته بعد كل تصريح لامسئول يتفوه به أحد رعاياه من أصحاب المراكز العليا في النظام الايراني , لعل وعسى أن لايتفاقم الوضع ويؤدي الى نتائج لاتحمد عقباها.
ما شهدناه مؤخرآ متمثلآ في زيارة نجاد الى البحرين مقدمآ الندم و بوس القدم الى وزير الخارجية البحريني بعدما علقت البحرين اجراءات إستيراد الغاز من إيران يجعلنا على درجة من اليقين مدى حرص نجاد على ضرورة ابقاء المصالح الاقتصادية بعيدآ عن السياسة (أي فصل الاقتصاد عن السياسة ) فإيران التي لم تلتئم جراحها من الحرب العراقية – الإيرنية (سبتمبر 1980) حتى الآن هي في غنى عن خوض أي حروب في الأعوام العشرة القادمة على أقل تقدير, كما أنها في غنى أيضآ عن قطع علاقاتها الاقتصادية مع دول الجوار.
اليس من الأجدر ان يمنع نجاد رعاياه من التفوه بالتصريحات اللاذعة في القام الأول بدلآ من الاعتذار نيابآ عنهم لا حقآ عندما يكون الفأس قد وقع على الرأس.

ان الايدولوجية التي تتبعها الحكومة الايرانية تبعث على القلق حقآ من خلال استمرار هذا النظام في التدخل في الشئون الداخلية الخاصة للدول العربية من لبنان وفلسطين و العراق وانتهاء من التدخل أيضآ في شئون الخليج , كما ان السياسة الإيرانية متناقضة كل التناقض مع نفسها , فسياسة الثورة تسمح بتوجيه الانتقادات الى الخارج في حين انها تقمع كل من ينتقدها من الداخل !
إن ما يحدث هذه الأيام من تطورات و انقلابات و تمرد على حركات الاسلام السياسي ينبئنا بأن الثورة الإيرانية قد تزول خلال الأعوام القادمة لا محالة , وأن هذه الثورة ستسقط على أيدي الاصلاحيين , فالإيرانيون المستنيرون قد تشبعوا من أفكار أصحاب العمائم التي لا تغني ولا تسمن من جوع , كما أننا لا ننسى ما قامت به الثورة من مجازر في حق الشعب الايراني عندما أرادت فرض أجندتها بالقوة فوق رقابهم.

" فلابد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر "