المستثمر الكويتي يطلق رصاصة الرحمة على مصنع الزجاج في معان


وليد حكمت
2009 / 2 / 25 - 08:56     

بعد صراع طويل دام سنوات ما بين مؤسسة الفساد الإداري والمالي في مصنع الزجاج وبين حالة حياة المصنع منتجا مشغلا رافدا حقيقيا لابناء الوطن وعماله ، حسمت المعركة لصالحة الفساد وأعوانه وانتهت بإغلاق المصنع وتشتيت عماله وموظفيه وتسريحهم وتوزيعهم هنا وهناك مع اغلاق ملف مصنع الزجاج دون الوقوف على حقيقة تلك الكارثة الاقتصادية ودون التحقيق في الاسباب والمسببات وكأن شيئا لم يكن.
ثم جاءت بعد ذلك الأحلام والوعود السحرية الطوباوية التي نسمعها هنا وهناك من خلال وسائل الإعلام الرسمي لأجل إعادة تشغيل المصنع وتأهيله في منطقة احتوت على ثروات ومواد طبيعية بكميات كبيرة جدا لكنها تعيش جو الفقر والبؤس والحرمان لكن هذه المرة لن تكون الحكومة هي من يقوم بتلك المهمة بل هو المستثمر الاجنبي الذي سيقيم مشروعا بمبالغ خيالية (170) مليون دينار اردني وفرص عمل حوالي 2000 فرصة عمل وهذا الامر سيعزز حتما عملية التنمية المعاقة والموءودة أصلا في محافظة معان على الرغم من الضخ المتواصل من الإعلام الوهمي الذي يعد الفقراء بشيء غير موجود أصلا لأسباب كثيرة لا مجال لنقاشها الآن ولكن دعونا نأخذ هذه التجربة الفاشلة والتي نقلتها لنا صحيفة العرب اليوم في خبر مفادها بأن هذا المستثمر قد اشترى المصنع بكامل بناه التحتية وابنيته واراضيه التي تقدر بحوالي 500دونم في منطقة حيوية واستراتيجية بمبلغ خمسة ملايين دينار ستعود الى صندوق التخاصية والشروط التي تلزم المستثمر كما هي دائما تكون غامضة وليست في صالح الحكومة او ابناء المنطقة
خلاصة الحديث بان هذا المستثمر كما اوردت الصحيفة قد افرز الاراضي وقسمها بطريقة معينة وقام بعرض جميع المعدات ومحتويات المصنع واراضيه للبيع لتنتهي بذلك آخر فصول المسلسل الدرامي البائس لذلك الصرح الاقتصادي ولتنكشف صفحة جديدة من المبالغات والادعاءات التي تقول بان ثمت تنمية في منطقة معان

لقد شرع هذا المستثمر الكويتي حقا بإطلاق رصاصة الرحمة على هذا الهيكل الشامخ الذي طالما كدح فيه العمال من الصباح وحتى الليل تواصلا وعملا وكدحا من اجل تحصيل لقمة العيش لأطفالهم وذويهم ثم جاءت البيروقراطية المترهلة فعاثت ردحا طويلا في أموال المصنع فسادا وخرابا وجاءت لتنعق بالخراب والدمار وتلهج بالنهب والسلب لتملأ أرصدتها ولتشتري الفلل والقصور الفارهة في عمان ولتحقق أمانيها في الكسب الغير مشروع والتغول على اموال الحكومة والشعب الاردني.

اين مكافحة الفساد عن هذا العبث وأين تلك الإدارات العابثة لماذا لا يفتح ملف تحقيق في كل صغيرة وكبيرة لنصل إلى الحلقة المفقودة التي كانت السبب في هدر ونهب الملايين ولماذا لا يتم تقديم المجرمين لمحاكمة عادلة تشعر المواطن ولو لمرة واحدة أن هناك دائرة موجودة حقا اسمها دائرة مكافحة الفساد حتى تعود ثقة المواطن في أصحاب القرار والوطن والدولة والثوابت الوطنية فهل من مجيب ... هذه هي إحدى قصص المشاريع الوهمية الورقية ابتداء من مصنع الروفر ومرورا بالميناء البري وكافة المشاريع التنموية الوهمية وانتهاءا بمصنع الزجاج ... قاتل الله الفساد والفاسدين وكان الله في عون ابناء الاردن الشرفاء.