ياغزة.......... مشوارك طويل...!!!!!!!


عبد الفتاح بيضاب
2009 / 2 / 20 - 09:18     

(100) دستة من البشر،تسامت أرواحها وحصدت أجسادها بالرصاص المسكوب في غزة (بحماس) عنوفي وبهيمي، تجعل من مد الألسن خلف دعاة مدنية العقد الاجتماعي وأهداف الألفية الثالثة وحقوق الإنسان أمرا لازما وواجبا ،تظل المذبحة عورة تقبح وجه تاريخنا وتحاصرنا مهما ذرفنا من دموع وأبدينا من خطب (حماسيه)، فلن تعوض أنفس جثثها غطت تراب غزة بالدماء وكتبت على الدافنه يافطة (لاتوجد مقبرة شاغرة)، كذا الاستعمار قديما كان أو حديثا انتهي (بلا توجد ) من الوظيفة إلى شبر اللحد، أو استخدام اللحد مرارا ليمكن ولو مرة لرقيق الأرض المزاحمة والفوضى، ما انجع شد الرحال على صوت فلسطين في تاريخ الوقت والموقع وحركة الأحداث وفعل الداخل (المنهوب) والخارج (السارق) في مفصل وعظم (التحرر) بين صراع الوطني والاستعمار، لنخرج من بياتنا الشتوي والتجرثم في تضييق الخناق على القضية بان محركاتها الدين والعنصر بما ينفر إخوة لنا في النضال في آسيا وإفريقيا والجنوب اللاتيني لأمريكا، ما أحوج جوهر المشكل لماعون واسع وجلباب فضفاض، لتعزيز غايتانا في الاستقلال الحقيقي بشراكة الهم والمصير، مع الذين تجمعنا بهم وحدة الهدف في (التحرر الوطني ) في جنوب الأرض،وإلا انطلت علينا ايدولوجيا القاهرين والظالمين في مثل مسلم /يهودي أو عربي/وعبري أو عربي/وزنجي أو عربي/ وفرس أو سني /وشيعي .....الخ، ونصبح نحلم (كزلوط) أن يوما ما سوف تمطر علينا الحلول من السماء في أطباق ذهب وفضه أو أن الله سوف يغير ما بنا بغير أن نغير ما بأنفسنا، بالوعي والعقل والعلم حتى يصبح السيف أصدق أنباءا ليس من ولكن بالكتب،لأنه (السيف ) بذلك يضحي (صاروخ) يثأر لنا به (طرباي) ويسكب الرصاص على الخنازير الصهيونية ونقيد هذا الطرباي ....في رمزية الفيتوري..أن لا يصطاد اليهودي على المطلق.
في 1948 الشاهد أزمة مالية واقتصادية عالمية في الثلاثينات، الحرب العالمية الثانية وأثارها، نهوض حركات التحرر الوطني العالمية، اثر الحركة البينية للثقافات التقدمية ، واستصدارها في أثنائية الحرب وحركة الفكر التقدمي، العصر الزاهر للمعسكر الاشتراكي ودعمه السخي أجل التحرر والاستقلال كقطب ورافع توازن كوني وأممي آنذاك، هزيمة وغروب شمس الإمبراطوريات القديمة البريطانية والفرنسية والتليانية.كل ذلك جعل عين الاستعمار الجديد على فلسطين كبديل موضوعي للقديم ، واختيار (القدس) كبؤره لتقاطع حضاري وديني وثقافي ومسارات تواصل جغرافي مع رقعة أرضية شاسعة، لذا كان أول غزو واحتلال عام 1948م. وصدقت النبوة حين نعلم أن بين 1949-1964م كل الدول الواقعة تحت جحيم ونيران شمس الإمبراطوريات الاستعمارية القديمة قد نالت استقلالها .
(بما أن ) 1967 كانت مصر رأس الرمح والمملكة العربية المتحدة وسوريا وكل الدول المتحررة حديثا من الاستعمار مثل إثيوبيا وانغولا وموزمبيق واليمن والعراق والهند .....الخ ، قد سلكت طريقا جافا الاستعمار في نمط إنتاجه وسائر مفاصل اقتصاده منهجا (لارأسماليه) ومستقلا عنه وكارها له، ميمما وجهه بلد المعاني الحرة(العالم الاشتراكي) في علاقاته الخارجية ومجمل نشاطاته الثقافية والوطنية التقدمية، إلا أن اللافت أن عبد الناصر في مصر تأميم قناة السويس، وجلاء الشركات الأجنبية في كل الأنشطة الاقتصادية والتجارية والزراعية، حتى صار ثقافة ومنهجا مشتركا عند كل الشعوب المتحررة وقتذاك، أو هكذا كانت دوافع نكبة حزيران 1967 .
والثابت أن (في الثمانينات) أعقبت أزمة مالية عالمية في منتصف السبعينات، نصرة صيف العبور 1973، وثورات في ليبيا والسودان والعراق رافعة لشعارات تقدمية، الثورة الإيرانية....الخ. وحين لم تشف غليل الرأسماليين (كامب ديفيد) لأنها فشلت في توحيد (الراديكالية) جبهة المقاومة والصمود كما كانت تعرف آنذاك..لذا كان حرب الجنوب اللبناني وهضبة الجولان ومذابح صبرا وشاتيلا ...الخ.
وبمثل هذه المسلمات والبديهيات لم يبق يستحيل أو يستعصي على القراءة والاستنتاج ،أن الغزو وجملة المذابح والهجمات كانت اثر أحد عاملين(أما) نهوض حركات التحرر الوطني والحركة الديمقراطية والتقدمية جميعها فيما يعني قرب نيل الاستقلال الحقيقي(السياسي والاقتصادي والاجتماعي) الشئ الذي ترتعد له فرائص الرأسماليين وتجعلهم يقدمون على حروبات تقطع صيرورة التطور والاستقلال (أو ) حال الأزمات الاقتصادية للرأسمالية(الاستعمار الحديث).
إذن ما أشبه الليلة بالبارحة في تماثل المرحلة غصبا للتاريخ الذي لا يعيد نفسه بذات الملامح والشبه إذ أن أزمة المشروع الرأسمالي الآن في كل محاوره (الاقتصادية) في سوق المال والاقتصاد الريعي والإنتاج الطفيلي وبورصات تجارة النقد....الخ، والاجتماعية ،العطالة والفقر والفساد والأمراض، و(السياسية) في مركز العالم وقطبه الواحد ولبراليته وديمقراطيتها المزعومة والتي بفعلها جعلت شعوب العالم تنظر بشديد الازدراء للمركز الاستعماري الحديث.والحكومات التابعة له مهما تعدد المسمي والطلاء عسكرا أو مدنيين بإسم العرق أو الدين،على حد سواء هي الآن تنتظر ساعة صفر تدحرجها إلى مزبلة التاريخ لتصبح في ذمته، وليس دليلا على ذلك إلا شعار (التغيير) الذي طرحه (باراك أوباما ) في حملته الانتخابية مما جعل الشباب والنساء والسود وكل الأقليات في أمريكا تمكن رجلا اسودا ليصبح سيدا في البيت الأبيض،حركة الوعي الاجتماعي والسياسي وتحيزها لجانب التغيير في قبرص أو عند كهنة وقساوسة بورما أو لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية،وعودة أحزاب شيوعية وديمقراطية للحكم، فوز شيوعيين في ألمانيا في مجالس محلية، الاقتصادات الناشئة في كوريا والصين أو إيران، عودة الدب الروسي ونصره المؤزر في جورجيا، النهج المطروح عالميا نحو تعدد الأقطاب الاقتصادية ومراكز المال،فكيف لا تكون مذبحة غزة إشارة من المستعمر(نحن هنا)...!!!!؟؟؟
فما العمل ...!!!؟؟ وحدة الفصائل الوطنية، وحدة الأمة العربية، قراءه حديثة ومعاصرة لمسألة التحرر الوطني تمكن من مشاركة إقليمية وعالمية، عودة واستثمار 14 تريليون من أموال العرب من (وول ستريت) إلى (القدس ستريت)،قطع العلاقات الدبلوماسية ونقد التطبيع، مراجعة وتقييم المعاهدات والاتفاقات من حلف بغداد(السنتو) حتى أوسلو مرورا بكامب ديفيد ،الضغط على المنظمات الدولية حتى تصبح ضامنا وحاميا للإنسان في القدس وغزة وشاكلاتها.
ولحسن حظ الإنسانية والتحرر وخير ماجعلته مذبحة غزة ممكنا تجديد الحساسية نحو المسالة الفلسطينية،بتجاوز انكفائها حول العرق والدين إلى مراتب الإنسانية وليس ببعيد الحديث الواعي والمستنير عند أتيم قرنق في ندوة كلنا غزة ..(أن المذبحة في غزة ليست حرب عرقيه أو دينية أنها حرب على الإنسانية)، ومثله البوليفي ايفو موراليس في قصر الحكم هناك (أود أن أعلن أن بوليفيا تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ونظرا لهذه الجرائم الخطيرة ضد الحياة والإنسانية فان بوليفيا تلعن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل) كما الشاهد على إنسانية القضية وامميتها في فعل وقول الفنزويلي هوغو شافيز التي طرد السفير الإسرائيلي شلومو كوهين وستة دبلوماسيين آخرين من كراكاس، واصفا الجنود الاسرائليين (أنكم جبناء ولا تخافون الله) هؤلاء أضافوا خطوطا وألوانا منحت لوحة النضال والتحرر أبعاد جديدة تجود وتميز القراءة والرؤية وتضيف لها بعدها العالمي.أما الحكومات في العالم العربي والإسلامي فهؤلاء عيال اليانكي (الأمريكي) عاف قلمي الكتابة عنهم إلا بعد دفنهم وسلطاتهم مع جثث شهداء غزة لكي ننهض ، بهكذا لا يحق لنا أن نسأل أنفسنا أن (مذبحة غزة) أهي نيران حرب دينية،أم نير استعمار حديث.....!!!!؟؟؟ أو بمثل هذا (شفتك) في المنام (ياغزة) قولي إنشاء الله خير يا(غـزة)....!!