هل سيتمكن اوباما التغلب على ارث بوش السئ


حازم كويي
2009 / 1 / 23 - 08:57     

راقب العالم بشغف على شاشات التلفزة حفل تنصيب الرئيس الاميركي الرابع والاربعين باراك اوباما متطلعا بجر انفاسه من حماقات ولاواقعية سياسة الرئيس السابق جورج دبليو بوش التي ما انفكت بخلق المشاكل والازمات على كوكبنا وادخالها في عقدمستعصية تكاد ان تجرنا الى ويلات ليس فقط على البشرية فحسب بل موطن سكننا ارضنا الجميلة .
لقد حضر يوم التنصيب في البيت الابيض والاماكن المحيطة بها اكثر من مليونين شخص حيث جاء البعض منذ الفجر كي يحصل على مكان لائق ومريح,جاءوا معلقين آمالهم بحياة طبيعية ومستقبل يبعدهم عن مخاطر الحروب والدمار.ولقد حضر حفل التنصيب روؤساء الولايات المتحدة الاسبقين والملفت للنظر ان الرئيس الاسبق بوش الاب قد حضر مثقلا بمشيه تسانده عكازته وكذا نائب الرئيس الاميركي تشيني على عربة مقعدين وبهذا يكونا قد حصدا نتائج سياسة التلويح بالحروب والتسلح التي لا تجلب سوىالاعاقة .
فبوش الاب المعروف بسيناريو الكويت الذي عاقب فيها الشعب العراقي وليس دكتاتورها الحاكم حربا وحصارا جائرين .اما تشيني فكان دوره بسيطا بارتباطاته الوثيقة مع مصانع السلاح كوزير دفاع ليس الا.
لنأتي الآن الى بوش الابن الذي يقول عنه الصحفي الالماني المعروف راينر اوشمان بانه اي بوش يمتلك الموهبة بان يبيع السياسة التي رسمها لعامة الناس , فقد رايناه كيف انه كان عام 2003 يوزع الطعام على الجنود الاميركان في العراق كجزء من حملته الدعائية وكذلك زيارته الاخيرة لبغداد وقبل نهاية ولايته وكيفية تخلصه من الحذاء الذي لم يصبه .
80% من الاميركان يعتقدون انهم سوف لن يفتقدوا بوش بعد مغادرته البيت الابيض ,فقد غطس هذا الرجل بالكامل وخاصة بعد الازمة المالية العاصفة سبتمبر 2008 ,فقد رايناه ايضا كيف انه فقد السلطة بعدم قدرته كرئيس دولة ان يقود الامور الى الامان , لكنه استطاع مدعيا ومزهوا عام 2003 ان (المهمة قد انتهت ) عند مخاطبة الجنود الاميركان من على البارجة الحربية بعد سقوط نظام صدام , لكنه اصيب بالترنح عندما ضرب اقوى اعصار مناطق من اميركا عام 2005 فظهر التطرف على سحنته (وهو متعود على ذلك ) كمتغطرس مشلول امام قوى الطبيعة .
قبل ايام التقى زملاءه المحافظين الجدد في البيت الابيض مخاطبا (عندما سارجع الى تكساس وارى وجهي في المرآة ساكون فخورا لما اراه)فالرجل كان في تلك اللحظة حرا من سخرية النفس.
الفترة الرئاسية التي عاشهاتضمنت الكثير من الاحداث الدراماتيكية بدأ من العمليات الارهابية في سبتمبر 2001الى الزلزال المالي في سبتمبر 2008 حيث اخذت صنارته التي كلما رفعها تكون قد اصطادت ضحية في المجال الاقتصادي والاجتماعي , فالدولة اصبحت محاطة بالديون وان اكثر من 47 مليون مواطن امريكي دون رعاية وضمان صحي .
في استفتاء جرى ل109 من باحثي التاريخ علق 107 منهم على ان فترة رئاسته كانت فاشلة واعتبر ثلثهم ان بوش هو أسؤا رئيس للولايات المتحدة على الاطلاق وبانه المسوؤل والمسبب في فقدان شعبية اميركا امام دول العالم .
لكن هذه هي تركة ثقيلة لاوباما الذي عليه الخروج من الظلال القاتمة .
اما الكاتب هانز ديتر شوت المختص في المجال الادبي فقد اعتبر فترة بوش كانت فترة الغباء ففي المجال الادبي او الفني وبعد ثلاث سنوات من حكمه اصبح لحنه لايطاق وغير ممكن تحمله , فاسماء مثل ميشائيل مور , اوليفر ستون او سين بين وصحفيون مشهورون وبمجرد ان يعترض احدهم على بوش يدخل في خانة العداء لاميركا .
المعروف ان اي رئيس امريكي تنتهي ولايته لايحتاج لفريق حرس الحماية الرسمي الا جورج دبليوبوش الذي سيلاحق ظله ايضا والذي سيكون استثناء من القاعدة فهو مازال محل تهديد لما جلبه من قصرنظر لسياسة الكاوبوي القديمة .
لقد بكى الكثير الذي حضر حفل تنصيب اوباما واعني كذلك جمهور التلفزيون ,فهؤلاء يخافون الحرب والارهاب وهم بهذا عبروا عن فرحة ينتظرونها لانهم انتخبوا الامل وليس الخوف وانتخبوا العمل وليس البطالة فهذه هي طبيعة الانسان الفطرية وهي نزعة التوق الى السلام لاغيرها.
مستشارة المانيا الغربية انكيليكا ميركل من الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ عبرت وبواقعية عن املها في حل المشاكل العالمية مع بعض وقالت ان دولة واحدة (اي اميركا ) لايمكنها القيام بذلك ومن اجل سياسة جديدة لمصلحة مليارات من البشر ,وابتهج الالمان برحيل محور الشر ( البوشي ) .
الجندي الاسرائيلي الواقف قرب دبابته في قطاع غزة قال (اذا لم يحل اوباما مشكلة الشرق الاوسط فلا يوجد حل ابدا )
فهل يمكن ان يطلق على بوش ب ( الرجل العظيم ) الذي لم يستطع سوى جرنا الى الحروب مشجعا بها الارهاب بكوارث يكون فيها الجميع هم الخاسرون .
في الكنائس التي يرتادها الاميركان السود يرددون دوما اغنيتهم الشهيرة
We shall over come, one day
حازم كويي